فيما أمريكا تشيد بحملة «التطهير» في الرياض: السعودية تحذر لبنان وحزب الله وتهدّد بالمواجهة مع إيران

أيّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إجراءات اتخذها ولي العهد السعودي شددت قبضته على السلطة من خلال حملة تطهير لمكافحة الفساد شملت اعتقال أمراء ووزراء ورجال أعمال.وعزز هذا التأييد العلاقات الأمريكية السعودية التي تحسنت كثيرا خلال رئاسةترامب

فيما يرجع لأمور منها رؤية الزعيمين القائمة على التصدي لإيران، العدو اللدود للرياض، بشكل أكثر نشاطا في المنطقة.

وقال ترامب على تويتر إن لديه ”ثقة كبيرة في الملك سلمان وولي عهد السعودية“ عقب الاعتقالات الواسعة في أكبر حملة تطهير لمكافحة الفساد في التاريخ السعودي الحديث.وقال الرئيس الأمريكي أيضا ”هما يعلمان جيدا ما يفعلانه“ مضيفا ”بعض أولئك الذين يعاملوهم بصرامة كانوا ‘يستنزفون‘ بلدهم لسنوات“.وحملة التطهير هي الأحدث ضمن سلسلة خطوات كبرى اتخذها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتعزيز نفوذ السعودية على الساحة الدولية وزيادة سلطاته داخليا.

وقال مسؤول أمريكي وفق ‘’رويترز’’ طالبا عدم الكشف عن اسمه إن الأمير محمد ”أصبح المحرك الرئيسي لعملية صنع سياسة السعودية. تحرك بنشاط لتهميش المعارضين وتركيز سلطة صنع القرار وترسيخ نفسه باعتباره الوريث بلا منازع لتركة آل سعود“.وأضاف المسؤول أن الأمير محمد ”يسعى أيضا لإنعاش ثقة الشعب في الملكية السعودية من خلال تنويع الاقتصاد وتخفيف القيود الدينية وتنفيذ إصلاحات اجتماعية واسعة النطاق“.

وعاد جاريد كوشنر صهر ترامب وكبير مستشاريه، الذي أقام علاقات وثيقة مع ولي العهد السعودي، مؤخرا من السعودية فيما أثار تكهنات عما إذا كانت لديه فكرة عن خطط ولي العهد.وقال البيت الأبيض في الوقت الذي أعلنت فيه الزيارة إنها كانت في إطار جهود كوشنر بشأن محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

ومن بين المقبوض عليهم الملياردير الأمير الوليد بن طلال أحد أبرز رجال الأعمال السعوديين.وقال روب مالي نائب الرئيس للشؤون السياسية لدى مجموعة الأزمات الدولية ”إنه لإنجاز مثير أن يتمكن بشكل أساسي من أن يحيد فعليا كل مصادر المعارضة المحتملة، ومنافسيه المعارضين، سواء كانت دينية أم إعلامية أم سياسية أم عسكرية“.
وأضاف مالي المستشار البارز السابق في شؤون الشرق الأوسط خلال حكم باراك أوباما ”على الجانب الآخر ... فإن خلق الكثير من الأعداء في وقت واحد يشكل دوما مجازفة. فليس واضحا كيف يمكن لأولئك الأعداء أن يردوا“.

ومن بين المقبوض عليهم أيضا الأمير متعب بن عبد الله الذي أقيل من منصب وزير الحرس الوطني وهو أحد مراكز القوى الرئيسية التي تضرب بجذورها في قبائل المملكة.
وأعاد ذلك للأذهان قرارا اتخذه الملك سلمان في جوان بتعيين ابنه الأمير محمد وليا للعهد بدلا من ابن عمه الأمير محمد بن نايف الذي أعفي أيضا من منصب وزير الداخلية.وحذر مسؤول كبير سابق بالمخابرات الأمريكية من أنه نظرا للولاءات في الحرس الوطني فإن ولي العهد قد يواجه رد فعل قويا.وأضاف ”أجد من الصعب تصديق أنه (الحرس الوطني) سيذعن ببساطة ويقبل بفرض قيادة جديدة بهذا الشكل التعسفي“.

