كما أن ثالث تنظيم مسلح شرعي -أي البنيان المرصوص- يتكون من سكان مصراتة وهو الذي قام بتحرير سرت من الدواعش وانخراط مصراتة في العملية السياسية يعني تامين المنطقة الوسطى المتاخمة للهلال النفطي .
لهذه الأهمية قرر المبعوث الأممي التحول لمصراتة ولقاء مسؤوليها وأعيانها ومنظمات المجتمع المدني فيها ،ويبقى السؤال هنا هل أن قيادات مصراتة متحدة في مواقفها مما يجري من تطورات ومن خارطة الطريق الأممية ؟
واضح بان تغيرات بالحملة حصلت في مصراتة ففي الجانب العسكري انقسمت قياداتها العسكرية بين داعم لعملية الكرامة والمجلس الرئاسي، ونتحدث هنا عن البنيان المرصوص أما باقي الكتائب، فمنها المتشدد والمهتم بالولاء لتنظيم القاعدة مثل كتيبة الفرقان كما توجد كتائب أخرى داعمة لمجاهدي درنة .وجراء انقسام كتائب مصراتة خسرت نفوذها في طرابلس وسبها والجفرة وغيرها .
تطورات سياسية
سياسيا تأثرت حكومة الإنقاذ برئاسة لغويل ابن مصراتة بما حصل من تراجع نفوذ مليشيات مصراتة، حيث غاب لغويل تماما عن مسرح الأحداث السياسية مقابل ظهور قوي لأصوات معتدلة أصيلة مصراتة مثل عضو الأعلى للدولة بلقاسم قزيط .التحولات السالفة الذكر في مصراتة انعكست أيضا على مجلس الأعلى للدولة تخبط واضح في أداء عبد الرحمان السويحلي بدعمه حينا مبادرة الأمم المتحدة ورفضها حينا آخر .
السؤال مرة ثانية هو لمن ستكون الأغلبية بين قيادات مصراتة الطرف المعتدل الداعم للحل السلمي ام الطرف المتشدد الرافض للحل السياسي؟
لكن الثابت هو ان تيار الإسلام السياسي في المدينة يدرك حقيقة ما تعيشه الجماعات الإسلامية من تضييقات إقليمية ودولية، بالإضافة لرفض الشارع لها لذلك يحاول التعايش مع الواقع الجديد باعتماد بعض المرونة عامل سوف يستغله المبعوث الأممي على أحسن وجه لتمرير مبادرته المطروحة و بالتالي فمن المتوقع نجاح زيارته اليوم للمدينة
داعش ومجلس الشورى
على صعيد اخر جاء في اعترافات احد قيادات داعش وهو المدعو انيس العوامي لدى الباحث العسكري في بنغازي انه بعد انسحاب «داعش» الارهابي من درنة جرى اعتقاله مع 450 داعشيا بسجن ومعسكر بشير في درنة، وبعد فترة قصيرة انضم هؤلاء كلهم لمجاهدي درنة واعترف العوامي بتصفية عسكرية داخل جامع الصحابة رميا بالرصاص وذبحا. واعترف العوامي أيضا بوجود حوالي 35 أجنبيا ضمن شورى درنة من جنسيات مصرية سورية تونسية .
وعن حقيقة وجود مديرية امن وجيش داخل درنة وبدعم من مجاهدي المدينة، صرح الإرهابي العوامي بان مجلس مجاهدي درنة يتظاهر أمام الرأي العام المحلي والدولي بدعم الأمن والجيش بينما الواقع عكس ذلك .