تنظيم «داعش» الارهابي.
كان تيلرسون قال بعد اجتماع أمس الأول مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إن الوقت قد حان لعودة قوات الحشد الشعبي العراقية إلى «ديارها» وكذلك عودة مستشاريها الإيرانيين لبلادهم.وتشعر واشنطن التي تدعم بغداد في مواجهة الدولة الإسلامية بالقلق من أن تعزز إيران وجودها في العراق وسوريا لتوسيع نفوذها في المنطقة.
لكن العبادي لم يبد استعدادا لتلبية طلب تيلرسون.وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي «لا يحق لأي جهة التدخل في الشأن العراقي». لكن المكتب لم ينقل عن العبادي نفسه بل «مصدر» مقرّب منه.وقدمت قوات الحشد الشعبي التي تدربها ايران وتسلحها الدعم للحكومة العراقية في حربها ضد المتشددين الذين هزموا فعليا في جويلية عندما استعاد هجوم تدعمه واشنطن السيطرة على مدينة الموصل التي كانت معقلا للتنظيم.
ويحصل أفراد الحشد الشعبي على رواتبهم من الحكومة العراقية ويتبعون رئيس الوزراء رسميا لكن بعض السياسيين السنة والأكراد يصفون هذه القوات بأنها فرع للحرس الثوري الإيراني.وتشاطر دول مجاورة للعراق، من بينها السعودية، واشنطن مخاوفها بشأن نفوذ إيران في العراق الذي يغلب على سكانه الشيعة.لكن مكتب العبادي قال إن الحشد الشعبي تحت سلطة الحكومة العراقية. وجاء في البيان أن «المقاتلين في صفوف هيئة الحشد الشعبي هم عراقيون وطنيون».
ودربت الولايات المتحدة عشرات الآلاف من الجنود العراقيين في إطار جهود إعادة بناء القوات المسلحة العراقية وتنشر أكثر من خمسة آلاف من جنودها في العراق لتقديم دعم جوي وبري مهم للحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.
إقليم كردستان يناشد «وقف التقدم العسكري»
من جانبه ناشد إقليم شمال العراق، الحكومة المركزية في بغداد «وقف التحشيد العسكري» باتجاه الإقليم، الذي أجرى نهاية سبتمبر الماضي استفتاءً باطلًا للانفصلال عن البلاد.
وقال مجلس أمن الإقليم في بيان، امس الإثنين، إنه «لا توجد أي مؤشرات على وقف التصعيد العسكري العراقي، ولذلك فإننا نشعر بالقلق إزاء استمرار التحشيد العسكري للقوات العراقية والحشد الشعبي».وأضاف أنه «خلال الساعات الـ 48 الماضية، حشد العراق قواته بأعداد كبيرة إلى جانب الدبابات والمدرعات والعربات حول الإقليم».وطالب البيان، الحكومة العراقية بـ»الانسحاب من جميع تلك المناطق (لم يحددها) والالتزام بإجراء المحادثات غير المشروطة».
وفي وقت سابق، أصدرت رئاسة الادعاء العام بالإقليم «أوامر قبض» بحق 11 مسؤولًا عراقيًا، خارج الإقليم، بتهم مختلفة بينها «التحريض على العنف»، وطالب بمثولهم أمام القضاء. والإثنين الماضي، أعادت الحكومة العراقية نشر قواتها في المناطق المتنازع عليها مع إقليم الشمال ودخلت تشكيلات من القوات العراقية إلى قضاء سنجار، بعد انسحاب البيشمركة.
وسيطرت القوات العراقية على معظم المناطق المتنازع عليها، والتي كانت في قبضة البيشمركة منذ انسحاب القوات العراقية أمام تنظيم «داعش» الإرهابي، صيف 2014. وتشمل المناطق المتنازع عليها محافظة كركوك، وأجزاء من محافظات نينوى وصلاح الدين (شمال) وديالى (شرق).