مواجهة مع إيران
وتوترت العلاقات الأمريكية السعودية خلال عهد أوباما الذي شعرت الرياض أنه يعتبر التحالف معها أقل أهمية من التفاوض على الاتفاق النووي الإيراني.
لكن إدارة ترامب تعهدت بالتصدي لإيران بفاعلية أكبر في المنطقة. وتشاطر إدارة ترامب السعودية وجهة نظرها بأن إيران تزعزع استقرار المنطقة عبر عدد من الوكلاء في دول منها لبنان وسوريا واليمن. وتنفي طهران تلك المزاعم.
وفتحت الأحداث التي شهدتها السعودية في الأيام القليلة الماضية الباب على ما يبدو أمام احتمال حدوث مواجهة أشد مع إيران ووكلائها.

اتهامات من الرياض للبنان
واتهمت السعودية لبنان بإعلان الحرب عليها بسبب ما تصفه بعدوان جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية المدعومة من إيران على المملكة.
واستقال السياسي اللبناني المتحالف مع السعودية سعد الحريري من رئاسة وزراء لبنان يوم السبت حيث أعلن استقالته من الرياض ملقيا باللوم على إيران وحزب الله.
ووجد لبنان نفسه مرة أخرى في واجهة الصراع على الهيمنة في الشرق الأوسط بين السعودية وإيران منذ أن أعلن سعد الحريري استقالته من رئاسة الوزراء يوم السبت ملقيا باللوم على إيران وحزب الله.وقال وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان لتلفزيون العربية ”سوف تُعامَل الحكومة اللبنانية كأنها حكومة إعلان حرب على المملكة العربية السعودية“ بسبب ما وصفه بعدوان جماعة حزب الله.ومنذ أن أعلن سعد الحريري بشكل مفاجئ حتى بالنسبة للمقربين له قرار استقالته من السعودية، تسود لبنان حالة من التوتر مع وجود تكهنات في لبنان خاصة من معسكر حزب الله بأن الأخير قد يكون أجبر على الاستقالة وتم احتجازه وهو ما نفته السعودية.

ودفعت استقالة الحريري لبنان مجددا إلى واجهة أشرس منافسة في الشرق الأوسط بين السعودية والإمارات من ناحية وإيران وحلفائها من ناحية أخرى. كما أن وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية حذرت من أن أي عودة لحالة الشلل السياسي التي عاشها لبنان قبل انضمام الحريري لحكومة وحدة وطنية العام الماضي قد تضر بالتصنيف الائتماني للبلاد.

الحريري يغادر السعودية إلى الإمارات
وغادر الحريري صباح امس الثلاثاء السعودية متجها إلى دولة الإمارات العربية، حيث التقى بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حسبما أعلنه تلفزيون المستقبل المملوك للحريري وقناة العربية التلفزيونية الفضائية المملوكة للسعودية.
وقالت وسائل اعلام إن الحريري، حليف السعودية، غادر الرياض في وقت مبكر صباح امس الثلاثاء ووصل إلى الإمارات حيث التقى بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.في حين اكد رئيس وزراء لبنان السابق نبيه بري ان الحريري سيعود الى لبنان قريبا

ولي العهد يهاجم ايران
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قوله يوم امس الثلاثاء إنّ تقديم إيران صواريخ لفصائل في اليمن عدوان عسكري مباشر. ونقلت الوكالة عنه قوله في محادثة هاتفية مع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ”إن ضلوع النظام الإيراني في تزويد الميليشيات الحوثية التابعة له بالصواريخ يعد عدوانا عسكريا ومباشرا من قبل النظام الإيراني، وقد يرقى إلى اعتباره عملا من أعمال الحرب ضد المملكة“.
وكانت قوات الدفاع الجوي السعودية قد اعترضت صاروخا باليستيا أطلقه الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن باتجاه الرياض يوم السبت.

تجميد أكثر من 1200 حساب بنكي
من جهة اخرى قال مصرفيون ومحامون امس الثلاثاء، إن البنوك السعودية جمدت أكثر من 1200 حساب مصرفي لأفراد وشركات في المملكة وذلك في إطار حملة حكومية على الفساد، مؤكدين أن الرقم في ازدياد. وأعلن النائب العام في المملكة، سعود المعجب امس الثلاثاء، أن المرحلة الأولى من حملة مكافحة الفساد استكملت مع اجراء استجوابات مفصلة مع المحتجزين مدعمة بدلائل كافية تم جمعها.
وقال النائب العام السعودي- وفقا لقناة (العربية) الإخبارية- أنه ستتم إحالة من يثبت تورطه في الفساد إلى القضاء، موضحا أن ما حدث في الرابع من الشهر الجارى ليس البداية وإنما استكمالا للمرحلة الأولى من الحملة لمكافحة للفساد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115