ففي طرابلس التقى غسان سلامة محمد سيالة وزير خارجية الوفاق و جرى خلال اللقاء استعراض جزئيات خلافية في حوار تونس وتنفيذ المبادرة الأممية. ويسعى سلامة من خلال محادثات مع الأطراف الليبية إلى إقناع مخاطبيه بان المراحل الانتقالية لا يجب أن تتواصل إلى ما لا نهاية ،وإن التحديات المطروحة ومعاناة الليبيين تفرض على الفاعلين الاتفاق على تعديل الاتفاق والذهاب فورا لتطبيق التعديلات.
قناعات سلامة أصبحت تلقى أذانا صاغية لدى أغلب الأطراف التي كانت وإلى وقت قريب متشددة وترفض التسوية والشراكة، من هذه الأطراف نجد عبد الرحمان السويحلي أحد قيادات تيار الإسلام السياسي ورئيس مجلس الدولة. إذ أكد الأخير بأنه على الليبيين قبول الشراكة وإنقاذ بلدهم، مرونة اتسمت بها التطورات الأخيرة وافضل دليل على ذلك إحداث لجنة صياغة موحدة من لجنتي مجلس النواب والأعلى للدولة ضمن حوار تونس، وهي خطوة جزئية جاءت بسبب توفر وعي لدى المجلسين واقتناع بالمبادرة الأممية. ويراهن غسان سلامة بقدر كبير على لجنة الصياغة الموحدة لإنجاح إستراتيجيته لحل الأزمة وما يعيق خطته هو وجود عدد من المتشددين من الطرفين ضمن النخبة وهي عناصر تغرد خارج السرب وغير واقعية وهي نفسها تعلم ذلك. غسان سلامة رفع شعار – الإخفاق ممنوع لإنقاذ ليبيا – وهذا ما ترجمه عضو الأعلى للدولة عن مصراتة بلقاسم اقزيط الذي أكد أن حوار تونس واجه بعض الصعوبات لكن تجاوزها ممكن مضيفا بأن الليبيين لن يسمعوا بفشل الحوار .
جهود حثيثة
ضمن زيارته إلى فرنسا ولقائه الرئيس الفرنسي أكد عبد الفتاح السيسي مجددا دعم مصر ومساندتها جهود التسوية السلمية في ليبيا معبرا عن الارتياح لتوافق سياسة باريس والقاهرة في هذا السياق .
على صعيد اخر ووفق تصريحات لولي العهد السعودي محمد بن سلمان لدى إستقباله عبد السلام البدري مستشار رئيس مجلس النواب الليبي اكد سعي المملكة العربية السعودية الدائم للأخذ بأيدي الليبيين ودعمهم في بلوغ بر الأمان وإستعادة الأمن والإستقرار .
في ذات الإطار كان الملف الليبي على رأس اهتمامات وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي لدى لقائه مع نظيره الإيطالي ، حيث جرى التأكيد على ضرورة إنجاح المبادرة الأممية ودعم جهود غسان سلامة وملفات أخرى بينها محاربة الهجرة والإرهاب .