يشار الى أنّ موسكو قالت الجمعة إنّها ربما قتلت زعيم تنظيم «داعش» الارهابي أبو بكر البغدادي في ضربة جوية بسوريا شهر ماي الماضي لكن واشنطن قالت إنها غير متأكدة من وفاته وأبدى مسؤولون غربيون وعراقيون تشكّكهم. والبغدادي البالغ من العمر 46 عاما هو عراقي اسمه الحقيقي إبراهيم السامرائي وانشق عن تنظيم القاعدة في 2013 أي بعد عامين من مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن. وعرضت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى اعتقاله.
يشار الى انّها ليست المرة الاولى التي يعلن فيها عن مقتل البغدادي ، إلاّ ان الخبر الاخير اذا صح سيكون ضربة قاصمة للتنظيم الذي يشهد تراجعا في سطوته وهروبا لقياداته ، بالإضافة الى التسجيل الصوتي الاخير الذي انتشر قبل اكثر من اسبوع وفيه تصريح للمكلف بالإعلام في هذا التنظيم يدعو فيه مقاتلي التنظيم ‘’الى الثبات». ووصف متابعون لشؤون الجماعات المسلحة هذا التسجيل بخطاب الانهيار للتنظيم.
ولعل التقارير الاعلامية الاخيرة القائلة بان اغلب قيادات التنظيم قد لقيت حتفها في غارات جوية نفذها التحالف الدولي تارة والطيران الروسي الداعم لنظام بشار الاسد في سوريا ، تؤكد ترنح التنظيم مقابل الحرب الدولية التي تشنها اغلب الدول عليه. كما اكد بيان عسكري عراقي امس إن الجيش العراقي ومقاتلين سنة طردوا تنظيم «داعش»من منفذ الوليد على الحدود مع سوريا.وقال البيان إن طائرات من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة وقوة جوية عراقية شاركت في العملية.
ومنفذ الوليد قريب من التنف وهو معبر حدودي بين سوريا والعراق حيث ساعدت قوات أمريكية مقاتلين من المعارضة في محاولة استعادة السيطرة على المنطقة من مقاتلي التنظيم الفارين. وتتمركز قوات أمريكية في التنف منذ العام الماضي.
ماهو مصير التنظيم ؟
إلا ان مختصين في شؤون الجماعات المسلحة يرون ان نهاية التنظيم –رغم بداية تفككه في عدة دول – لن يكون بهذه السهولة خاصة وان نشاط الخلايا النائمة التابعة لـ»داعش’’ شهد تطورا ملحوظا في الاشهر القليلة المنقضية وهو اسلوب يتبعه هذا التنظيم الارهابي لكسر القيود التي شددتها الدول الغربية عليه بعد نجاحه في تنفيذ هجمات ارهابية دامية داخل الدول الاوروبية وهو ما دفعه الى خلق اساليب جديدة من بينها تحريك خلاياه النائمة لتنفيذ هجمات منفردة.
ولعل مايفسر استهداف التحالف الدولي لقيادات التنظيم هو تزايد اعداد الاوربيين الملتحقين ببؤر التوتر بهدف القتال .وفي احدث تقرير ذكرت دراسة صادرة عن معهد ‘’إلكانو’’ الملكي للأبحاث في إسبانيا، ان أعداد المتطرفين العائدين إلى 12 دولة أوروبية ارتفع، بعضهم عاد بالفعل والبعض اللآخر في طريق العودة.وذكرت أن ألف متطرف سافر فقط من فرنسا منذ اندلاع الأزمة السورية ، 210 منهم عادوا من مناطق القتال إلى فرنسا.
ووفق نفس التقرير عاد إلى بريطانيا 450 متطرفا من جملة 850 سافروا للالتحاق بالتنظيمات المتطرفة في الشرق الأوسط.وتأتي ألمانيا في المرتبة الثالثة أوروبيا من حيث الملتحقين بتنظيمات متطرفة، حيث سافر 820 شخصا، عاد منهم 280، بحسب الدراسة.وبحسب نفس التقرير سافر من السويد 300 متطرف إلى سوريا والعراق، بينما عاد منهم نصف هذا العدد.وعاد إلى النمسا 50 متطرفا من أصل 300 ذهبوا للمشاركة في القتال بسوريا والعراق. وعاد إلى هولندا 45 متطرفا من أصل 280، بينما عاد إلى بلجيكا 120 من أصل 278.والتحق من إسبانيا والدنمارك والنرويج وإيطاليا وفنلندا مجتمعة حوالي 635 شخصا بالتنظيمات المتطرّفة، عاد منهم 212 شخصا.
خشية الدول الاوروبية من وصول المقاتلين اليها دفعها الى شن حملة وغارات جوية مكثفة عليهم لقتلهم في اماكن الصراع في كل من سوريا والعراق قبيل دخولهم الى اراضيها ، الا ان تقارير اخرى تؤكد ان التنظيم يحرك خلاياه النائمة الموجودة اصلا داخل الاراضي الاوروبية لتنفيذ مخططاته.
وهن وضعف
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي السوري خيام الزعبي لـ«المغرب» تنظيم داعش أصيب بشيء من الضعف والوهن والترنح أمام الضربات التي تلقاها من كل القوى .مضيفا ان الحلف الروسي-السوري إستهد ف عناصر «داعش»، التي كانت قد انسحبت في الأيام الماضية من الرقة باتجاه دير الزور ومنها إلى ريف حمص الشرقي، ليزيد ذلك من تقهقر التنظيم . وتابع «يمكن القول أن تنظيم داعش وأخواته سقط مع زيادة الضغوط الميدانية عليه وفقدانه أراض شاسعة في سوريا، وما يفعلوه الآن ما هو إلا «رقصة الموت «الأخيرة».
واشار محدّثنا ان قوات الجيش السوري تستمر في التقدّم نحو البادية السورية والمعابر الحدودية مع العراق، الذي استطاع السيطرة على مساحات شاسعة من البادية في أرياف حمص ودمشق، بالإضافة إلى التمدّد في ريف السويداء الشمالي الشرقي، ، ثم إمساك الحدود السورية- العراقية وتحقيق التواصل البري مع «الحشد الشعبي» العراقي، ومن ثم محاصرة مدينة دير الزور وتحريرها من داعش وأخواته.وأضاف الزعبي ان الجيش استطاع ايضا فتح طريق دمشق -تدمر القديم الذي يعتبر أقصر من حيث المسافة لجهة الإمداد من الطريق الذي كان يربط دمشق بتدمر عبر حمص.
وأكد محدّثنا أنّ إمكانية حسم المعارك ضد «داعش» كبيرة، خاصة مع وجود الضغط غير المسبوق، وتناقص قدرة العديد من الأطراف على تقديم الدعم لهذه المجموعات.