يشار الى ان مشايخ الجفرة وقبل اجتماعهم بالسراج في طرابلس عقدوا اجتماعا مع آمر غرفة عمليات الجفرة التابع للقيادة العامة للجيش العميد علي عمرو وعدد من الضباط وضباط صف، وعقب ذلك اللقاء التشاوري أصدر الأعيان بيانا فوضوا فيه قوات الجيش بتحرير الجنوب من المليشيات المسلحة وعصابات الجريمة كما رحب البيان بتقدم الجيش و سيطرته على سوكنه وودان وهون .
انحياز قبائل اقليم فزان الى صف الجيش ضد المليشيات المسلحة وتواصلهم مع السراج ، مثل ضربة موجعة للمليشيات التي لم يبق لها من ملاذ سوى مدينة مصراته التي تعاني بدورها من انقسام تجسد من خلال انشقاق داخل مجلسها البلدي .
الجدير بالملاحظة بان مليشيات مصراته التي كانت وإلى وقت قريب تسيطر على العاصمة طرابلس تراجع نفوذها،وفقدت مواقعها هناك بعد المواجهات الأخيرة ضد المجموعات الموالية للسراج وفي هكذا حال وتبعا للمشهد العسكري في طرابلس يرى خبراء عسكريون بان مليشيات تيار الاسلام السياسي في ليبيا تعيش اضنك ايامها على علاقة بالمستجدات المحلية والاقليمية والدولية .
فمحليا فقدت تلك المليشيات مواقعها في بنغازي لصالح قوات الكرامة هي محاصرة في درنة منذ عامين و في الجفرة انتفض عليها الاهالي، وطالبوها صراحة بالمغادرة كما ان تواجدها في طرابلس تراجع على ما كان عليه ، محليا ايضا شكل التدخل المصري و انشاء غرفة عمليات مشتركة مع قوات حفتر منعرجا خطيرا على مستقبل تلك المليشيات كما تدرك قيادات تلك المليشيات إن الافريكوم ولربما الناتو لن يقف على حياد في حين تجددت المواجهات بين المجموعات الموالية لحكومة الوفاق والمليشيات الداعمة للإنقاذ وإنهما سيدعمان حكومة الوفاق. وذلك اكده كل من قائد الافريكوم وأمين عام حلف الناتو للسراج .
اما عن المستجدات الدولية فتكفي الإشارة إلى أن معظم دول الاتحاد الأوروبي على يقين بان متاعبها الأمنية مصدرها ليبيا ومن الجماعات المتطرفة ويقين الاوروبيين مبني على نتائج التحقيقات بعد كل العمليات الارهابية التي ضربت اراضيها وآخرها واقعة مانشستر البريطانية .
نقل الصراع الى مصراته
على مدى سنوات الازمة الليبية كان الصراع المسلح ينتقل من مدينة الى أخرى حيث عرفت بنغازي ابشع جرائم الاغتيالات والقتل نفس المشهد تقريبا عرفته درنة ، سرت، سبها طرابلس او باري ، الكفرة وبعد التطورات الأخيرة في الجفرة وطرابلس يبدو أن الصراع المسلح بين انصار الدولة المدنية والدولة الدينية سيتحول الى مدينة مصراته معقل الإخوان المسلمين ولقطع الطريق امام اندلاع الصراع المسلح في مصراته يحاول التيار الوطني بها إنقاذ مدينتهم والسؤال المطروح هل يفلح هؤلاء في أبعاد الحرب عن مصراته أم ان مصراته وقيادات مليشياتها سيكتوون هم ايضا بنيران الحرب مثلما اكتوت مدن أخرى .
الجلي والواضح بان بعض الأطراف الفاعلة وبقيادة مفتى الديار الليبية المعزول الصادق الغرياني مازالوا لا يرون للحل السلمي للازمة مكانا ويستمرون في التحريض على الاقتتال الذي لا رابح فيه والكل خاسر لا محالة .
في خضم التجاذبات يواصل الداعمون للتسوية السياسية جهودهم لإنعاش الاتفاق السياسي، وفي هذا السياق استقبل رئيس الرئاسي لجنة رفيعة المستوى الافريقية حول ليبيا كما أجرى رئيس الرئاسي مكالمة هاتفية مع الرئيس الفرنسي ماكرون ،ولو ان المكالمة تركزت في جزء كبير منها على حماية الحدود الجنوبية وكان الرئيس الفرنسي تحادث كذلك مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي واتفقا على مزيد التنسيق والتعاون الثنائي فيما يتعلق بالأزمة الليبية الراهنة .