عن الخطأ ،حيث أن اسم الرئيس لم يذكر في الأوراق بل ذكرت أسماء شخصيات جزائرية أخرى، فإن الحكومة الجزائرية طالبت بمعاقبة لوموند ورفضت مد الصحفيين الفرنسيين من لوموند وقناة كنال بلوس تأشيرات سفر الى الجزائر لمتابعة الزيارة الرسمية لمانويل فالس. وكادت هذه الأزمة أن تعصف بالزيارة لكن فالس أصر على التنقل الى الجزائر للمشاركة في اجتماع اللجنة العليا المشتركة صحبة ثلة من وزراء حكومته ووعد بالتعرض لمسألة منع الصحفيين من التنقل إلى العاصمة الجزائرية.
زيارة فالس للجزائر كانت مبرمجة منذ مدة للمشاركة في أعمال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين التي تم إرساؤها عام 2012 خلال زيارة الرئيس فرنسوا هولاند للعاصمة الجزائرية. ورافق فالس كل من برنار كازنوف وزير الداخلية و إمانويل ماكرون وزير الإقتصاد وجون جاك أورفواس وزير العدل ونجاة فالو بلقاسم وزيرة التربية وأودري أزولاي وزيرة الثقافة.
وبالرغم من الأجواء المتشنجة المحيطة بالزيارة، تم استعراض كل المواضيع المبرمجة في اللقاء مع الوزير الأول الجزائري عبد الملك سلال. و صرح مانويل فالس اثر لقائه بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن»العلاقة الفرنسية الجزائرية لا بد أن تكون قوية حتى تصبح ناجعة لمقاومة الإرهاب». وأضاف أنه «ملتزم بضرورة مواصلة التشاور بصورة منتظمة بين البلدين في القضايا التي تتعلق بليبيا ومالي والصحراء الغربية».
علاقات استثنائية
أكد مانويل فالس خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره الجزائري أن «العلاقات بين البلدين استراتيجية واستثنائية» . وقامت البعثة الفرنسية في هذا الإطار بدراسة المشاريع المدرجة في برنامج الــــزيارة وفي طليعتها «التعاون في مجال مقاومة الإرهاب» و«تطوير العلاقات الإقتصادية والتجارية بين البلدين». وتم توقيع قرابة عشرين مشروعا بين البلدين من ضمنها بعث شركة لاستخراج الفسفاط وشركة لتركيب سيارات بيجو بعد أن تم فتح شركة لشركة رينو عام 2014، وكذلك عدد من المشاريع المتعلقة بالسكك الحديدية والطاقة والصناعات الغذائية.
فرنسا تعتبر أول مستثمر أجنبي في الجزائر و ثاني شريك اقتصادي (10،9 % من المبادلات) بعد الصين التي أصبحت منذ 2015 أول شريك بنسبة 14،1 %. و تعمل الحكومة الفرنسية على دعم تواجدها في الجزائر وفتح مجالات اقتصادية وتجارية جديدة بالرغم من تدني سعر البترول الذي قلص من إمكانيات الجزائر المالية.
مقاطعة وسائل الإعلام الفرنسية
لكن أزمة «أوراق بنما» أدخلت تشويشا على الزيارة سرعان ما تفاقم مع قرار الصحف الفرنسية مقاطعة الزيارة . فقد أعلنت كل من ليبيراسيون ولوفيغارو تضامنهما مع لوموند وسرعان ما التحق بهما راديو فرانس كولتور وراديو فرانس أنتار. وانضمت كذلك للمقاطعة قنوات فرانس تليفزيون وـي أف 1 . وهي أول مرة تتم مقاطعة بلد أجنبي خلال زيارة رسمية بهذا الشكل.
و بالرغم من نشر تغريدة للوزير الأول الفرنسي يعبر فيها عن «أسف عميق» لمنع الصحافة الفرنسية من الزيارة و يعد بـ«التعرض للموضوع في كنف الصداقة والصراحة». لكن ذلك لم يمنع المنع والمقاطعة. بل ساءت العلاقات بين الجزائر والصحف الفرنسية مما يشير إلى تصلب موقف لوموند في دراستها لموضوع «أوراق بنما» في جزئه المتعلق بالجزائر. ومن المنتظر أن تنشر لوموند تفاصيل دقيقة حول الملفات المتعلقة بالشخصيات الجزائرية بما في ذلك الحكومية في فضيحة ملفات بنما خلال حلقات المسلسل الصحفي الذي وعدت به لوموند قراءها.