والايديولوجية والاثنية وغيرها. ويتضمن الاستفتاء استطلاع رأي سكان المحافظات الثلاث في الإقليم الكردي، أربيل والسليمانية ودهوك، ومناطق أخرى متنازع عليها، حول ما إذا كانوا يرغبون بالانفصال عن العراق أم لا.
يقود الجيش العراقي منذ اشهر حربا ضروسا ضد تنظيم داعش الارهابي تمكن خلالها من دحر الارهاب من مناطق عديدة ..ويقول مراقبون ان تنظيم الاستفتاء على الانفصال في كردستان العراق ،سيؤدي الى اضعاف البلاد في خضم هذه المعركة المصيرية . في حين تؤكد سلطات اقليم كردستان العراق بان الاستفتاء هو حق مصيري ، ومن هذا المنطلق فان اجراءه يصبح امرا ملزما لا يجب العودة عنه بحسب هؤلاء.
معارضة اقليمية
والمعلوم ان هذا القرار يلقى معارضة شرسة من دول الجوار وفي مقدمتها تركيا وايران وسوريا ،وسط خشية من امتداد نزعة الانفصال الى الاراضي التي تضم اقليات كردية .
كما ان هناك جدلا حول مشاركة المناطق المتنازع عليها -مثل كركوك- في هذا الاستفتاء من عدمها ..ويتهم البعض الاكراد بمحاولة السيطرة على المناطق التي ينسحب منها «داعش» الارهابي وذلك من اجل توسعة مساحة « الدولة الكردية» ..التي يسعى الأكراد الى اقامتها منذ نهاية الحرب العالمية الاولى.
ويرى الباحث في العلاقات الدولية زيد محمد النوايسة لـ«المغرب» ان الاستفتاء المزمع عقده حول استقلال إقليم كردستان في 25 سبتمبر من هذا العام ، جاء نتيجة توافق قوى كردية عراقية بالرغم من معارضة حكومة بغداد المركزية وبالرغم من وجود مخاوف عراقية وعربية وإقليمية ودولية حول إمكانية حدوث نزاعات حول تقاسم النفط بين حكومة أربيل وبين الحكومة العراقية . وكذلك خشية حدوث صدام بين المكونات العراقية المتواجدة هناك لا سيما وان كركوك جزء من هذا الانقسام والرفض التركي الإيراني القاطع لقيام كيان كردي مستقل يفتح شهية الاكراد الذين يعتبرون مشكلة تركية مزمنة . وكذلك يعزز من إمكانية إعادة احياء حلم اكراد ايران واكراد سوريا -الذين يرتبطون اليوم بتحالف عسكري مع الولايات المتحدة الامريكية. ويضيف محدثنا بالقول :«بالرغم من أن الاستفتاء، ليس مُلزما، وأنه مجرد استطلاع رأي لسكان ثلاث محافظات في أقليم كردستان الا أن الاكراد مصممون على اقامته».
ويتابع :«من المؤكد اليوم أن الأكراد نجحوا في ان يكونوا طرفاً فاعلاً في المشهد الاقليمي وقدموا أوراق اعتمادهم لكل اطراف الصراع بالرغم من تناقضاتها واستثمروا حاجة الأطراف المحلية والإقليمية والدولية لهم، ولكنهم وباستثناء اللاعب الرئيسي والأخطر وهو التركي الذي لا يمكنه قبول أي كيان مستقل او حتى فيدرالي كردي على حدوده يضيف متاعب جديدة للمتاعب التي يشكلها حزب العمال الكردستاني والتركي .
ويدرك الاكراد أنه وحتى في حال قول نعم للاستفتاء وهو الاحتمال شبه المؤكد ،لن يؤسس عملياً للانفصال وقيام كيان كردي سياسي مستقل وان اقصى ما يمكن تحقيقه هو تعزيز فرص حكومة الإقليم في تحقيق مكاسب اثناء مفاوضاتها مع الحكومة المركزية في بغداد مع استحالة القبول بالمساس بمنطقة كركوك.
الهاجس التركي
ويبقى الكرد ووحدات حماية الشعب هم هاجس تركيا الدائم في شمال سوريا ، في هذا السياق جاء الاتفاق التركي ـ الإيراني ـ الروسي على دخول القوات التركية الى إدلب وعفرين السورية بتعلة القضاء على جبهة النصرة او جبهة تحرير الشام ، ليزيد الضغط على الاكراد في جبهة سوريا. ويهدف – بحسب خبراء - لمنع سيطرة القوات الكردية على هذه المنطقة . فهناك خشية تركية من ان تناط بالأكراد مهام عسكرية لمحاربة داعش في ادلب وعفرين مما يؤدي الى تقدمهم عمليا وسيطرتهم على المناطق التي يقع تحريرها كما حصل في منطقة الرقة.
وفي مقابل الرفض التركي الايراني ومحاولات تركيا محاصرة نوازع الاكراد وعلى كل الجبهات سواء السورية او العراقية، يبدو الموقف الامريكي ضبابيا تجاه الاستفتاء، مع العلم ان التقارب الامريكي الكردي يشهد اعلى مستوياته مع الدعم الامريكي غير المسبوق الذي يقدم لقوات سوريا الديمقراطية من اجل دحر «داعش» وأخواتها.