وفتح باب التسجيل للناخبين وتأكيد الرئاسي دعم الخطوة إلا أن الأطراف الأساسية لم تظهر الجدية المطلوبة .حيث أن مجلس الدولة لم يصدر موقفا واضحا إلى حد اللحظة فيما تتواصل التجاذبات داخل مجلس النواب حول تعديلات الاتفاق السياسي ،وتحديد موعد لتضمين الاتفاق المذكور في الإعلان الدستوري وإصدار القانون الانتخابي .
إضافة إلى ذلك تميزت مواقف قائد الجيش بالتقلب بين الرفض والتحفظ والقبول على علاقة بالضغوطات الدولية المتتالية. وواضح ان المشير حفتر واقع تحت ضغط الشارع في اقليم «برقة’’ الذي يعاني انقساما وتخبطا، اذ انه تارة يطالب بتفويض حفتر لرئاسة البلاد واحيانا ينادي باعتماد دستور الاستقلال وعودة الملكية وتنصيب الامير محمد حسن السنوسي ملكا لليبيا .
غموض وتضارب ابرز مرة اخرى مدى عمق الازمة السياسية في البلاد وغياب تام لعنصر الثقة ما بين الفرقاء وشكوك اقليم برقة بشأن جدية تيار الاسلام السياسي في الالتزام بتوفير المعايير الدولية للانتخابات وضمان حياد المليشيات المسلحة عند عمليات التصويت و اعلان النتائج . اقليم برقة يطالب بضمانات و نقل مقر المفوضية الى خارج طرابلس. ويرى النشطاء السياسيون في الاقليم بان المفوضية حتما سوف تقع في المحظور بسبب سطوة المجموعات المسلحة. ويخشى هؤلاء من تعرض رئيس المفوضية عماد السايح للاختطاف مثلما جرى في افريل 2015
الخيارات محدودة امام حفتر
كشفت تسريبات من بنغازي عن تعرض حفتر الى ضغوطات كبيرة من وزير الخارجية الفرنسي خلال زيارته للقيادة العامة للجيش . ضغوطات لم تقف عند حد انتزاع موافقة القائد العام للجيش على الانتخابات العامة بل بلغت درجة مطالبة حفتر بغلق قاعدة الرجمة . هذا عن فرنسا اما ايطاليا فقد تحول وزير داخليتها الى طرابلس في زيارة غير معلنة ولئن لم تتسرب معلومات حول الزيارة فان عديد المتابعين للشأن السياسي و الامني في ليبيا يرون ان ايطاليا تسعى لزيادة تواجدها العسكري داخل وحول ليبيا. وقد صرح رئيس الحكومة الايطالية باولو جينتلوني امس بان حكومته سوف تعرض على البرلمان . خلال هذا الاسبوع مقترح و طلب نقل القوات الايطالية الموجودة حاليا في العراق الى شمال النيجر لمحاربة مهربي البشر نحو ليبيا ثم نحو ايطاليا .
من المعلوم ان ملف محاربة الهجرة والتهريب كان على طاولة نقاش فائز السراج ووزير خارجية فرنسا مؤخرا كما ان الملف سيكون حاضرا خلال زيارة الرئيس الفرنسي القادمة الى تونس. تعثر العملية السياسية بين الاطراف المحلية وتزايد التدخل الدولي في ليبيا قابله قلق متزايد لدى دول الجوار التي طالما اعلنت رفضها ذلك التدخل . في هذا الاطار اعتبر وزير خارجية مصر بان امن ليبيا هو امن بلاده مجددا الدعوة لليبيين جميعا الى الترفع عن الخلافات ودعم الحل السلمي للازمة.