قال المتخصّص والخبير بشؤون الشرق الأوسط، المحلّل السياسي، المستعرب الروسي أندريه أونتيكوف انّ دعم الولايات المتحدة الامريكية لقوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية يصب في خانة تقسيم سوريا والسير نحو تأسيس نظام فيدرالي . وأضاف اونتيكوف ان روسيا تصرّ على ضم الاكراد الى العملية السياسية ومفاوضات حل الازمة السورية .
• اولا لو تقدمون لنا قراءتكم للمعادلة الراهنة في سوريا وتأثير القوى الدولية في مسارها وأقصد هنا روسيا الولايات المتحدة الامريكية وإيران ؟
روسيا وايران وتركيا هي الدول الضامنة لمفاوضات استانة ونجاحات تلك المفاوضات واضحة. هناك ثلاث مناطق خفض التوتر ادت الى تقليص عدد الضحايا وحدة الاقتتال بشكل عام. كما ان هناك اتفاقا حول انشاء منطقة رابعة لخفض التوتر ستكون في ادلب. وعلى ما يبدو هناك تفاهم روسي التركي وإيراني حول ضرورة انهاء وقف اطلاق النار والانتقال الى العملية السياسية...
• ماذا عن الموقف الامريكي من مناطق خفض التوتر ؟
طبعا لاحظنا المشاركة بين روسيا والولايات المتحدة في مسألة انشاء منطقة خفض التصعيد الاولى وهي في جنوب سوريا. وهذا مثال ايجابي. ولكن لم تتغير مبادئ السياسة الامريكية تجاه سوريا بشكل عام. يبدو ان واشنطن على طريقها نحو التخلي عن المعارضة المسلحة ولكن الان هي تعول على قوات سوريا الديمقراطية. وبامر من الولايات المتحدة يتقدم الاكراد على طول نهر الخابور وتشدد سيطرتها على المناطق الواسعة ويخططون ايضا لإجراء الانتخابات المحلية ويتمسكون بفكرة الفيدرالية. هذا يعني ان الولايات المتحدة تريد على الاقل الحصول على وسيلة ضغط على الرئيس بشار الاسد وعلى الاقصى تقسيم سوريا. ويعني كذلك واشنطن لم توافق حتى الان على ضرورة حل الازمة السورية بشكل سلمي وسياسي.
• هل يعني ذلك ان حل الازمة السورية رهين رفع الدعم الامريكي عن قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية ؟
على الولايات المتحدة الامريكية ان تقنع الاكراد بفكرة رفض طموحاتهم الفيدرالية او حتى الانقسام. روسيا من جهتها تصرّ على ضم الاكراد الى العملية السياسية والمفاوضات ،بالتالي الكفاح ضد تنظيم «داعش» مرحب به ولكن هو فقط ذريعة لتقوية المواقف الكردية ضد بشار الاسد والوحدة الوطنية السورية .
• تــداخـل الادوار محليـا وإقليميــــا ودوليا في الازمة السورية وتضـارب الاستراتيجيات هل كان سببا في عرقلة الحل في سوريا ؟
هذا التدخل كان قبل بداية الازمة السورية. امريكا دعمت الاخوان في مصر وشاركت في اسقاط نظام القذافي في ليبيا. وكتب السفير الامريكي في سوريا السابق روبرت فورد ان الاخوان هم القوة الفعالة الوحيدة التي يمكن لواشنطن ان تستند اليها. كما شاهدنا المظاهرات في سوريا. وقدم الاسد التنازلات واجرى الاصلاحات. ولكن بدلا من التهدئة شاهدنا تصعيدا. اتهمت كثير من الدول السلطات في سوريا بأنها تقمع المظاهرات السلمية. ولكن لم تكن تلك المظاهرات سلميةً. مولوا وقدموا الاسلحة والعلاج الى ما يسمى بالمتظاهرين. وكانت هذه العملية منسقةً من الخارج. هذا يعني ان الازمة السورية لم تكن أسبابها مشاكل داخلية بل تم استغلال هذه المشاكل الداخلية كوسيلةً للتدخل الاجنبي.
• برأيكم ماهي الخطوات اللازمة اليوم لتجاوز الاقتتال في سوريا والسير نحو تسوية سياسية؟
هــذه الخطـــوات معروفة. اولا التطبيق الكامل لمشروع مناطق خفض التوتر ثم الانتقال الى العملية السياسية على اساس قرار مجلس الامن 2254 بدون اي شروط مسبقة وباحترام الوحدة الوطنية السورية ، وفقا لدستور جديد وحكومة انتقالية متمخضة عن انتخابات.