وتتعدد اسباب الجدل الذي رافق المبادرة الروسية لرعاية الحوار السوري السوري ومن اهمها الاطراف المشاركة.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موعد عقد مؤتمر الحوار الوطني في مدينة سوتشي لم يحدد بعد، وسيتم الإعلان عنه في وقت لاحق.وكان من المتوقع أن يشارك في المؤتمر وفد النظام السوري ووفد موحد للمعارضة، يضم ممثلين عن مختلف المنصات والمنظمات المعارضة والفصائل المسلحة. ويرى متابعون ان من بين اهم اسباب التأجيل رفض المعارضة المقترح الروسي الذي يقضي بتوحيد منصات المعارضة والمشاركة كوفد موحد .
ويأتي الاجتماع الذي تم تأجيله عقب قمة ثلاثية جمعت الجانب الروسي والإيراني والتركي بالإضافة الى زيارة نادرة اداها الرئيس السوري بشار الاسد الى روسيا عشية انعقاد القمة التي تناولت الوضع السوي .
الاسباب المعلنة والخفية للتأجيل
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي السوري سومر صالح في حديثه لـ«المغرب» أنّ أسباب تأجيل مؤتمر سوتشي المعلن هو افساح الوقت للمزيد من المشاورات بين أطراف سياق استانة للحل في سوريا لجهة دعوة الأطراف وتحديد الأولويات والمضامين، ولكن في الجوهر الامر لا يبدو مقنعا، مضيفا انه «بعد ماراتون من المؤتمرات واللقاءات بدءا من استانة السابع وصولا الى اجتماع انطاليا لوزراء الخارجية الدول الضامنة ولقاء رؤساء الأركان لذات الدول في سوتشي ، كان الاتجاه العام يسير لتحضير البيئة المناسبة لعقد المؤتمر، وجاء لقاء الرئيس الأسد بالرئيس بوتين الذي سبق القمة الثلاثية ، ضمن ذات السياق أيضا .
واشار محدّثنا «كانت كل الإشارات تتجه لعقد المؤتمر بداية الشهر القادم، الا ان حدث اللقاء الثلاثي بين الرؤساء بوتين روحاني و اردوغان ،وصدور بيان داعم للمؤتمر الذي كانت فيه عبارات اردوغان باهتة خاصة المؤتمر الصحفي وتدل على خلافات كانت حاضرة على اجندات الرؤساء، وما هي الا ساعات قليلة حتى بدأ اردوغان بالخروج عن روح الاتفاقيات الموقعة مع روسيا سواء حول مناطق تخفيف التصعيد او المسار السياسي في جينيف، وبدأ باستدارة معاكسة باتجاه واشنطن عنوانها محاربة الكرد، وبالتالي خلاف تركي روسي طارئ على ما يبدو هو من اجل عقد المؤتمر والسبب يمكن ارجاعه الى رغبة تركيا في المماطلة باستخدام ورقة جبهة النصرة، وورقة مخيمات اللاجئين لديها والذي حسمها بيان سوتشي الثلاثي، إضافة الى محاولة تركيا استباحة الأراضي السورية تحت مظلة استنة وهو ما رفضه محور(موسكو دمشق) مطلقا علاوة التعطيل الذي مارسته واشنطن أيضا» على حد تعبيره .
هل هو فشل لجهود روسيا للحل: لا يمكن اعتباره فشلا لروسيا فالسياسة تحدد بمعيار المصالح، والتشبيك الاقتصادي الروسي التركي اكبر من هكذا انتكاسه، ومن جهة أخرى فروسيا لديها المزيد من الخيارات السياسية والوسائل الدبلوماسية والعسكرية للضغط حتى على تركيا في تنفيذ التزاماتها تجاه موسكو في التسوية السورية، في نهاية المطاف الصراع جيبولتيكي بين محاور وليس خلافا ثنائيا بين دولتين، ولكن إن أصرت تركيا على موقفها فحرب «النصرة» باتت وشيكة في ادلب من قبل المحور (الروسي السوري الإيراني)، وحينها سيعود الترك الى التسويات بلا أي أوراق تذكر، واعتقد ان ورقة القرارين (2253 و2178) ستكونان عصا روسيا في مجلس الأمن ضد حكومة اردوغان ان شذّ عن تفاهمات موسكو.
تركيا على ضفتي الصراع
وعن نتائج القمة الثلاثية التي انعقدت مؤخرا قال محدثنا ان نتائج القمة الثلاثية تبدو معطلة او مجمدة الى حين استقرار تركيا على أحد ضفتي الصراع الروسي الأمريكي، والتي نجزم انها بعد الان -أي تركيا- غير قادرة على المناورة الاستراتيجية بين الطرفين لحجز مقعد أكبر من دورها على هوامش الصراع.
واعتبر صالح ان العلاقة الأمريكية التركية وتأثيرها على معادلة الصراع في سوريا تتمثل في الاتي ، وهو انه بعد اتصالين هاتفيين بين ترامب وبوتين الشهر الجاري انقلب مشهد العلاقة الأمريكية التركية على حساب معادلة التقارب الإيراني الروسي مع تركيا ، في ظل وعود أمريكية بدعم تركيا في خياراتها ضد الكرد وفق تعبيره .
واضاف «’وهو ما أصاب تفاهمات تركيا وروسيا بما يشبه النكسة مؤقتا، ولكن ما تلا هذه التصريحات والاتصالات الأمريكية التركية خصوصا تصريحات البنتاغون يوحي بان تركيا قد أوقعت نفسها في ورطة وهو فخ التناقض بين البيت الأبيض والدفاع الامريكية فالولايات المتحدة لن تتخلى عن الكرد في مشرعها الشرق اوسطي و تركيا التي جاهرت بخلافاتها مع موسكو قد ابتعدت عنها في خطوة متهورة، لذلك هي في ورطة، وواشنطن التي تستعد لإطلاق المواجهة الاستراتيجية ضد روسيا العام القادم لا تستطيع التخلي او التفريط بتركيا، ولكنها غير قادرة أيضا على التفريط بالورقة الكردية».
وتابع الكاتب السوري انه تبعا لذلك قد تتجه العلاقة التركية الأمريكية الى تبني حل وسط تدعم به واشنطن خيارات انقرة شرقي الفرات فقط وبشكل مؤقت بما يتيح لاردوغان العودة الى الحضن الأمريكي وعباءة الناتو، وهذا الامر إن حصل فهو سيعيد حسابات الكتلة الاوراسية الى نقطة التشكل الجيوسياسي الأولى وسينعكس على الازمتين السورية والاكرانية.