وحين أصبح خالد مشعل شخصا غير مرغوب فيه في عمَان وفرت له دمشق الحضن الدافئ و استقبلته استقبال الأبطال. وعندما احتاج الحمساويون إلى المال والعتاد الحربي و التدريب وجدوا إيران و سوريا بالإضافة إلى حزب الله، الذي بلغ التعاون بين جناحه العسكري و كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، مراحل متقدمة مستمرة إلى الآن رغم خروج حماس عن الصف.
وجاء اعلان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مساندته لـ «الثورة السورية» من القاهرة سنة 2012 أياما بعد خروج الحركة من دمشق. ليقلب المعادلات ...كما قام خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة برفع علم «المعارضة السورية»، فحسم الأمر بشأن حماس التي بقيت مترددة في مواقفها إلى حين مغادرتها الأراضي السورية.
و الحقيقة فإن حركة حماس لم تخرج بموقف موحد تجاه ما يحصل في سوريا، وبرزت داخلها اختلافات جوهرية. فهناك من قادة حماس من كان رافضا قطعيا لكل شكل من أشكال فك الإرتباط مع «محور الممانعة»،. فموقف محمود الزهار مثلا اختلف أشد الإختلاف مع موقفي خالد مشعل وإسماعيل هنية و بدا وفيا لحلفاء الأمس وكذا موقف محمد الفضل أحد القادة التاريخيين لكتائب عز الدين القسام.
فقد صرح الزهار حينها بما مفاده أن حركة حماس أخطأت حين غادرت سوريا و حمل خالد مشعل مسؤولية ذلك و اعتبر نفسه معارضا لـ «الثورة السورية» المدعومة برأيه من الولايات المتحدة الأمريكية.
كما أن كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، لا يبدو أنها فكت ارتباطها بمحور الممانعة أو خفضت من مستوى تنسيقها مع حزب الله الذي وصل إلى أعلى مستوياته. و لا يبدو أيضا أنها غيرت تحالفاتها على غرار ما فعلت القيادة السياسية سواء في حياة أحمد الجعبري أو بعد اغتياله.
واليوم تبدو حماس امام تحديات جديدة داخليا وخارجيا بعد اعلانها الاحد الماضي حلّ اللجنة الإدارية في غزة والتي شكلتها في مارس الماضي وذلك «استجابةً للجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام». بحسب البيان الصادر عنها ..ويرى البعض ان هذه الخطوة تأتي في اطار محاولات الحركة اعادة ترتيب بيتها الداخلي بالتزامن مع ما تشهده المنطقة من تحولات وتغير موازين القوى بشكل قد يؤثر على موقع ومستقبل الحركة .