وفق تسريبات نشرتها وسائل اعلام امريكية . هذه الخطوة التي لطالما دعا لها ترامب منذ بداية حملته الانتخابية وصولا الى خطاب تنصيبه وزيارته الشهيرة الى القدس المحتلة مباشرة عقب توليه الحكم خلفا لسلفه باراك اوباما.
هذا واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن سعي الولايات المتحدة نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس "خطوة مرفوضة" ولها تداعيات خطيرة، وذلك بعد تلقيه اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امس اكد له فيها نيته نقل السفارة الى القدس .
وتواجه سياسة ترامب – عامة – تجاه الشرق الاوسط انتقادات واسعة النطاق الا انّ استراتيجيته الخطيرة تجاه القضية الفلسطينية تبقى اهم القضايا التي تقابلها انتقادات دولية وعربية على حد سواء . اذ يسعى ترامب – رغم تأكيده في لقاءات سابقة جمعته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وايضا لقاءه مع بنيامين نتنياهو رئيس كيان الاحتلال على تمسّك أمريكا بحل الدولتين – يسعى الى ان تعلن الولايات المتحدة القدس عاصمة لكيان الإحتلال الإسرائيلي وذلك بنقل سفارة واشنطن الى القدس المحتلة وهي خطوة ستؤجّج غضب أغلب دول العالم والمجتمع الدولي الرافض للاعتراف بـ «اسرائيل» . وقالت مصادر اعلامية امس ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث هاتفيا امس إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وسط تكهنات بشأن وضع القدس .
«ولاء امريكا للاحتلال»
من جانبه قال الكاتب الفلسطيني فادي عبيد لـ«المغرب» أنّ الخطاب المرتقب للرئيس الامريكي دونالد ترامب يأتي في ظروف ملتبسة ، قائلا «أولا هناك تسريبات سبقته لجهة وجود نية لدى ترامب بأن يُعلن القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب وهذا بحد ذاته يمثل تطورا خطيرا إذ أنه يعد خروجا عن المسار الذي سلكته الإدارات الأمريكية السابقة ، هو يفضح بشكل صريح أن الرئيس الأمريكي يدين بالولاء المطلق للكيان المحتلّ».
واضاف محدّثنا ان هذا الأمر مؤشر جديد على عبثية اعتبار واشنطن راعيا أو وسيطا ، معتبرا ان مثل هذه الخطوة – ان تمت – ستدل على انها هي شريكة في العدوان و التآمر على الحقوق الفلسطينية المشروعة.
وتابع عبيد «الأهم الآن هو إسقاط أي وهم حول جدوى السير في الركب الأمريكي ، سواء على المسار الفلسطيني أو العربي ونقصد طبعا المستوى الرسمي والعمل الجاد من أجل الوصول لصيغة مواجهة شاملة وجامعة».
وعن تداعيات مثل هذه الخطوة في حال حصولها على القضية الفلسطينية اجاب الكاتب الفلسطيني «لا تحرك متوقع لأن التآمر للأسف لم يعد صهيو أمريكي بل بات من أطراف عربية رسمية .. التأثير بلا شك موجود لكن الرهان كان وسيظل على الشعب الفلسطيني و قواه المقاومة والأحرار من أبناء الأمة».
«رجوع عن الاتفاقيات الدولية»
في نفس السياق قال الكاتب والمحلل السياسي الاردني سائد كراجه لـ«المغرب» وأضح أن التلويح بتنفيذ قرار نقل السفارة وقبل ذلك، رفض الإدارة الأمريكية تجديد ترخيص مكتب المنظمة في واشنطن، وربط تجديده ببدء محادثات مباشرة بين السلطة وإسرائيل، إضافة إلى التسريبات حول صفقة القرن التي يحملها مبعوث ترامب للمنطقة والتي ملخصها الرجوع عن حل الدولة وكذلك الرجوع عن حل الدولتين وتقديم حل يمكن وصفه بحل اللادولة أقول أن الهدف من هذه التحركات هو الضغط على السلطة الفلسطينية لبدء محادثات استسلام وتسليم وتوقيع اتفاقية إذعان وهزيمة بإعلان إغلاق للملف الفلسطيني ومصادرة حقوق الفلسطينيين».
