واشار رئيس الحكومة المؤقتة الى أنّ حكومته سوف تجهز ملفات اتهام مدعمة بالوثائق والقرائن تؤكد بالبرهان والحجة علاقة تلك الاسماء سواء بصفة مباشرة او غير مباشرة بالجرائم و الارهاب الذي شهدته ليبيا منذ 2011 وخاصة مدينة بنغازي ما بين 700 و 800 واقعة اغتيال .
ملفات اكد الثني عزم حكومته ارسالها الى المحكمة الجنائية الدولية لمقاضاتهم بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية،وفي سياق اندفاع سلطات طبرق تنفيذ الحصار ضد قطر وتنفيذا لما جاء في بيان وزارة خارجية حكومة طبرق الذي اعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة ثم قرار لجنة الطاقة بمجلس النواب طبرق تمّ امس الجمعة انهاء التعاقد مع شركة نفطية سويسرية مرتبطة مع شركات قطرية .
اسباب ومخلفات
و السؤال المطروح أولا ما سر كل هذا الحماس والاندفاع لسلطات طبرق في دعم السعودية – الإمارات – البحرين ومصر والحال ان حكومة طبرق مثلا ليست في نهاية المطاف غير حكومة موازية ،وهي ذات تشكيل غير متجانس ، محمد الدايري وزير خارجيتها تم ايقافه عن العمل شهرا كاملا ثم عاد لكن مع الإقامة شبه الدائمة ما بين القاهرة وباريس – منصب وزير الدفاع شاغر من سنوات ، وحال الحكومة هكذا ما الذي يجعل الحاج عبد الله الثني – هكذا يريد مناداته – يجازف بالانحياز الكامل الى صف ما يمكن وصفه بجبهة حصار قطر . أما كان على الثني التريث قليلا حتى تمر الزوبعة والعاصفة أم انّ سلطات طبرق وقعت تحت ضغط معين وكان عليها الاصطفاف هنا او هناك ومن غير المسموح لها الوقوف ما بين بين؟
للإجابة يشير طيف من الملاحظين بان دولة قطر -وهذا معلوم- دعمت اخوان طرابلس ومصراته بالسلاح والمال ،وكانت سخية معهم الى درجة جعل مفتي الديار الليبية المعزول الصادق الغرياني – مفتي الإخوان – يتجاوز الى التحريض على محاربة الجيش والشرطة.
ويذكر هؤلاء الملاحظون بأعداد كبيرة من الجرافات المحملة بالأسلحة التي دمرها سلاح جو الكرامة، وهي في طريقها من مصراته قلعة تنظيم الإخوان الى بنغازي لدعم ما يسمى بمجلس شورى ثورا بنغازي .
سلطات طبرق ممثلة في رئيس مجلس النواب وقائد الجيش يريدون تعطيل التسوية السياسية وربما تصفية الحسابات السياسية مع تيار الاسلام السياسي، فبعد وضع رئيس الأعلى للدولة ضمن قائمة الارهاب هل بالإمكان الحديث عن عودة الحوار السياسي ومشهد كهذا يخدم المشير خليفة حفتر اولا وأخيرا .
مستقبل المشهد
اما عن إمكانية ان تكون سلطات طبرق تعرضت لضغوطات من طرف دول خليجية او عربية من اجل الانخراط في حصار قطر فهذا تنفيذ تداخلات الدوحة ،وما ارتكبته المجموعات الموالية لها من جرائم وانتهاكات وهذا طبعا وفق الرواية والتقارير والتصاريح الصادرة عن مؤسسات طبرق .
وبعيدا عن الاسباب والتداعيات للازمة الخليجية على مستقبل ليبيا ، ماذا لو جرى التوصل لحل الأزمة من خلال الحوار وهي محاولات قائمة الآن ورحبت بها السعودية ودولة الإمارات بشروط ؟
الشق الداعم لسلطات طبرق يؤكد بان حلفاء ليبيا من الخليجيين دولة الإمارات السعودية – البحرين وحتى الكويت لن يتخلوا عن دعم ليبيا وشعبها والتسريع بحل الأزمة .كما تقف تلك الدول الى جانب الجيش في حربه على الارهاب ،في حين يرى طيف اخر بان التطورات والاحداث وما يخطط في الكواليس السياسية لا يعترف ولا يهم فيه من يكون على الساحة و في المنصب كان حفتر او السراج وعقيلة صالح – الغرب وبالذات الولايات المتحدة صاحبة مشروع الشرق الاوسط الجديد القائم على عنصرين اساسيين – امن النفط والغاز – امن دولة اسرائيل – من هذا المنطلق وتحديد نهايات المشروع وخواتمه يتم النظر الى ليبيا تماما كرقعة الشطرنج .