وأشادت بتضحيات الجيش بقيادة حفتر.كما هنأ كل من رئيس الاركان للجيش الجزائري ورئيس الجيش الاماراتي ورئيس هيئة الاركان المصري القائد العام للجيش الليبي بالانتصار على الارهاب في بنغازي .
ومن ردود الافعال المرحبة نجد بريطانيا من خلال وزير الخارجية بوريس جونس ناما محليا، يعتبر البيان الصادر عن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج اهم ما سجل من ردود، اذ جاء في بيان تهنئة قيادة الجيش وأهالي بنغازي بالانتصار وضرورة فتح المجال للاعمار ، واجمع طيف من الملاحظين على ان فائز السراج حرص على ان يكون موقفه متوازنا وهادئا وهذا ما يفقتر اليه السياسيون في ليبيا .
والسراج في كل ذلك انما يسعى الى التكيف ومجاراة مكاسب وانتصارات الجيش مما جعل المجتمع الدولي يعدل ويغير من مواقفه تجاه قيادة المؤسسة العسكرية ،ويعترف بحنكة حفتر وانه رجل ليبيا القوي وهو رقم صعب لا مجال لتجاهله في اية تسوية سياسية . ويعمل السراج على حسن توظيف نجاحات حفتر لفائدته وذلك ما ترجمه البيان الاخير فهو من جهة هنأ الجيش بالانتصار وليضمن ولاءه ومن جانب ثان طالب بإعمار بنغازي ليضمن دعم الاهالي حتى يظهر امام الداخل والخارج على انه رجل الدولة والمنسجم مع التحوّلات، حتى انّ بعض المتابعين اعتبروا ان السراج احسن استغلال انتصار الجيش اكثر بكثير من قائد الجيش نفسه سيما مع ضعف اداء خارجية الحكومة المؤقتة ورئاسة مجلس نواب والتسريبات التي تؤكد برودا عند احتفالات الكرامة بالذكرى .
كما يدرك رئيس المجلس الرئاسي انه لا يحظى بدعم ولا اعتراف من طرف القبائل الليبية وان وثيقة الاتفاق السياسي التي يستمد منها شرعيته بدورها غاب عنها القبول من المجلس الاعلى للقبائل.مقابل ذلك تدعم اغلب القبائل قيادة الجيش ومنها قنص السراج الفرصة واصدر بيانا متوازنا سوف يقربه من الجيش والقبائل في ذات الوقت .
التداعيات المرتقبة
عسكريا انتصار الجيش سوف يكون له تاثيرات مباشرة وغير مباشرة على الملف الليبي وان اغلب الدول ستعيد رسم سياساتها تجاه ليبيا كما يرجح المراقبون ان يجري فك لغز ملابسات اغتيال السفير الامريكي و3 موظفين دبلوماسيين امريكيين في بنغازي، وكانت تقارير غربية ومحلية اكدت تورط مجموعات مسلحة مدعومة من احدى الدول الخليجية تواجه في الوقت الراهن مقاطعة عربية السؤال المطروح هل تفرج قيادة الجيش الليبي عن الدلائل والمستندات التي تكشف ملابسات وتفاصيل عملية اغتيال السفير الامريكي وما تداعيات ذلك على سياسة دونالد ترامب تجاه ليبيا ؟
والثابت ان ترامب لن يفوت الفرصة للتشهير بضعف ادارة باراك اوباما ومسؤولية هيلاري كلينتون وزير الخارجية الامريكية انذاك لتكتمها على المعطيات التي تتعلق بالواقعة الارهابية انطلاق من ذاك يجمع المتابعون على ان السياسة الامريكية ستتغير حتما تجاه الملف الليبي اما المملكة المتحدة وبعد الضربات الارهابية التي عانتها خلال الاشهر الماضية فهي بدورها سوف تنضم الى الدول الداعمة للجيش الليبي وذاك يعني تخليها عن دعم جماعة الاخوان .
تصعيد من الرئاسي
حالة التخبط والتناقضات وإصدار بيان ثم اصدار بيان ثان مخالف هي السمات البارزة في اداء السياسيين الليبيين والناتج عن اتساع الفجوة والانقسام صورة اصبحت معتادة عكسها امس بيان صدر عن الرئاسي ويحمل توقيع وزارة دفاع الوفاق، والذي جاء بعد صدور بيان السراج المرحب بانتصار الجيش البيان الجديد بلهجة شديدة حذر الجيش من عواقب التقدم نحو طرابلس .
واكد البيان بان قوات الوفاق سوف لن تسمح لمن وصفها بالزمرة الخارجة عن القانون بمهاجمة طرابلس .تصعيد الرئاسي فسره البعض بردة فعل متوقعة من رموز تيار الاسلام السياسي داخل الرئاسي وأيضا وزير الدفاع الوفاق البرغثي.ومما لاشك فيه ان الساعات القادمة قد تشهد صدور توضيح وبيان اخر من السراج ليحدد موقفه النهائي من القيادة العامة للجيش.
تباين المواقف حيال الجيش التابع لرئاسة اركان مجلس النواب ما بين السراج ووزير دفاعه الواقع تحت سيطرة المجموعات المسلحة يبدو انه سيؤدي الى مزيد من تعقيد المشهد العسكري ،وينذر بحصول التوتر بين السراج والمجموعات المسلحة التابعة للمهدي البرغثي التي حذرت من اي هجوم للجيش على طرابلس.
الواضح ان السراج لا يملك سلطة على تلك المجموعات وينذر الوضع الراهن باندلاع مواجهات بين الداعمين من سكان طرابلس للجيش ودفاع الوفاق ،وفيها قد يتدخل اللواء الرابع بورشفانة لحماية التظاهرات الداعمة للجيش وتحصل المواجهة بين المليشيات والجيش وهذا ما يخشاه رئيس المجلس الرئاسي ويتفاداه المشير حفتر حفاظا على سلامة المدنيين.