استراتيجي لحل الأزمة و إقرار مصالحة وطنية شاملة دون اقصاء احد. وشدّد السراج في كلمته على ضرورة توحيد المؤسسة العسكرية لافتا النظر الى ان أي تصعيد عسكري جديد سوف ينسف العملية السياسية .
ويرى مراقبون بان رئيس الرئاسي قد فهم الرسائل التي ارسلها المشير خليفة حفتر عندما تحدث ،وللمرة الاولى عن منح القيادة العامة للجيش مهلة للسياسيين بـ 6 أشهر من أجل الكف عما وصفه بالعبث و حل الأزمة الراهنة بأسرع ما يمكن وإلا فإن الجيش سوف تكون له كلمة .
السراج أخذ بعين الاعتبار التقدم الواضح للجيش نحو تحرير بنغازي بالكامل، ويدرك السراج بان انتصار الجيش بعد انتصاراته الاخيرة واصطفاف القبائل خلف حفتر ،وعلى علاقة بالتحولات الاقليمية والدولية سيما تداعيات ازمة الخليج وأيضا عدم تجانس المجموعات المسلحة الموالية لدفاع حكومة الوفاق كل تلك العوامل دفعت بالسراج الى اعتماد المرونة حيال حفتر وربما الاتجاه بالقبول بمقترح بعث مجلس عسكري أعلى يكون من ضمن اعضائه المشير حفتر، اضافة الى منح الأخير منصب القائد العام للجيش على أن يسبق ذلك ما جرى تنبيه التوافق حوله من تعديل تركيبة الرئاسي وإدخال تغييرات على الاتفاق السياسي وتضمينه الاتفاق بالإعلان الدستوري ، السراج بعد دخوله طرابلس رفقة مجلسه الرئاسي وباقتراح من المستشار الامني للبعثة الاممية الجنرال باولو سيرا و مباركة من رئيس البعثة كوبلر بعد ان وافق على تكليف عدد من المليشيات المسلحة بحماية العاصمة ومقر الرئاسي.
وكان السراج يطمح الى بناء مؤسسة عسكرية تمثل كل المناطق كما طمح السراج وبناء على الدعم الدولي واندفاع جزء من الفرقاء ممن لهم وزن سياسي وعسكري الى التسريع بتنفيذ الاتفاق السياسي، غير أن طموحات السراج سقطت في الماء كما يقال وتبخرت احلام الرجل وأجزاء كبيرة من الشعب الليبي ، حيث استفحل الصراع على المواقع والنفوذ بين المليشيات وظهرت الجهوية وفشل السراج في بناء الجيش لأسباب محلية واخرى دولية، إذا اتضح بان المليشيات لا تثق في قيادات الكرامة .فشل السراج كانت خاتمته توتر العلاقة بينه وبين وزير دفاعه المهدي البرغثي الذي اضطر السراج لتجميده مؤقتا على خلفية مجزرة براك الشاطئ وثبوت اختراق عناصر من تنظيم القاعدة لقوات الرئاسي .
ويجمع المتابعون على أن رئيس حكومة الوفاق اصبح على قناعة بان الاتفاق السياسي الذي جاء به الى السلطة وإعطائه الشرعية الدولية دخل الى ما يعرف بالموت السريري ،وإن كل محاولات إنعاشه لم تؤت اكلها وأن المجتمع الدولي لن يدعم الاتفاق السياسي الى ما لا نهاية رغم ما يصرح به هنا وهناك بان تلك الوثيقة تبقى الاطار الأمثل للتسوية لذلك من المتوقع أن يمد السراج يده الى قائد الكرامة و يدير ظهره للمجموعات المسلحة التي تخلت عنه في مواقف كثيرة يضيق المجال للاتيان عليها
مبادرات و وساطة
لطالما أكد السراج على أهمية الحوار وأنه لا حل للأزمة إلاّ عبر الجلوس الى طاولة الحوار مؤكدا استعداده للقاء كل الاطراف كما رحب بمبادرة دول الجوار العربية ،وكشفت مصادر مقربة من السراج بانه يعيش حالة من الاحباط بسبب غياب الوعي السياسي لدى الفرقاء المحليين وتهاون المجتمع الدولي في ترسيخ دعمه لحكومة الوفاق على الارض وضعية دقيقة وصعبة لربما جعلت السراج يسارع بلقاء حفتر والخروج بخطوات عملية برعاية البعثة الاممية مع ترك المجال مفتوحا للمبادرات سواء العربية او غير العربية .
في هذا السياق طفا على السطح اسم دولة الكويت كدولة عربية بإمكانها جمع سواء السراج وحفتر معا ،أو باقي الأطراف حيث الجارة الكبرى مصر ورغم استقبالها مؤخرا وفدا رفيعا عن مصراته فإن طرابلس والغرب الليبي عموما يتهم القاهرة بالانحياز لاقليم طبرق ، الجزائر بدورها و رغم جهودها الرامية لحل الأزمة فإن دورها غير مرحب به لدى طبرق ، دول جنوب الصحراء يكاد يكون دخولها على الخط مرفوضا سواء غرب أو شرق ليبيا كما أن علاقات السودان متوترة مع سلطات طبرق لذلك تبدو دولة الكويت التي اعترفت بالثورة الليبية ووقفت مع إرادة الشعب الليبي وعند استفحال التناحر على السلطة لم يسجل الكويت أي انحياز لأحد الأطراف ، يشار إلى أن السراج زار الكويت في اكثر من مناسبة اما المشير حفتر فإن لم يزرها فهو يحظى بتقدير هناك واعتراف وإن لم يكن معلنا جهوده في الحرب على الارهاب وهو ما تجلى في تغطية وسائل الاعلام الرسمية الكويتية للأحداث في ليبيا وما يعزز فرضية قيام الكويت بوساطة اصبحت ملحة وإنهاء الصراع المسلح والتجاذبات السياسية ان الكويت زيادة على قبول محلي ليبي فإنها تمتلك علاقات دبلوماسية وثيقة مع دول الاقليم الداعمة لهذا الطرف أو ذاك في ليبيا ، الإمارات ، قطر ، السعودية ، مصر وتركيا . فرضيات قابلة للحصول لكن تبقى رهينة استراتيجية العمل المعتمدة من طرف المبعوث الأممي الجديد ومآلات ازمة دول الخليج العربي .