واشار الى ان منظمة اليونيسيف وضعت استراتيجية من اجل تسريح وتاهيل واعادة ادماج الاطفال في المجتمع.
• ماهي اسباب تصاعد ظاهرة تجنيد الاطفال بليبيا والعالم العربي؟
ان النزاعات في المجتمعات غير المستقرة تنتج عنها مشاكل عديدة، منها تجنيد الاطفال اما قسرا او طواعية . وفي الحالتين التجنيد هو انتهاك فاضح لحقوق الطفل ويعد جريمة ضد الانسانية وبالتالي كل شخص يجند اطفالا يكون قد ارتكب جريمة ضد الانسانية ويستحق الملاحقة والمحاكمة عليها تحت سلطة المحكمة الجنائية الدولية . وفي الحالات التي يكون فيها الاطفال قد جاؤوا طواعية الى الميليشيات المسلحة، يصبح من واجب القادة في المجموعات المسلحة ان يمنعوا الاطفال من الدخول الى هذه المجموعات وكذلك الامر بالنسبة للجيوش النظامية . ولا يعتد بموافقة الطفل باي شكل من الاشكال وهذا الامر ينطبق ايضا على موضوع الاتجار بالبشر. اذ ان اتفاق باليرمو او الاتفاقية الدولية المتعلقة بمكافحة الاتجار بالبشر تنص على انه لا يعتد باي شكل من الاشكال بموافقة الطفل وهنا الطفل هو كل انسان لم يتجاوز الثامنة عشرة من العمر .
في ليبيا بما ان هذا البلد يتعرض -للأسف الشديد- لعدم الاستقرار منذ سنوات، وبما ان الرقابة الاجتماعية والقانونية اصبحت ضعيفة جدا في المجتمع ، فان ظاهرة خروج الاطفال من التعليم وانخراطهم في المجموعات المسلحة قد تصاعدت . ويكتسب هؤلاء انماطا غير سليمة في حياتهم . وينص القانون الدولي على ان اي شكل من اشكال الانخراط داخل المجموعات المسلحة مرفوض تماما ومن ذلك الطهي ونقل الاغراض والاسلحة وشراء المعدات والاستغلال الجنسي في الثكنات العسكرية واماكن التجمعات العسكرية. فانخراط الاطفال في المجموعات المسلحة هو انتهاك واضح لحقوق الطفل ويعرض المنخرطين لمجموعة واسعة من الانتهاكات.
• وما هي اكثر المناطق التي تنشط فيها هذه الظاهرة؟
كل البلدان التي تعيش حالة من عدم الاستقرار والحروب ينشط فيها بشكل او بآخر تجنيد الاطفال. وحتى لا نبين فقط الناحية المظلمة من الموضوع نشير الى ان هناك دولا حققت انجازات كبيرة في هذا المجال مثل السيراليون التي اطلقت آلاف الاطفال من جيشها النظامي والمجموعات المسلحة. كما ان السودان قامت مؤخرا بتسريح الاطفال من المجموعات المسلحة والجيش النظامي وهذا امر يشهد له ويظهر الرغبة في احقاق حقوق الطفل. وفي ليبيا تم الاتفاق بداية السنة بين بلدية الزنتان ومنظمة اليونيسيف على تسريح واعادة دمج جميع الاطفال الذين انخرطوا في المجموعات المسلحة في منطقة الزنتان . وبناء عليه اختتمنا هذا الاسبوع دورة تدريبية في تونس ضمت 25 مسؤولا من منطقة الزنتان من القطاعات المختلفة الاجتماعية والصحية من اجل وضع خطة لتسريح وتأهيل واعادة ادماج الاطفال في المجتمع. وهذا ايضا ترافق مع قرار مهم جدا لبلدية الزنتان ونثني عليه ونهنئ العميد مصطفى الباروني عليه ، ويتعلق بإنشاء مراكز لتأهيل الاطفال ، وايضا لتأهيل الكبار الذين شاركوا عندما كانوا اطفالا في النزاعات المسلحة.
