مع تواصل الضربات الجوية على درنة: أي دور لمصر في الملف الليبي؟

باحث ليبي :«حل أنصار الشريعة كذبة وحيلة لكي.. لا يطالها تحالف قادم للقضاء على الارهاب في ليبيا»

استؤنفت امس الضربات الجوية على مدينة درنة الليبية وذلك بعد ثلاثة ايام من شن مصر ضربات على معسكر للتكفيريين في المدينة نفسها ، في وقت اكد فيه العقيد أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي للصحفيين إن قوات حفتر تنسق مع الجيش المصري..وتفيد تقارير مصرية ان الجيش المصري عازم على تطهير منطقة الحدود الغربية وقيام منطقة آمنة على الحدود لمنع تسلل أي ارهابيين .. وتؤكد التقارير نفسها ان مسألة تأمين الحدود ستكون على رأس الملفات التي ستطرح ضمن اطار المباحثات المصرية- الروسية التي تعقد في القاهرة، في إطار صيغة “2+2” بين وزيري خارجية ودفاع كل من البلدين. وسبق للرئيس المصري ان استعرض أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية رؤيته لمكافحة التنظيمات الارهابية . وقد تم مؤخرا اعتماد مشروع قرار قدمته مصر في مجلس الامن حول الإطار الدولي الشامل لمكافحة الإرهاب.

وتثير الضربات المصرية جدلا في ليبيا بين مؤيد ومشكك في نجاعتها في هذا السياق تفيد الناشطة الليبية ابتهال محمد في حديثها لـ «المغرب» ان هناك من يرى في هذه الضربات جزءا من دعم مصر لليبيا في حربها على الاٍرهاب ، فيما ينظر بعض الليبيين الى التدخل باعتباره خرقا للسيادة مشيرة الى ان هذه الضربات لا يمكن ان تكون قد تمت دون التنسيق مع الحكومة الليبية او دون علمها ». وعن اسباب عودة التوتر اضافت بالقول :«الأسباب الظاهرة هي ان الحكومة السابقة لحكومة الوفاق ترغب في الرجوع الى السلطة بحجة ان حكومة السراج هي حكومة وصايا ويجب اسقاطها في وقت خرج فيه معظم الشارع الليبي في طرابلس ضد حكومة الإنقاذ ويرغب في تفعيل دور الجيش والشرطة وحل المليشيات».

فراغ الدولة وتغول الميليشيات
من جهته، اكد الاعلامي الليبي نائب رئيس تحرير بوابة افريقيا الاخبارية عبد الباسط بن هامل لـ «المغرب» ان ما يحدث هو نتيجة خمس سنوات من الفراغ الكبير وغياب الدولة تغولت خلالها الميليشيات المسلحة و زاد نشاط جماعات ارهابية مدعومة من الخارج وتحصلت على فرصة التحرك في ليبيا، كما ان بعثة الامم المتحدة لليبيا تحتاج الى إعادة النظر من جديد فهي عوضا عن ان تكون ميسرا للحوار، اصبح لها دور آخر يتمثل في إدارة الأزمة وليس حلها دون تقدم ملحوظ في حالة الجمود السياسي وكأنها ارادت الحفاظ على هذا الوضع المعلق الذي يخدم أطرافا لا تريد للبلاد الاستقرار».

وفيما يتعلق بالتطورات الاخيرة في طرابلس ومصير بعض سجناء النظام السابق ابرزهم البغدادي المحمودي قال :” المحمودي مثله مثل بقية من كانوا معه في معتقل سجن الهضبة والذي كانت تسيطر عليه جماعة ارهابيه تغولت في التعذيب والابتزاز، والآن لايزال الغموض يكتنف اوضاع جميع المعتقلين الذين استلمتهم كتيبة ثوار طرابلس غير المؤدلجة والتابعة للمجلس الرئاسي، والمعلوم ان البرلمان في الشرق اصدر قانون العفو العام وهو يشملهم بحسب خبراء القانون في ليبيا، لكن بانتظار خطوة الرئاسي خاصة وانه اعلن ان وزارتي العدل والداخلية استلمتا سجناء الهضبة”. من المستفيد من التطورات الاخيرة يجيب الباحث الليبي بالقول :«في ليبيا من الصعب تقديم احكام مسبقة ، ولكن هذه الخطوة تعد مكسبا لليبيين وللجميع دونما استثناء». واضاف بالقول :« يجب توظيف ما يجري بشكل صحيح يخدم العمل على مصالحة حقيقية لا غالب ولا ومغلوب فيها لبناء المستقبل واستعادة بناء هيكل الدولة في حكومة وحدة وطنية حقيقية تشمل الجميع يكون الغالب فيها معيار الكفاءة لإنتاج عمل حقيقي في ظروف استثنائية تمر بها البلاد، وهو ما يتطلب أشخاصا استثنائيين قادرين على تحقيق المعالجات».

حل انصار الشريعة؟
قال عبد الباسط بن هامل ان حل أنصار الشريعة كذبة ولا يمكن تصديقها هي تغير جلودها ولا تغير افكارها الاقصائية التكفيرية التي تتبع منهج الذبح والخطف والتدمير، هذه حيلة لكي لا يطالها تحالف قادم للقضاء على الارهاب في ليبيا وبالتالي تصديقها سيكون بمثابة غباء سيؤدي الى ترك التنظيم ينشط في الظل بفاعلية، لكن في نفس الوقت لا نقلل من نتائج عملية بنغازي والتي كان لها الدور في تقويض مشروع إقامة إمارة ارهابية هناك برغم قلة إمكانيات الجيش».
الى اين يسير الوضع في ليبيا اجاب :« لا أحد يمكنه ان يتكهن أين سيصل الوضع بالرغم من ظهور بعض مؤشرات للاتفاق السياسي والذي بني على لقاء الرئيس السراج والمشير خليفة حفتر وتم الاتفاق فيه على ضرورة مكافحة الاٍرهاب والارهابيين في ليبيا وايضا لاننسى الإشارة الى وضع المواطن الليبي الذي اصبح اليوم يعيش ظروفا صعبة من فقد الامان نتيجة انتشار عصابات الخطف والسرقة في اغلب المناطق وايضاً ارتفاع الأسعار ونقص السيولة في المصارف» وهو وضع يحتم الوصول الى مخرج في اسرع وقت ..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115