لدى طرابلس من مشاوراته مع الأطراف المعنية بالملف الليبي سواء بدول الجوار أو الإقليم مع تأكيد الدبلوماسية الايطالية على دعم خارطة الطريق الأممية ومساندة الليبيين على تجاوز أزمتهم.
وتعمل الحكومة الايطالية على ترجمة اهتمامها بالملف الليبي خلال تسلم ايطاليا مهام رئاسة مجلس الأمن الدولي قريبا وبسبب تضارب المصالح في ليبيا تعثرت عدة مبادرات سيما الصّادرة عن فرنسا .والسؤال المطروح هل تستطيع روما تحقيق ما عجز عنه الآخرون وهل تشهد فترة رئاسة ايطاليا لمجلس الأمن القادمة تفعيل العقوبات على معرقلي التسوية السياسية؟
واضح ومعلوم أن مصالح الدول الغربية متضاربة في ليبيا كما انه وباستثناء ايطاليا التي تضع الملف الليبي على رأس اهتماماتها بسبب الهجرة والإرهاب وضمان ضخّ النفط والغاز إليها فان دولا أخرى لا تعتبر الملف الليبي أولوية في سياستها، إذ أن الولايات المتحدة أولوياتها اليوم الأزمة الكورية الشمالية وإيران بينما بريطانيا لها أولويات أخرى واسبانيا غارقة في معالجة أزمة احد ابرز أقاليمها كتالونيا الذي أعلن الاستقلال مشهد وحال كهذا لن يساعد ايطاليا على حلحلة الملف الليبي ليتأكد مرة أخرى أن حل الأزمة الليبية بيد الليبيين وحدهم بشرط وقف التدخّلات الخارجية وإيجاد الحد الأدنى من الثقة بين الفرقاء الليبيين والإيمان بان الحوار وحده كفيل بإنهاء الخلافات.
كرّ وفرّ
تميزت سنوات الأزمة الست الفارطة بما يجوز وصفه بعبث السياسيين وجهل لقواعد الحوار والتفاوض والتعنت المبالغ فيه وعندما تخلى الساسة عن التعنت والعبث وبرز وعي وطني بخطورة المرحلة ،جاء دور يعطي القيادات العسكرية باتخاذ قرارات وخطوات خطيرة كالهجوم على قاعدة براك الشاطئ حيث جرى اتهام وزير دفاع الوفاق المهدي البرغثي في الحادثة التي خلفت عشرات القتلى من الجيش.
ثم جاء مشهد احد ضباط قوات الصاعقة وهو يقوم بتصفية 3 مدنيين دون محاكمة، وتتالت المشاهد المحرجة، ليأتي أخيرا ظهور العميد محمد قنيدي أمر مخابرات البنيان المرصوص التابع لحكومة الوفاق على إحدى الفضائيات الاخوانية المحلية .ويهدد مصر بعمليات إرهابية داخل أراضيها بل ابعد من ذلك هدد بتفجير داخل القصر الرئاسي وواصل القيادي العسكري تهديده ،وهذه المرة وجه كلامه لايطاليا والاتحاد الأوروبي بإرسال قوارب الهجرة والإرهابيين وتنفيذ هجمات إرهابية في حال هاجمت تلك الدول ليبيا.