• وهل لديكم حصيلة عن أعداد وجنسيات الاطفال الذين تم تجنيدهم في المجموعات المسلحة في ليبيا ؟
نحن نطلب من كل شركائنا في ليبيا في الشرق والجنوب والغرب ، بان ان يقوموا هم انفسهم بحصد وتعداد عدد الاطفال الذين يشاركون في المجموعات المسلحة وسنترك لهم الاعلان عن هذه الارقام ، والاهم من ذلك الاعلان عن ارقام الاطفال الذين سيسرحون من المجموعات المسلحة وسيعودون الى حياتهم الطبيعية. اليونيسيف تقف الى جانب بلدية الزنتان وكل بلدية اخرى تود ان تأخذ قرارا مماثلا. وقد اطلقنا حملة تحت شعار « معا من اجل الاطفال في ليبيا» ووقعنا مذكرات تفاهم مع البلديات والى الآن وقعنا 23 مذكرة تعاون مع بلديات في الجنوب والشرق والغرب .
• ما هي استراتيجية اليونيسيف للتعامل مع هذه الظاهرة ؟
هناك انتهاك فاضح لحقوق الطفل يجب ان يتوقف فورا وهذا ما تنص عليه اتفاقية حقوق الطفل التي صادقت عليها ليبيا في عام 1993 واصبحت جزءا من التشريع الليبي وهذا ما تنص عليه الاتفاقية رقم 182 حول عمالة الاطفال وصادقت عليه ليبيا. وهنا اشير الى ان لدينا مسارين في هذا الموضوع ، الاول الدفاع عن حقوق الاطفال والمناصرة من اجل حقوقهم وهذا ما نقوم به مع البلديات والمجتمع المدني والسلطات المحلية. والمسار الآخر برامجي، ومنها الدورة التدريبية التي اختتمناها هذا الاسبوع في تونس مع كوادر ليبيين تعهدوا بالعمل من اجل اطلاق كل طفل تم تجنيده في المجموعات المسلحة. فعوض ان يستعمل الطفل السلاح فليلعب بألعاب الطفولة مع رفاقه، وعوض ان يطهو في الثكنة العسكرية فليذهب الى المدرســـة، وعوض ان يكتسب قسوة العمل المسلح فليكتسب حنــان عائلته .
• هل الاطفال المجندون ليبيون ام ان هذه الظاهرة تطال اطفالا من جنسيات مختلفة؟
نحن طبعا في منظمة اليونيسيف معنيون بالتعامل مع اي طفل من اي جنسية كانت موجود فوق الاراضي الليبية. وهنا اشير ايضا الى ان منظمة اليونيسيف ارسلت شحنة ادوية الى ليبيا تحتوي على مليون و 50 الف طعم ضد شلل الاطفال واستلمها المركز الوطني لمكافحة الامراض وسيوزعها على جميع المناطق الليبية .
• مع دخول حكومة فائز السراج الى طرابلس ما رايكم حول الوضع في ليبيا وهل بات عملكم سهلا مع وجود حكومة معترف بها ؟
ندعو جميع الليبيين الى الاتفاق على حل سياسي في اسرع وقت لان هذا ينعكس ايجابا على الاطفال. ونتمنى كموظفين دوليين بان نعود الى مكاتبنا في طرابلس في اقرب فرصة . علما ان زملاءنا الليبيين في منظمة اليونيسيف لم يتركوا عملهم ولم يتوقفوا يوما واحدا عن الذهاب الى مقراتهم وهم اقاموا اكثر من 170 يوما تدريبيا مع الشركاء في المجتمع المدني الليبي من اجل الاطفال .
• وما تقييمكم لدور المجتمع المدني الليبي ؟
دوره اساسي وفعال وقد اقمنا شراكات عديدة مع منظمات المجتمع المدني في ليبيا من اجل الدفاع عن حقوق الطفولة . .