المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس لـ «المغرب»: القدس عاصمتنا والإجراء الامريكي لن يزيدنا الا تمسكا بهذه المدينة

دعا المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في حديثه لـ «المغرب» مباشرة من القدس كل المرجعيات الدينية الاسلامية والمسيحية في العالم الى التحرك نصرة للقدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية. وقال ان الفلسطينيين -مسيحيين ومسلمين- يرفضون القرار معتبرا انه اماط اللثام وكشف الوجه الحقيقي للسياسات الامريكية في المنطقة والتي كانت دوما منحازة لاسرائيل ولسياسات الاحتلال الاسرائيلي.
• ما موقفكم من قرار ترامب وماذا يعني ؟
نحن نرفض هذا القرار الذي صدر عن الرئيس الامريكي ترامب ونعتبره قرارا معاديا استفزازيا لشعبنا الفلسطيني وامتنا العربية . هذا القرار حقيقة اماط اللثام واظهر الوجه الحقيقي للسياسات الامريكية في منطقتنا والتي كانت دوما منحازة لاسرائيل ولسياسات الاحتلال بحق شعبنا . نحن في مدينة القدس كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين نرفض القرار وندينه ونستنكره جملة وتفصيلا ونقول ان مدينة القدس هي عاصمة فلسطين هكذا كانت وهكذا ستبقى .ليس الرئيس الامريكي الذي يقرر ان القدس هي عاصمة اسرائيل بل القدس هي عاصمة الشعب الفلسطيني الروحية والوطنية ..هي عاصمتنا.
• وما آليات مواجهة هذا القرار اليوم؟
نحن نعتقد بأن مواجهة هذا القرار الامريكي تحتاج الى ان يتوحد الفلسطينيون وان تنتهي الانقسامات وهذا ما نتمناه. واعتقد ان الغالبية الساحقة من ابناء شعبنا الفلسطيني تتمنى ان تنتهي الانقسامات . وانا على يقين ان مرحلة الانقسام قد شارفت على نهايتها وان وحدة الشعب الفلسطيني هي امر مهم جدا واستراتيجي وحيوي من اجل ان نكون اقوياء لتصدينا لهذه السياسة الاستعمارية الظالمة التي تستهدف القدس والشعب الفلسطيني. ونعتقد ان العرب كل العرب من المحيط الى الخليج مطالبون بان تكون بوصلتهم نحن القدس ولا تجوز ان تكون البوصلة باتجاهات اخرى. قضيتنا هي القدس ..هي القضية الفلسطينية ويجب ان يكون هناك موقف عربي رافض لهذه الاجراءات الامريكية الغاشمة . نحن نناشد كافة المرجعيات الدينية الاسلامية والمسيحية في عالمنا ان يتحركوا نصرة للقدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية . وهذه الاجراءات والقرارات الامريكية المنحازة لـ«اسرائيل» لن تزيدنا كفلسطينيين الا ثباتا وتمسكا ودفاعا عن القدس عاصمة فلسطين ..
• وهل الموقف العربي بمستوى الحدث ؟
نتمنى ان يرتقي العرب الى المستوى المطلوب وان يكونوا على قدر المسؤولية التاريخية لان القدس امانة. نحن لسنا بصدد التشكيك بأحد ولكن نذّكر العرب بمسؤولياتهم تجاه القدس وان لا يتركوها وحيدة تقارع جلاديها ..فالقدس امانة في اعماقنا كفلسطينيين وعرب. وعلينا ان نعمل سوية من اجل الحفاظ على مدينتنا وإفشال المخطط الامريكي الصهيوني الهادف الى ابتلاع القدس وتشويه المنطقة.
• هل هناك انتفاضة ثالثة؟
الانتفاضة لم تتوقف في فلسطين وهي مستمرة ومتواصلة وان كانت بصور متعددة . الانتفاضة موجودة طالما ان الشعب الفلسطيني لم يستلم للاحتلال واعتقد انه لن يكون صامتا ومتفرجا على هذه المهزلة والمسرحية التي شهدناها في البيت الابيض حيث رفع الرئيس الامريكي الورقة التي وقع بها مرسومه بشكل استفزازي مهين لكل العرب ..ونعتقد ان ما اقدم عليه الرئيس الامريكي اماط اللثام عن السياسة الامريكية الحقيقية في منطقتنا ..هذه هي امريكا المعادية للعرب والفلسطينيين وعلينا ان نعرف ان امريكا ليست معنا بل ضد الامة العربية والشعب الفلسطيني وسبب من اسباب الكوارث والنكبات والحروب والأوضاع المزرية التي مرت بمنطقتنا العربية..