هذا وأعلن الجيش الأمريكي إسقاط طائرة حربية سورية كانت تسقط قنابل قرب مقاتلين تدعمهم واشنطن في سوريا. يشار الى ان السياسة الامريكية في سوريا باتت اكثر وضوحا في عهد ترامب بعد ان اتسمت بالضبابية والتردد في عهد سلفه باراك اوباما ، إذ بدأت أولى مؤشرات السياسة الجديدة في الظهور مع توجيه الادارة الامريكية ضربة جوية مفاجئة استهدفت مطار الشعيرات التابع لنظام بشار الاسد في الثامن من شهر افريل المنقضي وهو ما اعتبر خطوة جديدة تظهر للعلن حقيقة نوايا ترامب تجاه الملف السوري.
انقسام وتضارب
وخلفت الضّربة انذاك ردود فعل دولية وانقساما دوليا حادا بين من وصفه بالهروب الأمريكي من الضغوطات الداخلية نتيجة تعالي الاصوات الامريكية الرافضة لترامب ، ومن اعتبر انها ضربة متوقعة بعد مجزرة «خان شيخون» التي خلفت مئات القتلى والجرحى واتهم فيها النظام باستعمال غاز السارين السام القاتل في حين اعتبرها مساندون للأسد عدوانا سافرا على سيادة سوريا. كما اثارت الضربة الجوية الامريكية المفاجئة انذاك في سوريا قراءات متباينة الاولى تؤيد التحرك الامريكي وتدعو لتدويل هذه الحملة العسكرية في حين اعتبر شقّ اخر الضربة عدوانا سافرا ضدّ سوريا يخدم مصالح «إسرائيل» في المنطقة الشرق الأوسطية وينسف جهود الحل السياسي المستمرّة منذ سنوات.
بالإضافة الى ذلك اثارت مناورات «الأسد المتأهب» التي اقيمت في شهر ماي المنقضي في الأردن ، شكوكا كبيرة حول أهدافها في وقت يعاني فيه الاقليم من قضايا ملتهبة وملفات معقدة . كما ربط متابعون المناورات التي تجري بمشاركة الولايات المتحدة الامريكية و20 دولة اخرى بالزيارة التي أداها الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب الى المملكة العربية السعودية .
وبدأت المناورات بمشاركة أكثر من 7 آلاف عسكري من 21 دولة هي كالآتي الكويت والبحرين وقطر والسعودية ومصر والعراق والإمارات ولبنان وبريطانيا وفرنسا وكينيا وإيطاليا وباكستان وأمريكا وبلجيكا وبولونيا وهولندا وأستراليا واليونان واليابان، بالإضافة إلى الأردن وممثلين عن حلف «الناتو». وبمشاركة قاذفتين حربيتين من طراز «بي - بي1» تابعتين للقوّات الجوية الأمريكيّة، وذلك لأول مرة منذ سنوات . وتضمنت المناورات، عمليات حول «مكافحة الإرهاب» وتعزيز «أمن الحدود» و»عمليات البحث والإنقاذ»، وهذه الدورة من مناورات «الأسد المتأهب» هي السابعة على التوالي.
ولئن كانت تلك المناورات اعتيادية ككل عام إلا ان النظام السوري هاجم الاردن محذرا قوات المملكة من ان دخولها الى الاراضي سيعد تعديا يستوجب الرد. في وقت تزايدت فيه خشية النظام السوري من خطط امريكية جديدة خاصة بعد الضربة العسكرية المفاجئة التي وجهها الطيران الامريكي ضد قاعدة عسكرية سورية أوضحت نوايا البيت الابيض تجاه نظام بشار الاسد في سوريا .
ولئن يرى متابعون للشأن العربي ان حدوث صدام مباشر بين امريكا وروسيا على الميدان السوري امر صعب الحدوث الا ان اوجهه قد تختلف ، مع العلم ان المنطقة تعيش مخاضا عسيرا سيتمخض عنه تحالفات جديدة خاصة بعد الصراع الخليجي الاخير وعملية الاصطفاف التي تبعته والتي ستشهد اما تموقعا الى جانب امريكا او هروبا الى الصف الروسي.