أما موقف سلطات طبرق فقد جاء معاكسا تماما إذ رحب كل من مجلس النواب و القيادة العامة للجيش بالتدخل المصري الجوي بل أكثر من ذلك اكدت رئاسة اركان سلاح جو الكرامة مشاركتها في تلك الغارات كاشفة أن تنسيقا جرى في العملية وسوف يجري خلال عمليات قادمة حتى القضاء على الارهاب في ليبيا . معلوم بان اتفاقيات عسكرية تم توقيعها بين سلطات طبرق والجانب المصري تسمح بهكذا عمليات عسكرية، كما تجدر الإشارة الى ان التدخل المصري باركته الإدارة الأمريكيّة فور وقوعه .
التّحقيق البريطاني في طريقه الى ليبيا
من جهة اخرى كشفت التحقيقات البريطانية الأولية حول تفجير مانشستر الارهابي بان منفذ الهجوم سلمان العبيدي هو نجل أحد قيادات الحرس الرئاسي لحكومة الوفاق في طرابلس ،ولجمع المزيد من المعلومات حول الحادثة الارهابية تواصل الأجهزة الأمنية البريطانية البحث والتحري مع المشتبه بهم في حي مانشستر المتاخم للعاصمة لندن ذي الاغلبية المسلمة والمقر العالمي لجماعة الاخوان المسلمين .
ويرى متابعون بان سيناريو ما بعد احداث سبتمبر 2001 قد يتكرر مرة ثانية وتغيير نظرة العالم والغرب خاصة وارد جدا ،حيث ان العديد من العمليات الارهابية التي وقعت في دول أوروبية منها فرنسا كشفت التحقيقات وجود رابط بينها وليبيا اما من حيث مصدر الاسلحة او الأشخاص المنفذين لثلث العمليات ، دون التغافل عن التقارير الاستخباراتية الأمريكية التي أقرت بتواجد عناصر من تنظيم القاعدة الارهابي ضمن مجموعات مسلحة تنضوي تحت وزارة دفاع حكومة الوفاق – سرايا الدفاع عن بنغازي ، معطيات وحقائق دفعت الملاحظين للتاكيد على ان الغرب سوف تتغير مواقفه من مخرجات وثيقة الترتيبات الأمنية التي أقرها و يسهر على تنفيذها الجنرال الايطالي باولو سيرا المستشار الامني للبعثة الأممية لدى ليبيا.يشار الى ذلك وجود انباء تقول ان احد المشتبه بهم قام بالتخطيط لاستهداف المبعوث الاممي
في ليبيا مارتن كوبلر. معلوم ان وثيقة الترتيبات الأمنية اقصت الجيش تماما و عملت على فتح الباب امام المليشيات المسلحة بمختلف توجهاتها و جرى تكليفها بحماية طرابلس – غير ان تلك المليشيات سرعان ما دب بينها الخلاف و أضحت تتناحر على المواقع والنفوذ ،واتخذت من المجلس الرئاسي رهينة لديها الشيء الذي اقر في قرارات السراج وجردته من سلطته وعندما لاحظت تلك المليشيات التقارب بين السراج وحفتر بعد لقاء ابو ظبي وأيقنت ان المجتمع الدولي مصمم على تعديل الاتفاق السياسي وتغيير الرئاسي بما يفقد تيار الاسلام السياسي نفوذه وسلطته، تحركت تلك المليشيات ذات التوجه الاسلامي الراديكالي المتشدد للكشف عن وجهها الانقلابي وطبيعة الغدر والطعن من الخلف ، البداية كانت بجريمة براك الشاطئ ثم أحداث طرابلس الدموية لتكون الحصيلة بين الواقعتين اكثر من مائتي قتيل بين عسكريين ومدنيين .