الاسرائيلية ، في تصعيد غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي – الاسرائيلي..وقد اثارت العملية ردود فعل دولية واسعة اذ حذر نائب وزير الخارجية الروسي امس من أي تصعيد في الشرق الأوسط بعد الضربات الإسرائيلية في سوريا.
وتأتي هذه العملية في وقت تبدو فيه اكثر من جبهة مرشحة للتصعيد في ظل الوضع الأمني والعسكري المعقد مع تعدد الحروب الدائرة في العالم العربي وتعدد المتدخلين الخارجيين ، وفي خضم مخاض « الشرق الاوسط الجديد» الذي تعيشه المنطقة بخرائط وقوى واطماع خارجية جديدة.
لقد اعتادت قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ اندلاع الازمة السورية قبل سبعة اعوام على انتهاك الاجواء السورية بصورة دائمة كانت خلالها السلطات السورية تلتزم بعدم الرد ..الى ان فاجأ الرد السوري تل ابيب اول امس في اشارة الى تغير قادم في المعادلات القائمة وخاصة في معادلة الصراع مع اسرائيل. وقد أصدر قائد «غرفة عمليات حلفاء سوريا» بيانًا اكد فيه ان سوريا لن تسكت بعد الان على أي عمل صهيوني داخل الاراضي السورية مشيرا الى دور الكيان الصهيوني ومعه الاحتلال الأمريكي في سوريا في دعم التنظيمات الإرهابية والذي لايزال مستمرًا.. وقد اشار قائد غرفة عمليا حلفاء سوريا في بيانه الى ان القيادة تمتلك معلومات بشأن دور امريكي في تأمين حاجات «داعش»، وان الطائرات الامريكية تنقل مقاتلي «داعش» من شرق النهر لتدريبه في التنف وفِي بعض قواعدهم المشبوهة في العراق ثم إدخالهم مجددًا الى سوريا لاستهداف نقاط ومواقع الجيش السوري». بحسب ما جاء في البيان. في المقابل، لوح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بمواصلة استهداف «كل من يحاول الإضرار بما اسماه «أمن إسرائيل».
رد استراتيجي
وتجدر الاشارة الى ان المواقع ووسائل الاعلام «المقربة لحزب الله» تحدثت بإطناب خلال الساعات القليلة الماضية عن العملية وتداعياتها . مؤكدة ان اسقاط الـ «اف 16» وكذلك مروحية الأباتشي هو رد استراتيجي وليس مجرد رد عسكري..وبحسب ما اوردت هذه الجهات الاعلامية ان الرد الاستراتيجي لا يمكن ان يتم الا بقرار على اعلى مستوى بين اركان وقادة محور المقاومة.. وان هذا الرد هو في جوهره «رسالة ردع» لاسرائيل وليس مجرد «رسالة رد».. واضافت ان اشعال اسرائيل حرباً يعني ان عليها ان تدرك وتفهم انها ستكون امام «حرب دفاعية» شاملة وقوية الى اقصى الحدود التي يمكن ان تتصورها. وخلصت الى ان الحرب الدفاعية لسوريا ومحور المقاومة ستكون «شاملة» في القوة العسكرية النارية والصاروخية، وشاملة في الجبهات، وشاملة في القوات التي ستشارك .وهذه المواقف تتناغم الى حد كبير مع التحذير الذي اطلقه نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد مشيرا الى ان كل اعتداء على سوريا سيلقى مصيرا مشابها لمصير الطائرة الإسرائيلية، مذكرا بأن لا خطوط حمراء أمام مكافحة الإرهاب». وقال المقداد ان نجاح الجيش السوري بإسقاط الطائرة الصهيونية هو مؤشر على قوة الجيش العربي السوري وعافيته».
مرحلة جديدة
ويرى المحلل والكاتب اللبناني قاسم قصير ان ما حصل هو قرار سياسي، عسكري، استراتيجي حاسم من قبل سوريا ومحور المقاومة وتابع في حديثه لـ«المغرب»: «تقديري الشخصي ان ايران انجزت أو طورت نظاما مضادا للطائرات بالتعاون مع سوريا وقررت ان تختبر هذا النظام لذلك أرسلت طائرة من دون طيار الى اجواء الجولان المحتل استفزت اسرائيل ، وأسقطت الطائرة وشنت غارات على مقر التحكم بالطائرة دون طيار ..وهذا هو الفخ باعتقادي الذي نصبه الايرانيون للطائرات الإسرائيلية بغية اختبار نظام الدفاع الذي طوروه . « واكد قصير ان ايران نجحت بالمناورة والاهم يبدو انها أصبحت تملك منظومة دفاع جوي جيد.
واضاف ان ما جرى هو رد سوري على الإعتداءات المستمرة من قبل العدو الصهيوني وهو رسالة واضحة من دول محور المقاومة بأن استمرار الاعتداءات سيؤدي إلى رد عسكري مباشر ، وهو يؤكد امتلاك سوريا وقوى المقاومة لمنظومات دفاعية جديدة . واضاف :«لكن يبدو أن العدو الصهيوني لا يريد حاليا الاندفاع نحو حرب شاملة ولذلك قام رئيس الوزراء الصهيوني بالاتصال بقادة روسيا وامريكا من أجل تهدئة الأجواء» . وبحسب المحلل والكاتب اللبناني فان ما جرى يؤكد أننا دخلنا مرحلة جديدة من قواعد الاشتباك وأنه من غير المسموح استمرار العدو بالقيام بقصف المواقع داخل سوريا وأن قوى المقاومة جاهزة للرد».