«الزعماء الأكراد» على إلغاء هذا الاستفتاء معتبرة ان هذه الخطوة تتعارض مع الجهود الدولية المبذولة لمحاربة الارهاب وتصرف الانظار عن الحرب ضد تنظيم «داعش» الارهابي.
ودعا البيت الأبيض حكومة إقليم كردستان إلى وقف الاستفتاء والدخول في حوار جاد ومستمر مع بغداد وهو ما أشارت الولايات المتحدة إلى استعدادها لتسهيله.يشار الى ان الاستفتاء المزمع اجراؤه بعد ايام قليلة جوبه برفض من البرلمان العراقي في اول جلسة خاصة بالاستفتاء بعد توقف التصويت على خطة اجرائه منذ عامين.
ويرى متابعون ان استفتاء انفصال اقليم كردستان عن العراق يحمل في طياته ابعادا وتأثيرات كبيرة على كافة الاصعدة الداخلية الاقليمية والدولية . خاصة انّ العراق والمنطقة العربية برمتها تعيش مرحلة حساسة في حربها ضد الارهاب والتنظيمات الارهابية داعش وأخواتها ، مما يجعل التحدي الامني وإعادة بناء مؤسسات الدولة هي الهاجس الاول لإعادة ترتيب البيت العراقي الداخلي . وهو مايعتبره مراقبون مهدّدا في ظلّ دعوات الانفصال التي يتمسك بها اقليم كردستان العراق.
من جهتها قالت تركيا انّ تمسك كردستان العراق بإجراء الاستفتاء في موعده قد يقود إلى «حرب أهلية ولن يؤدي سوى الى تفاقم الوضع» . وتنادي اصوات دولية وإقليمية بضرورة احتواء الانقسام السياسي الحاد والجدل الدائر بين العراق وإقليم كردستان ، إلاّ انّ متابعين للشأن العربي أكدوا ان اربيل تحاول الضغط على الاطراف المقابلة للحصول على ضمانات والتزامات تهمها قبل ان تقبل بتأجيل موعد الاستفتاء.
بداية حرب طويلة
من جانبه قال الكاتب والباحث العراقي منتظر ناصر في حديثه لـ«المغرب» انّ «موضوع الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان عن العراق، رغم انه مجرد زوبعة لن تنتهي بتنفيذ أهدافها المعلنة إلاّ أنها ستكون بداية لحرب طويلة لا نعرف نهايتها، كون الخطوة متفرّدة وغير محسوبة، ولا تحظى بتأييد الأطراف المحلية والإقليمية والدولية».
وأضاف ناصر انه من وجهة نظر قانونية سنجد ان الاستفتاء مخالف للدستور العراقي والأعراف والمواثيق الدولية ومرفوض من قبل الامم المتّحدة، خصوصا وانه من المقرر ان يشمل المناطق التي تسيطر عليها قوات البيشمركة التابعة لرئيس الاقليم مسعود بارزاني والمتحالفين معه، خارج الإقليم، وهي محافظة كركوك بالإضافة الى مناطق تابعة لمحافظات نينوى وديالى وصلاح الدين، وهذه المناطق هي مناطق غنية بالتنوع الديني والطائفي والاثني، الأمر الذي تعتبره الامم المتحدة تجاوزا غير مبرر وفق تعبيره .
ومن ناحية المواقف الدولية اجاب محدّثنا’’من الردود الغاضبة والرافضة تتالت على اربيل منذ اليوم الاول لاعلان موعد الاستفتاء، وبدأت تتصاعد مع قرب الموعد المقرر، حيث جاءت تحذيرات اردوغان في هذا الاطار حين اعلن امس عن اجتماع طارئ لمجلس الامن القومي التركي، والذي سيقرر اشياء خطيرة ربما تصل الى الاجتياح العسكري للاقليم وهذا ما لا نتمناه، لاسيما وان ذلك جاء بعد التنسيق مع الحرس الثوري الايراني الذي صرح قادته علنا بانهم لن يسكتوا امام خطوة بارزاني غير المحسوبة’’.
وتابع ناصر ‘’الولايات المتحدة ايضا اصدرت بيانا اليوم ابدت فيه امتعاضها من اصرار رئيس الاقليم على هذه الخطوة، وطالبته بالغائه، ناهيك عن موقف الاتحاد الاوروبي وروسيا والصين المؤيدة جميعها للتراب العراقي’’.
واضاف لم يقتصر ذلك على الرفض الخارجي، بل ان الرفض الداخلي تصاعد هو الاخر بشكل لافت، فحركة التغيير الكردية، والجماعة الاسلامية الكردية، اعلنتا موقفيهما صراحة بالوقوف ضد الاستفتاء كما جاء موقف الاتحاد الوطني الكردستاني الّذي ينتمي اليه رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، صادما بالنسبة لبارزاني، حيث رفض الاتحاد اجراء الانتخابات في كركوك، وهو ما يعني من الناحية الواقعية رفض الاستفتاء جملة وتفصيلا على حد قوله .
وعن صدى هذه الخطوة قال الكاتب العراقي انّه على الصعيد العراقي يتّبع العبادي سياسة حكيمة وهادئة، خصوصا وانّه سيقوم بزيارة الى واشنطن هذا الأسبوع حيث ستضع هذه الزيارة النقاط على الحروف.
واضاف «اعتقد ان بارزاني اذا ما استمر بهذا النهج فانه سيهدم كل ما بناه الاقليم اقتصاديا وسياسيا، اذ ان هذه المنطقة التي انتعشت في الاعوام الاخيرة بفضل الاستثمارات فانها ستشهد هجرة اصحاب رؤوس الاموال ما يعني زيادة الوضع الانساني مأساوية».