وهي جلسة غابت عنها التوافقات حول الملفات المطروحة على التمويل الخارجي كما اختلف القادة الأفارقة حول إدخال إصلاحات هيكلية وجرى التأكيد على دعم خطة عمل البعثة الأممية لدى ليبيا.
وقبل انعقاد الجلسة المغلقة اجتمع الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط بكل من غسان سلامة المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا ووزير خارجية حكومة الوفاق الليبية محمد الطاهر سيالة ، حيث استعرض اللقاء آخر تطورات الأزمة السياسية الراهنة والخطوات القادمة ومدى استعداد الأطراف المعنية المحلية الجارية من اجل تنفيذ خارطة الطرق الأممية . وفي هذا الإطار ووفق مصادر إعلامية كشف سلامة عن قرب انفراج الأزمة في ليبيا على ضوء ما لمسه لدى كل من المجلس الرئاسي ومجلس النواب وكذلك المجلس الأعلى للدولة من حرص على إنهاء الصراع .
من جانبه أكد وزير خارجية الوفاق على أن اغلب الأطراف السياسية في بلاده أصبحت على قناعة بان لا حل أمام الفرقاء إلا من خلال الحوار ،وفي إطار الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات المغربية. وكشف محمد سيالة التزام المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بمبدأ الحوار سبيلا وحيدا لتجاوز الخلافات وأشاد سيالة بدعم دول الجوار والإقليم لبلاده. الجدير بالتنويه أن المبعوث الاممي وقبل تحوله إلى العاصمة الأثيوبية لحضور القمة الافريقية اشرف على اجتماع رئيسي لجنتي الحوار لمجلسي النواب والأعلى للدولة في طرابلس،وتم الاتفاق على استئناف جلسات الحوار بين الطرفين لتسوية نقاط الخلاف حول عدد من مراحل خارطة الطريق المطروحة للتفاوض . دون الإفصاح عن مكان استئناف الجلسات الحوارية مع إن بعض التسريبات ترجح إمكانية انعقاد جلسة لجنتي حوار وتفاوض لجنتي البرلمان والأعلى للدولة داخل ليبيا .
وعلى ضوء تحسن الوضع الأمني وفي حال تحققت هكذا فرضية فهي تعتبر نجاحا للمبعوث الاممي غسان سلامة الذي توفق في تقريب المواقف بين الفرقاء السياسيين. والسؤال المطروح هل تتواصل نجاحات غسان سلامة ؟ وما الخطوات المطلوبة منه لتعزيز تلك النجاحات؟ بالنظر إلى حجم العراقيل والتحديات فان سلامة مدعو لتوسيع قاعدة الحوار والاستماع لممثلي المجتمع المدني وشريحة الشباب والمرأة .خطوات بدأ المعنى يسير نحوها حيث اشرف خلال زيارته الأخيرة لطرابلس على لقاء مع الشباب الذين عرضوا رؤيتهم للحل .
كما سبق لسلامه أن اجتمع مع قطاعات الثقافة والإعلام والجامعيين في بنغازي وطرابلس، ويرى ملاحظون بان نجاحات المبعوث الاممي في حال توقفت التدخلات الدولية في الملف الليبي وصدقت نوايا الليبيين فسوف تتواصل ،ويؤكد طيف واسع من الملاحظين بان جدية كل من مجلس النواب والأعلى للدولة هي المحددة لنجاح البعثة الأممية أو فشلها في إقرار الحل السلمي من عدمه. فهذا ما لم يتأكد بعد سيما في ظل تراخي مجلس النواب في انجاز الخطوات المطلوبة من تعديل الإعلان الدستوري والتصويت على قانون الاستفتاء ،وتمسك مجلس الدولة بمطلب المساواة مع البرلمان في الاختصاصات التشريعية ورفضه كل قرار صادر عن مجلس النواب حال و مشهد يوحي بان ما يجري وما يصدر عن عدة أطراف رسمية إنما هو اساس العبث السياسي.