للداخلية ايضا. وتحيل هذه الاوامر الملكية غير المفاجئة للمتتبع للشأن السعودي الداخلي وسياسة البلاط الملكي الخارجية ، تُحيل الى ضرورة تقديم لمحة عن ولي العهد السعودي الجديد محمد بن سلمان وظروف وأسباب وصوله الى منصب يعد اهم منصب سياسي في المملكة بعد الملك خلال فترة زمنية وجيزة رغم صغر سنه ومحدودية تجربته السياسية .
كما تم تعين محمد بن سلمان بالإضافة إلى ولاية العهد في منصب نائب رئيس مجلس الوزراء مع احتفاظه بمنصب وزير الدفاع، مما يقوي موقع وصلاحيات الأمير الشاب في المملكة. يشار الى انّ ولي العهد الجديد يبلغ من العمر 31 عاما فقط ، ظهر على السّاحة السياسية السعودية عقب تولي والده سلمان بن عبد العزيز الحكم بداية 2015 خلفا لأبيه الملك عبد العزيز بن سلمان الّذي توفي عام 2014 . وبرز محمد بن سلمان منذ سنتين في اروقة الساحة السياسية السعودية بعد توليه مهمة الاشراف على عاصفة «الحزم›› في اليمن إلاّ
أنّ فشل العملية العسكريّة السعودية أجبرته على إيجاد وسيلة أقوى لإثبات نفسه وجدارته بالصعود في سلّم البلاط الملكي ليقدم منذ عام مضى رؤية السعودية الاقتصادية سنة 2030 والتي تخلّت فيها المملكة عن النّفط كمكوّن أوّل ورئيسي لاقتصادها.وكسب محمد بن سلمان انذاك ثقة العاهل السعودي وعدد من أجنحة الحكم السعودي ، إلا ان ذلك لم يلغ وجود معارضة داخلية لهذا الصعود الذي يحققه ولي ولي العهد السعودي السابق وولي العهد الحالي.
ابعاد وتداعيات «التوريث’’
من جهته قال الكاتب اللبناني المختص في الشأن السعودي علي مراد لـ«المغرب» ان الملاحظ في الاوامر الملكية وبالإضافة الى تعيين محمد بن سلمان وإعفاء محمد بن نايف ، الواضح هو وجود اتفاق تم بين الملك سلمان وابن اخيه محمد بن نايف .
واشار مراد ان قمة امريكا السعودية الاخيرة وزيارة ترامب سرّعت من هذه الخطوة ، مشيرا الى انه قبل شهرين ونصف كانت هناك اوامر ملكية تقضي بإنشاء وتأسيس مركز الامن الوطني والتي انيطت مهامه بالديوان الملكي ثم قبل ايام اوامر ملكية قضت بتشكيل النيابة العامة .
واضاف مراد «بالإضافة لذلك تم تعيين عبد العزيز بن سعود ابن نايف وهو ابن شقيق محمد بن نايف -هذا الامير الشاب عمره بعمر ولي العهد الجديد محمد بن سلمان - كان مستشارا في الديوان الملكي ثم مستشارا في وزارة الدفاع ،وتم تصعيده ليكون اليد اليمنى لعمه محمد بن نايف في وزارة الداخلية عندما عين مستشارا لوزارة الداخلية وولي العهد العام الماضي وكان ملحوظا ان محمد بن نايف اينما ذهب كان يأخذ معه عبد العزيز ، كما كان من المتوقع انه سيكون خليفة محمد بن نايف اذا ما وُجد اتفاق يقضي بتنازله عن ولاية العهد وهو ماحصل بالفعل».
وتابع علي مراد ان الملك سلمان ومن خلفه محمد ابنه اشتغلا على عاملين اثنين من اجل ثني محمد بن نايف وجعله يقبل التنازل والتنحي هو موضوع سحب القرارات والصلاحيات التدريجي وفق تعبيره ، حيث تم تدريجيا سحب اغلب الصلاحيات من وزارة الدفاع وأيضا موضوع الضغط الامريكي إذ استفاد كثيرا الملك ونجله من الضجة التي رافقت قمة الرياض الاخيرة والصفقة التي أجراها بن سلمان مع ترامب . وأضاف محدّثنا ان ولي ولي العهد ولي العهد الحالي زار واشنطن يوم 5 ماي الفارط قبل قمّة الرياض الاخيرة واجرى لقاء سريا بحضور شقيقه خالد مع ترامب في بيته بنيوجرسي وتم الاتفاق خلاله على ماتم الان من عزل قطر وحصوله على ولاية العهد .
صراع الاجنحة
وتابع محدّثنا ان الامر الخطير الاخر الذي جاء في الاوامر الملكية هو موضوع تعديل المادة المتعلقة بتحديد من يرث الحكم في العائلة السعودية معتبرا ان سلمان اراد طمأنة باقي اجنحة الحكم بخصوص عدم تكرر عملية التوريث من الاب لابنه او من الاخ لأخيه من ذات الفرع أي نقصد ابناء عبد العزيز .
وتابع مراد «فهو يقول انه من بعده سيتولى محمد ابني الحكم ملكا لكن سيتوجب عليه ان يختار وليا للعهد من الافرع الاخرى أي ابناء عمومته ، وهو ملزم بموجب هذه المادة ،لكن وفق رأيي الشخصي ارى ان محمد بن سلمان بعد توليه الحكم ان كان بعد وفاة ابيه او بعد تنحي ابيه له لن تكون مثلما يروج لها ، يعني واضح ان سلمان يريد الحكم لسلالته هذا مايستنتج من كل الامور التي قام بها ‘’
وتابع محدّثنا «حتى هذه المادة سيتم تعديلها عند تسلم محمد بن سلمان الحكم قد نرى اخوانه او نجله وليا لولي العهد ،فحال استلامه الحكم سيعين عبد العزيز بن نايف وليا للعهد لمدة من الزمن ليعدل الوضع ثم سيتم عزله فيما بعد لتوريث احد من صلبه». وأشار محدّثنا الى ضرورة النظر الى الاجنحة مضيفا ان هناك حالة من الرفض داخل القصر الحاكم رغم انهم قالوا انه حصل على 31 صوت من اصل 34 في مجلس البيعة ، مما يدل على انه تمت حالة استرضاء واسعة للأمراء من خلال تعيينات طالت ابناءهم وأحفادهم لتمرير هذه الاوامر الملكية’’.