ومع تواصل سريان القرار 1970 و1973 بادر مجلس الأمن الدولي ومنذ 2011 الى تمديد عقوبة حظر السلاح بصفة دورية رغم المطالب المتعددة من الدول الموالية مع مجلس النواب والمشير حفتر برفع الحظر ولو بصفة جزئية باعتبار ان الجيش الليبي الذي يقوده حفتر يحارب الإرهاب وبإمكانيات متواضعة، لكن مجلس الامن لم يستجب لتلك الطلبات الصادرة عن جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات والأردن وغيرها. وذلك ليقين تلك الدول بان استمرار حظر السلاح المقترن بتواجد 3 حكومات متنافسة ومئات المليشيات المتناحرة على المواقع ووجود تنظيمات إرهابية ترى تلك الدول بان الأطراف المعنية بالصراع المسلح سوف تلجأ لتدبير أمورها في الحصول على السلاح بشتى الطرق والوسائل ، وذلك ما جرى خلال السنوات الماضية وأكدته التقارير الدولية ولجنة العقوبات بمجلس الأمن الدولي التي أقرت في تقريرها شهر افريل الفارط بان 28 دولة خرقت حظر بيع السلاح في ليبيا مثلما اشارت لجنة العقوبات الى ضرورة تفعيل الرقابة البحرية عرض السواحل الليبية لمحاربة تهريب السلاح.
ومن المفارقات انه بالتزامن مع تمديد مجلس الامن الدولي لحظر السلاح ، يأتي تقرير فريق الخبراء بالأمم المتحدة لينص في احدى نقاطه واستنتاجاته على ان ليبيا تحولت الى مركز لتدفقات الاسلحة لبلدان الجوار فهذا ليس بالأمر الجديد ،حيث سبق للجيش المصري ان كشف عديد المخازن في احدى المدن القريبة من الحدود مع ليبيا والسؤال المطروح كيف السبيل لتحديد مسارات حركة تهريب الاسلحة.
وتتحدث التقارير عن هبوط طائرات نيوشن تحمل اسلحة ثقيلة دبابات وغيرها نزلت في مطار معيتيقة الواقع تحت سيطرة الجماعة الليبية المقاتلة، وأيضا الحديث عن سفن شحن ضبطت بصدد تهريب الاسلحة لأحد اطراف الصراع.
وبرزت دول كرواتيا – بلغاريا – قطر – تركيا – السودان – مصر ضمن قائمة الـ28 التي اكدت لجنة العقوبات بمجلس الامن تورطها في تهريب السلاح نحو ليبيا، وقلل مراقبون من جدوى تواصل فرض حظر السلاح على ليبيا بسبب العجز عن تطبيق القرار. ويرى هؤلاء المراقبون على ان الحل يكمن في بناء مؤسسة عسكرية موحدة وتحت سلطة مدنية وليس بالضرورة ان تكون تلك السلطة بيد رئيس الرئاسي او رئيس البرلمان او المشير حفتر المهم في هذه المرحلة الدقيقة ان يضبط السلاح.
كوبلر يغادر منصبه
من جهته اعلن رئيس بعثة الدعم الاممية لدى ليبيا مارتن كوبلر في تغريدة له أمس على حسابه الخاص على تويتر انتهاء فترة عمله على راس البعثة التي تسلمها من الاسباني برنار دينو ليون.وتميزت عهدة كوبلر بانسداد افق العملية السياسية وتذبذب موقف رئيس البعثة حيث رفض في البداية اي مساس بالاتفاق السياسي وتغيير المجلس الرئاسي ثم اذعن للمطالب ووافق على تعديل طفيف للاتفاق السياسي، وتغيير الرئاسي، وعموما ومن باب انصاف الرجل تؤكد تقارير ان كوبلر لم يكن مرحبا به منذ البداية من عدة دول اقليمية وحتى قريبة من ليبيا مما انعكس على عمله .كما ان بريطانيا لم تدعمه مطلقا بل ابعد من ذلك دعمت بريطانيا مطلب طبرق لتغيير كوبلر بينما رشحت ايطاليا البديل.