ليبيا: خيارات ومقترحات لتجاوز المعرقلين

التقى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في مقر البعثة الأممية بطرابلس أعضاء مجلس النواب بالمناطق الغربية الذين ينتمون لكتلة الوفاق ،وكذلك أعضاء من المجلس الأعلى للدولة وعمداء البلديات – ممثلين عن المناطق- هيئة صياغة الدستور، لقاءات سمحت لغسان سلامة بسماع أطراف عديدة كما تمكن المبعوث الاممي ومستشاروه من جس نبض

شريحة واسعة من مكونات المشهد السياسي الليبي.

ويرى ملاحظون لمسار الحوار السياسي بان تعثر خارطة الطريق هو الذي دفع المبعوث الاممي الى التحول إلى طرابلس واستقبال كل تلك الوفود والشخصيات لمزيد بلورة أفكار قد تكون لدى غسان سلامة لحل الأزمة والمأزق ، أول تلك الأفكار هي إبعاد ما بين 3 أو 4 من أعضاء لجنة الصياغة المتهمين بعرقلة حوار تونس ،وهذا الإبعاد سوف يكون عن طريق كل من مجلس النواب و الأعلى للدولة عبر إعادة تشكيل لجنتي الحوار وفتح الباب لتمثيل كتلة الوفاق حوالي أربعين عضوا صلب لجنة مجلس النواب.

الفكرة الثانية والخيار الأخر هو التسريع بعقد المؤتمر الوطني الشامل ورغم أن غسان سلامة نفسه أكد بان المؤتمر المذكور ليس ببديل لجلسات حوار تونس، إلا أن الواضح بان مجرد الحديث عن عقد مؤتمر بذلك الحجم من الحضور الضخم يوحي بوجود فكرة لدى الأمم المتحدة أما للضغط على لجنتي المجلس وإجبارهما على التوافق أو تجاوزهما بطريقة تبعد الحرج عن بعثة الأمم المتحدة . باعتبار أن المشاركين في المؤتمر الوطني الشامل ليبيون ويمثلون كل المناطق والمكونات بما فيهم أنصار النظام السابق، ويستبعد المراقبون تماما فكرة تطوير العقوبات وفرضها على الأطراف المعرقلة للتسوية.

أولا فان مثل تلك العقوبات أثبتت فشلها ، ثانيا وهذا هو الأهم هو قناعة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على أن دائرة المعرقلين أصبحت ضيقة وصغيرة . ويوجد أكثر من خيار أمام البعثة الأممية لتجاوزها ومن أهم تلك الخيارات ما سلف ذكره.ويجمع طيف واسع من النشطاء بالمجتمع المدني بأن تيار الإسلام السياسي يواجه موجة من الانقسامات فرضتها التحولات الإقليمية و الدولية وتقدم قوات الجيش بقيادة المشير حفتر وأيضا اتساع رقعة الرفض الشعبي للجماعات الإسلامية بمعنى أن الأذرع المسلحة للتيار تراجعت كثيرا حتى أن أهم ذراع مسلح أي البنيان المرصوص شهد حالة من الانقسام الداخلي والدليل مجموعات موالية للقذافي تجرأت ولأول مرة على مهاجمة طرابلس انطلاقا من الجنوب وبعد القبض على قائد المجموعة المبروك احنيش هددت المجموعة بتعطيل وصول مياه الشراب لطرابلس.

الطرف الأخر المسلح بقيادة حفتر لم يعارض أو يعرقل التسوية وإنما طلب ضمانات وحماية المؤسسة العسكرية بمعنى أخر أن الأطراف المعرقلة ليست بتلك القوة، وهذا كله يدعم إستراتيجية الأمم المتحدة ويوفر فرصة تاريخية لإنهاء الأزمة يغذي الرأي القائل بان غسان سلامة وفريقه يعملون بأريحية لتنفيذ الخارطة التي تبناها مجلس الأمن الدولي في اجتماعه الأخير ونالت دعم السواد الأعظم من الليبيين.

العدو المشترك لليبيين
أمام رضوخ المجموعات المسلحة سواء الأذرع المسلحة ذات التوجه الإسلامي أو قيادات الجيش للأمر الواقع وإرادة المجتمع الدولي بالاتجاه إلى الحل السلمي للازمة لم يبق على الساحة عدوا للتسوية سوى تنظيم مايسمى– داعش – الإرهابي الذي كثف من عملياته الإرهابية حيث ضرب في مصراتة – مجتمع المحاكم – وأول أمس في بوابة الستين غرب اجدابيا موقعا قتيلين من الجيش.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115