فعلا وجّه طلبا في الغرض عبر رسالة إلكترونية إلى رئيس الحكومة الإيطالية منذ 23 جويلية و فيما أكّد السراج بأنّه طلب فقط دعما إيطاليا في تدريب و تجهيز خفر السواحل لليبيا .
كشفت مصادر إعلامية إيطالية تفاصيل و معلومات دقيقة عن عدد القطع البحرية إلى المياه الإقليمية الليبية ، إذ من المتوقع إرسال 6 بوارج حربية و ضعفه من القوارب و الزوارق . وكان رئيس الحكومة الإيطالي طرح مشروعا في الغرض أمام البرلمان وسط تأكيدات بموافقة البرلمان على تلبية الطلب الصادر عن فائز السراج . اللافت في هذا السياق بأنّ مسؤول إيطالي رفيع المستوى أشار إلى أنّ بلاده سوف تقوم بنفس الخطوة تجاه أيّ بلد يقع مع ضفّة المتوسّط تنطلق منه الهجرة غير النظامية إثر ذلك تتجه نيّة الإتحاد الأوروبي إلى توسيع مهام وعمل عملية صوفيا البحرية حتّى تشمل المياه الإقليمية الليبية . يرى متابعون بأنّ تسارع الإجراءات المتخذة من الإتحاد الأوروبي حيال معضلة الهجرة تعكس حجم التحديّات التي فرضتها الظاهرة على دول الإتحاد ، كما تعكس طبيعة الإجراءات تجاهل أوروبا المقترحات ومطالب دول مصدر الهجرة جنوب الصحراء والمتعلقة بدعم التنمية وتأمين حدود ليبيا . ويضيف المتابعون بأنّ تصميم بعض دول الإتحاد الأوروبي على فرض الحلول الأمنية لظاهرة الهجرة رغم فشلها ، إنّما يخفي خلفه رغبة تلك الدول في التدخل العسكري في ليبيا ، وتعميق الخلاف بين الليبيين. فلا أحد منهم سوف يقبل بالتدخل من خلال بوابة المياه الإقليمية وإرسال قوات إلى الحدود الجنوبية. محليا لاحظ طيف من النشطاء بالمجتمع المدني والسياسيين بأن إثارة مسألة إرسال قوات إيطالية الى سواحل ليبيا غايته التشويش على التقارب بين السراج وحفتر وتأجيل التسوية السياسية اللازمة التي طال عمرها.
وحذر النشطاء السياسيون من أن رفض التدخل العسكري في ليبيا سوف يجهض اتفاق باريس ويمثل ذلك إطلاق رصاصة موت الرحمة على الاتفاق السياسي ويفتح الباب على مصراعيه لسيناريوهات متعددة، وأخطرها عودة ظهور تنظيم داعش الإرهابي بصورة علنية عبر سيطرته على مدينة سرت مرة ثانية، سيما مع تأكيدات البنيان المرصوص وجود تحركات للدواعش جنوب المدينة، و سعي التنظيم لترميم صفوفه مستغلا حالة الفراغ السياسي والأمني .
السيناريو الثاني هو مضي الحكومة الايطالية بالسرعة القصوى لإرسال قواتها وبوارجها إلى المياه الإقليمية الليبية رغم إدراكها بان السرّاج لا يملك الصفة القانونية والشرعية كي يصدر طلب التدخل فهو الذي اصدر في شأنه القضاء المحلي 3 أحكام تبطل قراراته وكل ما يصدر عنه غير قانوني باعتبار إن الاتفاق السياسي الذي جاء به لم يضمن بالإعلان الدستوري من طرف البرلمان.
السيناريو الثالث تقدم الجيش نحو طرابلس والإطاحة بحكومتي الإنقاذ والوفاق وفرض أمر واقع جديد إذ إن حفتر بحوزته تفويض من مختلف القبائل وسبق أن طلبت منه التحرك وإنقاذ البلاد من أزمتها، غير أن حفتر اصطدم برفض أمريكي للخطوة وبما إن السياسة لا شيء ثابت فيها وتعرف بفن الممكن فإن دوائر القرار الأمريكي قد تغير موقفها من تقدم حفتر نحو طرابلس .