العدالة ضبطوا في عمليات أخطبوطية لتهريب أموال مشروعة أو غير مشروعة إلى بنوك بنما حيث فتحوا حسابات خفية عن طريق شركة موساك فونسيكا البنمية مكنتهم من توطين شركات وفتح حسابات بنكية خفية القصد منها التهرب الضريبي.
بعد فضيحة ويكيليكس المتعلقة بنشر جوليان أسانج عام 2006 ملفات دبلوماسية و ملفات إدوارد سنودون التابعة لوكالة الأمن القومي الأمريكية، تأتي فضيحة «أوراق بنما». 109 صحيفة من 76 دولة شاركت ضمن التجمع الدولي للصحفيين الاستقصائيين في تحليل 5،11 مليون وثيقة تم تسريبها من مكتب موساك فونسيكا الذي يجمع محامين مختصين في المسائل المالية ببنما إلى صحيفة سوداتش زايتونغ الألمانية. وقررت الأخيرة تشريك نظرائها في التجمع الدولي لقراءة و تحليل هذا الكم الهائل من المعلومات وإنارة الرأي العام العالمي على أكبر فضيحة مالية تهز أركان النظام العالمي.
مسؤولون حكوميون في قفص الإتهام
بعد التحري في الوثائق من قبل سوداتش زايتونغ و لوموند ثبتت صحتها بمقارنة الوثائق التي تم بيعها للحكومة الألمانية والتي تم عرضها للبيع للحكومة الفرنسية في إطار عمليات مطاردة التهرب الجبائي. وقامت ألمانيا عام 2015 بمساءلة البنك التجاري الألماني الذي قبل دفع خطية مالية قدرها 17 مليون يورو لمساعدته تهريب أموال عن طريق مكتب موساك فونسيكا.
أوضحت المعلومات الأولية التي تم نشرها من قبل صحيفة سوداتش زايتونغ ولوموند الفرنسية وأل باييس الإسبانية و الغارديان البريطانية أن عددا كبيرا من المسؤولين الحكوميين في العالم، في مقدمتهم الرئيس الصيني و الرئيس الروسي وعدد من الملوك قاموا مباشرة أو عن طريق أقرباء و أشخاص مقربين بتهريب أموال عن طريق بعث شركات وهمية و تسجيلها في بنما.
جاء اسم رئيس وزراء أيسلندا وعدد من وزراء حكومته في قائمة المهربين مما جعل آلاف من الأيسلنديين يخرجون إلى الشوارع مطالبين باستقالتهم و إحالتهم على العدالة.وذكر اسم الملياردير بيترو بوروشينكو رئيس أوكرانيا و ماوريتسو ماكري رئيس الأرجنتين و إلهام ألياف رئيس أذربايدجان وخليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات و نواز شريف رئيس الحكومة الباكستانية والعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز و إياد علاوي رئيس الوزراء العراقي الأسبق . و من المعروف أن النظم الملكية ما عدا إسبانيا و بريطانيا لا تجبر ملوكها على دفع الضرائب. لكن تهريب الأموال في شركات أجنبية دون تسجيلها في السجلات الإقتصادية الوطنية تعتبر خرقا للقوانين.
وتم كشف بعض أسماء الوزراء الذين لهم أرصدة خفية في بنما مثل وزير الصناعة والمناجم الجزائري عبد السلام بوشوارب والسكريتير الخاص للملك المغربي محمد السادس منير المجيدي دون أن تطال الإتهامات العاهل المغربي مباشرة أو الرئيس الجزائري. في إفريقيا أنجال الرؤساء وكبار المسؤولين مثل إبن الرئيس الكونغولي ساسة نغسو و ابن كوفي عنان أمين عام الأمم المتحدة السابق ومقربين لرئيس جنوب إفريقيا.
في فرنسا، أعلنت صحيفة لوموند أن حزب الجبهة الوطنية المتطرف بزعامة مارين لوبان كون شبكة تهريب أموال إلى الخارج عن طريق شركة «ريوال» . وضلع في العملية مقربان لرئيسة الحركة وهما رجل الأعمال فريديريك شاتيون والمحاسب نيكولا كروشي. وهو أول حزب تذكر التقارير الأولية عن مشاركته في الفضيحة.
غيابات مشبوهة للأمريكيين
في القائمات المسربة لم تعثر الصحف، إلى حد اليوم، على أسماء من الولايات المتحدة الأمريكية بالرغم من أن النظام الأمريكي يرتكز على حرية التصرف في الأموال ودعم الأحزاب و النواب بدون شروط و يفسح المجال لتحويل الأرصدة إلى الخارج. وهو ما دعا الكريملين إلى الرد بقوة على الاتهامات الموجهة الى أشخاص مقربين للرئيس بوتين معتبرا أن الحملة ضد الرئيس الروسي تدخل في إطار «كراهية بوتين» المنظمة في واشنطن. واتهم الكريملين التجمع الدولي للصحفيين الاستقصائيين بضلوعهم في العملية و تواطئهم مع السي أي أي مرتكزا .....