سياسة منحازة لـ«اسرائيل»
وفي شهر اكتوبر المنقضي اعلنت واشنطن انسحابها من اليونسكو بدعوى سياستها المعادية لـ«إسرائيل» ، وهو مايزيد من التأكيد ان سياسة ترامب تجاه الصراع العربي الاسرائيلي ترجّح كفّة الاحتلال .
ويرى متابعون ان القرار الأمريكي المفاجئ انذاك والذي جاء تزامنا مع توقيع اتفاق مصالحة تاريخي بين حركتي حماس وفتح الفلسطينيتين في مصر ، يرى متابعون أنه خطوة للوراء في جهود إعادة إحياء مفاوضات السلام بين فلسطين وسلطات الاحتلال الإسرائيلي . ولئن تشهد محاولات احياء هذه المفاوضات عراقيل عدة وتعنتا اسرائيليا واضحا ، تزيد هذه السياسة الامريكية غير المنصفة للجانب الفلسطيني من تعقيد الازمة ومزيد إرباك جهود إحلال السلام.
فمنذ انتخاب الرئيس الحالي دونالد ترامب على رأس الولايات المتحدة الامريكية يؤكد متابعون انّ سياسة البيت الابيض اتخذت خطا اكثر وضوحا فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي خيرت من خلاله أمريكا الاصطفاف الى جانب حليفتها المدلّلة في الشرق الأوسط إسرائيل.
اذ كان اللقاء الذي جمع دونالد ترامب برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من اول اللقاءات التي قام بها ترامب عقب توليه الحكم مباشرة وهو مايدل على الاهمية البالغة التي يوليها ترامب لإسرائيل ، بالإضافة للزيارة المثيرة للجدل التي اداها الاخير الى القدس المحتلة ونواياه نقل السفارة الامريكية من «تل أبيب» الى القدس المحتلة . كل هذه المؤشرات تدل على ان كفة «الكيان الصهيوني» هي المرجحة لدى ترامب فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي.
ردود فعل غاضبة
واثار هذا التوجه الذي يسير نحوه ترامب رفضا دوليا كبيرا ، اذ عبر الرئيس الفرنسي عن قلقه ازاء احتمال أن تعتبر الولايات المتحدة بشكل منفرد القدس عاصمة دولة إسرائيل»، حسبما قال بيان الإليزيه. امس وأضاف البيان أن أي قرارات من هذا النوع يجب «أن تكون في إطار المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين».
وكانت ترامب قد تلقى تحذيرات جامعة الدول العربية من أن إعلانه القدس عاصمة للكيان الغاصبا سوف يعرقل جهود السلام. كما حذر الأردن من أن هذه الخطوة سوف تثير غضبا عارما في العالمين العربي والإسلامي.فيما حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، امس الثلاثاء، بأنه في حال اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل، فقد يؤدي ذلك إلى قطيعة في العلاقات بين أنقرة والدولة العبرية.
وقال أردوغان إن تركيا، التي تترأس حاليا منظمة التعاون الإسلامي ستدعو إلى قمة فورا في حال إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.كما أعرب مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، عن قلق المملكة «البالغ» بشأن التقارير الإعلامية التي قالت إن الإدارة الأمريكية تعتزم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشيرا إلى التداعيات الخطيرة للخطوة التي «تستفز مشاعر المسلمين».ونقلت وكالة الأنباء السعودية «واس» عن المصدر أن المملكة ترى أن الإقدام على هذه الخطوة يعد «إخلالا كبيرا بمبدإ عدم التأثير على مفاوضات الحل النهائي، ويخالف القرارات الدولية التي أكدت على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والراسخة في القدس، التي لا يمكن المساس بها أو محاولة فرض أمر واقع عليها».