وأضاف انّ الدعوة التي وجهها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لفتح الجبهات لاسيما جبهة صنعاء هي القرار العسكري الصحيح للخلاص من هذه العصابات .
• لو تقدّمون لنا قراءتكم للمشهد اليمني الرّاهن بعد مقتل علي عبد الله صالح ؟
طبعا كان متوقّعا ان يقتل علي عبد الله صالح ، الحوثيون أعلنوا ذلك مرارا وهددوه واهانوه وحاصروا منزله بالتالي كان مستغربا ان يغادر الموكب ذاهبا الى مسقط رأسه لكي يصطاده خصومه الذين يعرفهم جيدا ويعرف انهم سيعمدون الى تصفيته .الحقيقة هذه غلطة غير مفهومة من صالح الذي كان حريصا طوال حياته ليس فقط على النجاة من الاغتيال بل على النجاة من الازمات السياسية في الدّاخل والخارج .صالح برحيله غير المعادلة ولن يكون واضحا من سيمسك القيادة في صنعاء من بعد. اشك ان قتله والتّمثيل بجثّته وعرضها في مشاهد فيديو في جوّ احتفالي من قبل الحوثيين ، كل هذا سيستفز لا فقط انصار صالح من القبائل بل جل اليمنيين الذين لم يبدوا فعلا أي ولاء حقيقي للحوثيين بل كانوا يهابونهم وربما يستفيدون منهم لكن الان الحسابات ستتغيّر .
• كيف ستكون تداعيات مقتل صالح داخليّا وخارجيّا ؟
المعادلة بالنسبة للخارج سواء القوى الدولية او القوى الاقليمية لاسيما التحالف العربي الّذي يقود الحرب في اليمن المعادلة تغيّرت، لم يعد فيها صالح الذي كان يحسبون له حسابا باعتبار انه كان له حزب ممثل في البرلمان وله كوادر في تسيير الدولة وهناك حاجة اليها في حال عودة الدولة والشرعية الى صنعاء. وبنفس الوقت الذي يسيطر فيه الحوثيون الان على العاصمة وعلى المناطق التي هم فيها ، هم ايضا تغيرت حساباتهم اصبح الان زحفهم على صنعاء مبررا ، كانت القوة الدولية قد وضعت هذا الهدف تحت خط احمر خشية مزيد من التدمير والقتلى من المدنيين، لكن هذه فرصة لا فقط للتحالف بل للجميع كي يثبتوا أنّهم لن يرضوا بعصابات تحكم البلد ، هم يوجّهون اليمن نحو نموذج آخر من الصوملة بشكل تلقائي .بالتالي لا أحد يستطيع التكهّن تماما كيف سيكون رد الفعل الخارجي .
الدعوة التي وجهها عبد ربه منصور هادي لفتح الجبهات لاسيما جبهة صنعاء هي القرار العسكري الصحيح للخلاص من هذه العصابات ولو فيه خسائر بالنسبة للشعب اليمني، هذا قرار لابد منه ولايمكن التغاضي عنه بما انّ الخطر بات الان قريبا واذا لم يكن هناك عمل عسكري مباشر لإنهاء «الحالة الحوثية» او حصرها في منطقة محددة فهذا يعني ان المجتمع الدولي يريد بؤرة جديدة من الارهاب ويريد ايضا ان يتاجر ويبتز السعودية ودول الخليج في حرب اليمن .
• أي دور تلعبه القبائل في الحرب اليمنية ؟
كثيرون يراهنون على العُنصر القبلي في المرحلة المُقبلة ولا شكّ في أنّه عنصر مهم القبائل اظهرت للحوثيين انها ترفضهم لكنها لم تتواجه معهم ربما لانّ ظروف الحرب الخارجية على اليمن هي التي قضت بأن يكون هناك شيء من التضامن الداخلي وأيضا كان وجود علي عبد الله الصالح وموقفه يشجّع القبائل على الصبر والانتظار .
الحالة الحوثية لا مستقبل لها صالح كان مدركا لذلك لكنه كان يبحث عن مخرج لعله وجده في الايام الفارطة لكنه لم يكن متماسكا ايضا الحوثيون غدروا به ليس فقط بقتله وإنما ايضا باسترجاع المناطق التي كانت جماعته تسيطر عليها
• كيف ترون مستقبل المشهد اليمني بعد نهاية علي عبد الله صالح ؟
الان لابد للموالين لصالح والذين يتضامنون معهم لابد لهم من قيادة في الداخل لابد من ان يشعروا بالقوات الشرعية معنية جدا ومهتمة بمعالجة الوضع من جهتها بما لديها وأيضا دول التحالف لديها فرصة لان تكون هناك نهاية للحرب ولو غير وشيكة وغير قريبة.
لكن قبل ذلك لم يكن هناك أي تصور لانتهاء الحرب وقد استفاد الحوثيون من انسداد الافق السياسي واستفادوا ايضا من عدم موافقة ايران على أي حل سياسي لان أي حل سياسي يجب ان يتضمن تسليم الاسلحة الثقيلة وإعادتها الى ترسانة الجيش الحكومي هذا لم يكن واردا في حسابات الحوثيين الان هم يريدون السيطرة بشكل كامل حتى بالقتل والاعتقالات والتنكيل لكي يثبتوا اقدامهم كي تستكين الاطراف الاخرى لسيطرتهم .
يوحون للمجتمع الدولي انهم جاهزون للحلّ السياسي لكنهم لا يعرفون معنى الدولة ولا معنى انهاض الدولة ولا يعترفون بأيّ طرف اخر غير الموالين لهم في اليمن .بالتالي يجب على المُجتمع الدُولي أن يأخذ بالاعتبار هذه الحقيقة المتعلّقة بطبيعة هذه الجماعة المتطرّفة لا فقط بخياراتها السياسيّة . في الوقت الرّاهن هناك فرصة لابد من استغلالها حتى ولو كانت مُكلفة .