وأسفر عن مقتل عسكري وخمسة مدنيين وحذرت قوات حفتر من مواصلة استهداف مقراتها وأكدت أنها تحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية للجهة المهاجمة وتحتفظ بحق الرد على تلك الاعتداءات. وكان مجلس الحكماء والأعيان ورشفانة حذر من عواقب استنساخ القرار 7 حول بني وليد سنة 2013 و تنفيذ ذات السيناريو في ورشفانة وقام وفد من أعيان ورشفانة بمقابلة السراج من أجل وقف العنف المسلح المسلط على منطقتهم وضرورة حماية المدنيين والممتلكات الخاصة والعامة.
يشار إلى أن وزير الدفاع السابق وآمر المنطقة العسكرية الغربية التابع لوزارة دفاع المجلس الرئاسي العميد أسامة الجويلي هاجم منطقة ورشفانة على رأس أرتال قادمة من الزنتان بتعلة تأمين الطريق الساحلي والقبض على العصابات الإجرامية التي تقوم بتركيز بوابات وهمية تمارس السطو على مستعملي الطريق و تتخذ من ورشفانة ملاذا لها، لكن وبقيام قوات الجويلي بقصف العزيزية الكبرى أصدر فائز السراج تعليماته إلى الجهات المختصة بالاتجاه الى ورشفانة والتصدي للمهاجمين ،وأعلن ورشفانة منطقة عمليات عسكرية.
تشكيك وجدل
ويشكك متابعون في نوايا المجلس العسكري الزنتان وتبريره لهجومه المسلح على ورشفانة – المدخل الجنوبي الغربي لطرابلس- بمحاربة العصابات الإجرامية حيث إن هذه الإشكالية يمكن حلها من خلال التنسيق مع المجلس الرئاسي ووزارتي دفاعه و داخليته و أعيان ورشفانة .
و يؤكد طيف من المتابعين بأن المجلس العسكري الزنتان بقيادة الجويلي يسعى لإيجاد موطئ قدم في طرابلس مستغلا تراجع نفوذ ميليشيات مصراتة في طرابلس وإنقسام قيادات مصراتة العسكرية بين مساند لتوحيد الجيش الوطني عبر جلسات القاهرة ورافض لتلك الجهود التي سجلت تقدما واضحا .
ويضيف المتابعون بأن انقلاب أسامة الجويلي على السراج وقيادته لعملية عسكرية على أطراف طرابلس بما يشبه التمرّد المسلّح يعني أن آمر المنطقة الغربية للمجلس غضب من عدم اختياره ضمن 17 ضابطا الذين أرسلهم السراج للقاهرة للتفاوض مع ضباط حفتر لتوحيد الجيش.
ويخشى نشطاء بالمجتمع المدني داخل العاصمة طرابلس من محاولة الزنتان استعادة سيطرتها على مواقع إستراتيجية في المدينة خسرتها لفائدة ميليشيات مصراتة ، سيناريو لو حدث فسوق ينسف جهود إعادة الاستقرار للعاصمة ،ويتضاعف الخوف من المجهول القادم مع اقتراب موعد 17 ديسمبر وبلوغ الإتفاق السياسي عامه الثاني دون تنفيذه.
إمتحان جديد للسراج
وسط هذه التطورات والتحولات يحاول رئيس المجلس الرئاسي التهدئة وتجاوز المرحلة بأقل ما أمكن من الأخطاء والخسائر، حيث يسعى الرجل جاهدا لاحترام تعهداته خلال لقاء أبو ظبي وباريس. و لم يدخر جهدا من اجل توحيد الجيش والدليل رسالة الى الضباط لجلسات القاهرة كما فتح السراج أبواب مكتبه في قاعدة أبو ستة البحرية للجميع بحثا عن التوافق وخلال زياراته الخارجية أظهر السراج استعدادا لقبول المقترحات البناءة الجادة ، تمش كهذا قلّص الفجوة بينه وبين معارضيه في إقليم برقة إلى حدّ مطالبة عدد كبير من النواب بالحوار معه لتنفيذ مبادرة غسان سلامة وتجاوز المجلس الأعلى للدولة وصولا إلى منح حكومة الوفاق الثقة .
وعلى علاقة بالتطورات المسلحة يقف المبعوث الأممي هو الآخر أمام إمتحان صعب يتمثل في تغوّل نفوذ المجموعات المسلحة فالهجوم الذي يقوده أسامة الجويلي مفاجئ وخطير بإعتبار أن الجويلي ليس إلا مسؤولا عسكريا كبيرا محسوبا على السراج وحكومة الوفاق .