للحديث بقية: الحريري وخارطة تحالفات جديدة؟

يبدو ان ازمة استقالة الحريري مرت بأقل الأضرار على المستويين السياسي والاقتصادي وقد بعث امس محافظ البنك المركزي اللبناني برسالة طمأنة بان وضع العملة اللبنانية مستقر ..

ومن الجلي ان هناك تفاهمات بين القوى السياسية بشأن الحفاظ على سياسة النأي بالنفس عن ازمات المنطقة ..وبحسب ما اعلنت مصادر لبنانية فان الحريري لم يعلن تراجعه عن الاستقالة وذلك حفظا لماء الوجه ولكن جمدها بغية التوصل الى مخرج يبقي بلده في مأمن عن اية ازمات اخرى في الداخل او في الخارج...
وحقيقة الحال فان تداعيات هذه الازمة ستؤثر بشكل مباشر على خارطة التحالفات اللبنانية ..فقد كرست فرنسا مجددا دورها التاريخي في لبنان بعد نجاح الوساطة التي ادت الى عودة الحريري...في المقابل فان هناك تساؤلات تطرح حول علاقة الحريري المستقبلية مع المملكة العربية السعودية وذلك بعد الضبابية التي رافقت استقالته المفاجئة من الرياض .. وتأكيدات

الرئيس اللبناني ميشان عون– والتي لا يمكن تجاهلها – بان الحريري محتجز في السعودية وانه تعرض لضغوط ادت الى تقديم استقالته وذلك قبل ان تدخل باريس على الخط وتدفع نحو عودته الى لبنان ..

اما السؤال الآخر فيتعلق بمستقبل تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري .. فقد وضعت استقالة الحريري المفاجئة التيار في وضع لا يحسد عليه ..وواجه تحديات وجدلا كبيرا في هياكله الداخلية حول كيفية التعامل مع هذه الازمة.. فقد بدا جليا ان بعض قياداته اختارت المواجهة المباشرة مع الرياض وتمثل ذلك بتصريح وزير الداخلية نهاد المشنوق والذي رفض في تصريح له ما كان يدور من حديث حول تكليف الاخ الاكبر لسعد الحريري بهاء الدين برئاسة الحكومة.. فقد ذكرت صحيفة “القبس” الكويتية «إن هناك غضباً سعودياً على بعض مسؤولي المستقبل، لاسيما وزير الداخلية نهاد المشنوق.

في حين ان تقارير اعلامية تحدثت عن قيام بعض القيادات صلب التيار بفتح قنوات اتصال مع مسؤولين سعوديين من اجل البحث عن بديل للحريري يكون اكثر قدرة على التصعيد مع ايران وحلفائها في لبنان وفي مقدمتهم حزب الله ...

كل هذه التطورات تؤكد ضرورة اعادة ترتيب البيت الداخلي لتيار المستقبل ومراجعة حساباته الداخلية والخارجية ،فيما يتعلق بالعلاقة مع حلفائه في 14 آذار او حلفائه التقليديين في الخارج وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية... خاصة ان هناك استحقاقات انتخابية قادمة اولها انتخابات المجلس النيابي اللبناني .

في السياق ذاته، وجّه وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل رسالة الى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أكد فيها «تمسك لبنان الكامل بروح ونص ميثاق جامعة الدول العربية وخصوصاً مادته الثامنة التي تنص على إحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية». وأوضح باسيل «أن سياسة لبنان قائمة على إبعاده عن نيران الأزمات المحيطة به مع اعتماد سياسة خارجية مستقلة تقوم على صون مصلحته العليا واحترام القانون الدولي والإحترام المتبادل للسيادة في علاقاته مع الدول الشقيقة والصديقة». وتحمل الرسالة اكثر من دلالة وهي جاءت ردا مباشرا على تصنيف الجامعة العربية لحزب الله كإرهابي بكل ما يحمله ذلك من تداعيات سيئة على لبنان اقتصاديا وسياسيا وأمنيا.. ويؤكد باسيل ان لبنان يرفض التدخل بشؤونه الداخلية ،وفي الان نفسه فانه لا يتدخل في شؤون الدول الاخرى ..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115