وكان الرئيس الفرنسي أكد لضيفه على دعم بلاده جهود التسوية السياسية للأزمة الراهنة و أشاد ماكرون بتضحيات قوات الكرامة في الحرب على الإرهاب ومحاربة الهجرة غير الشرعية ، وكان القائد العام للجيش أجرى مباحثات في إيطاليا عارضا في كل من روما وباريس تقديم المساعدة لأوروبا وأنه الشريك الإستراتيجي الذي بإمكان الإتحاد الأوروبي المراهنة عليه في محاربة الهجرة والإرهاب شرط دعمه عسكر يا و سياسيا و منحه منصبا هاما ضمن المشهد المقبل . ويرى مراقبون بأنه وفي ظل فشل المجلس الرئاسي و حكومة الوفاق بناء مؤسسة عسكرية و كسب تعاطف الشارع فقد إتجه قادة أوروبا ودول الإقليم الليبي إلى المشير حفتر خاصة بعد سيطرته على الهلال النفطي والجفرة جنوبا و أغلب مناطق الغرب الليبي ويستدل المراقبون في ذلك باستقبال ماكرون شخصيا لحفتر ودرجة الحفاوة التي إستقبلت بها باريس الضيف الليبي .
عقبات امام حوار تونس
وفي إطار تفعيل خارطة الطريق الأممية تواصل لجنتا الحوار المنبثقة عن مجلس النواب والأعلى للدولة مشاوراتها في تونس لليوم الثالث تباعا و قامت لجنة الصياغة المنبثقة عن اللجنتين أمس الجمعة بطرح نتائج عملها على المبعوث الأممي غسان سلامة قبل رفعها إلى وفدي الحوار، ورغم التكتم الكبير الذي يحيط بمفاوضات الفرقاء فإن تسريبات أكدت وجود صعوبات وعقبات و اشتراطات من هنا وهناك وخاصة من طرف ممثلي تيار الإسلام السياسي الذي تمثله عدة شخصيات في وفد مجلس الدولة .
وأمام هذا التصلب في المواقف الناتج عن غياب الثقة بين الطرفين وغياب الضمانات الدولية سوف تسعى الأمم المتحدة للترضيات في المناصب ولإيجاد توازنات سياسية وحتى توازن في السلاح ولو أن هذا المصطلح جديد وغير معهود و معناه أن تمنح وزارة الداخلية لتيار الإسلام السياسي وتمنح وزارة الدفاع للتيار المقابل .وهكذا تحافظ الميليشيات على سلاحها وتنضم إلى الداخلية في حين يكون حفتر وزيرا للدفاع وقائدا عاما للجيش الليبي. وهذه الرؤية أمريكية في الأصل وسبق لسفيرة واشنطن أن طلبت تنفيذها مباشرة عند فرز أصوات إنتخابات المؤتمر الوطني 2012 وبعد صدمتها وصدمة تيار الإسلام السياسي وفوز تحالف القوى الوطنية برئاسة محمود جبريل،وطالما أن الإسلاميين مازالوا يرفضون تواجد حفتر على رئيس الجيش كما يرفض هو إنضمام الميليشيات الإسلاماوية إلى الجيش فالحل الوحيد و الخيار الأوحد هو تمكين الميليشيات من الإنضمام للداخلية .