حفتر القائد العام للجيش الليبي في إطار جهود تجاوز الخلافات بين الطرفين .
ومن تلك الردود المرحبة ما صدر عن مجلس الأمن الدولي من ترحيب بما أسفر عنه اللقاء واعتبر مجلس الأمن الدولي ما جرى الإتفاق حوله من نقاط خطرة إيجابية عن طريق تنفيذ وثيقة الإتفاق السياسي الموقع بين الفرقاء الليبيّين في 17 ديسمبر 2015.
من جانبها أعلنت رئاسة مجلس النواب في طبرق عن تخصيص الجلسة القادمة لمناقشة اجتماع باريس الأخير وتطبيق ما اتفق عليه بين حفتر والسراج ، وكان عقيلة صالح رئيس البرلمان ، وجه الدعوة لجميع النواب لحضور جلسة مناقشة الإتفاق السياسي ، لكنّ التطورات السياسية الأخيرة جعلت مكتب رئاسة مجلس النواب يغيّر جدول أعمال البرلمان وتمنح الأولوية لمناقشة لقاء باريس . على صلّة بما جرى الإتفاق عليه بين قائد الجيش الليبي ورئيس الرئاسي من نقاط ، ذكر عماد السايح رئيس المفوضية الوطنية للإنتخابات في تصريح لإحدى الفضائيات المحلية بأنّ التحضير والإعداد لإجراء الإستحقاق الإنتخابي يتطلب على الأقلّ فترة ما بين 4 و 5 أشهر إضافة إلى إعتمادات مالية وجب ضبطها من الآن ، وأشار رئيس مفوضية الإنتخابات إلى أنّ النية تتجه إلى الجمع بين الإنتخابات التشريعية والرئاسية في ذات الموعد .
في خصوص تنفيذ الإستحقاق الإنتخابي دائما لم يخف بعض المتابعين للشأن الليبي التخوف من تواصل سيطرة المليشيات على المشهد وهم يخشون من تكرار ما حدث في إنتخابات البرلمان 2014 حيث تأخر الإفصاح عن نتائج الإقتراع في عدد من مراكز الإنتخاب و تعذّر إجراء الإنتخابات في غيرها – درنة و سرت وأحياء من بنغازي.
مقابل تلك التخوفات والتحفظات من امكانية اجراء الانتخابات يؤكد الشق المتفائل بأن اتفاق باريس تناول نقطة الترتيبات الامنية عكس المبادرات الاخرى . ويلتقي لقاء باريس في ذلك مع وثيقة الاتفاق السياسي الذي تحدث عن كل مراحل حل المجموعات المسلحة ومن ضمن ما نص عليه اخلاء المدن من الميلشيات الى مسافة 40 كلم كمرحلة اولى قبل تجريدها من سلاحها و دمجها صلب المؤسسة العسكرية و الامنية .
السؤال المطروح في هكذا حال هل بإمكان السراج وحفتر ابعاد المليشيات عن المشهد و بالتالي ضمان نجاح الانتخابات من الناحية الامنية ووفق ايّة الية سيتم ذلك؟
الواضح ان الفترة الزمنية القادمة سوف تظهر وتكشف المجموعات المسلحة القابلة لاتفاق باريس والمجموعات الرافضة له ، بمعنى اخر ان الجيش الليبي حتما سيجد نفسه في مواجهة مسلحة ضد الميلشيات الرافضة. ولعل تصريح قائد الجيش حفتر لإحدى الفضائيات الفرنسية والذي ذكر فيه انه يقبل بالعمل مع الطرف المعتدل من الاخوان المسلمين ويرفض التعامل مع المتشددين، يغذي الرأي القائل بأن المواجهة بين الجيش و الجماعات المتشددة قائمة بلا شك يرى مراقبون بأن تحديات وعقبات اجراء الانتخابات لا تختصر في وجود الميلشيات بل ان المصاعب الاقتصادية وانعدام السيولة النقدية في المصادر وانقطاع الكهرباء ازمات جميعها لن تشجع الناخب على اداء واجبه وممارسة حقه الانتخابي .
المحصلة ان تنفيذ اتفاق باريس يستوجب تضافر الجهود ليس من لليبيين فقط وانما لابد من دعم من المجتمع الدولي بما في ذلك الامم المتحدة واللجنة الرباعية كما ان المرحلة الدقيقة التي تمر بها ليبيا وضرورة الخروج من الازمة تتطلبان وجود رجال يصنعون السلام وفائز السراج وخليفة حفتر ورئاسة البرلمان والمجلس الأعلى للدولة بإمكانهم أنّ يكونوا رجال صناعة السلم في ليبيا دون نسيان الدور المحوري لمشايخ القبائل من خلال مجلسهم الاعلى الذي اختتم اشغال ملتقاه امس الاول في مدينة ترهونة معلنا دعمه للجيش والشرطة .