وقالت وزارة الداخلية المصرية إنّ الهجوم الذي استهدف مسيحيين في محافظة المنيا بجنوب مصر امس الجمعة نفذه مسلحون مجهولون يستقلون ثلاث سيارات رباعية الدفع. وأكدت الوزارة في بيان مقتل 28 شخصا في الهجوم وإصابة 24 اخرين علما ان من بينهم 13 مصابا خرجوا من المستشفيات. يشار الى انّ ضحايا الهجوم كانوا يستقلون حافلتين وشاحنة صغيرة باتجاه دير ‘’الأنبا صموائيل’’ غرب مدينة العدوة.
وتداولت تقارير اعلامية مصرية تحذيرات كانت سفارة الولايات المتحدة بالقاهرة قد نشرتها على صفحتها الرسمية قبل يومين وتفيد بوجود مخطط لهجوم ارهابي وشيك في مصر. وأصدرت السفارة الأمريكية بالقاهرة تحذيرا لرعاياها من هجوم إرهابي محتمل في مصر من دون تحديد تفاصيل.
هذا واهتزت مصر خلال شهر افريل المنقضي على وقع تفجيرين انتحاريين استهدفا كنيستين للأقباط الأول في الكنيسة المرقسية في الإسكندرية، المقر التاريخي للمسيحية في مصر والثاني في مدينة طنطا بدلتا النيل. ولقي ما لا يقل عن 17 شخصا انذاك مصرعهم في تفجير الاسكندرية و27 شخصا في تفجير كنيسة طنطا بدلتا النيل ، بالإضافة الى عشرات الجرحى .وعقب الهجمات التي تبناها تنظيم «داعش» الارهابي ، اعلنت السلطات المصرية حالة الطوارئ في البلاد لمدة 3 اشهر بدأ سريانها يوم امس ، كما اعلن أيضا تشكيل مجلس أعلى لمكافحة الإرهاب في وقت تزايدت فيه التهديدات الارهابية التي تستهدف بلاد الفراعنة في السنوات الاربع الاخيرة . ولا تعتبر هذه الانفجارات هي الاستهداف الأول من نوعه لأقباط مصر ودور عبادتهم، بل سبقته وقائع عدة كان أبرزها استهداف الكنيسة البطرسية بوسط القاهرة في ديسمبر الماضي ما أدى إلى مقتل نحو 29 قبطيا واصابة 49 آخرين بجروح.
يشار الى ان مصر تحتضن النسبة الاكبر من الاقباط في الشرق الاوسط اذ عرفت على امتداد عقود باحتضانها لفسيفساء من الاديان والتوجهات الدينية والفكرية المتعددة ، وهو ماجعلها –وفق مراقبين – وجهة خصبة للتنظيمات الارهابية التي تستغل هذا التعدد الديني لخلق البلبلة وبث العنف في المجتمعات . وتثير التفجيرات الاخيرة ومن قبلها الهجمات المتكررة التي استهدفت الاقباط في مصر وغيرها من الدول العربية والغربية ، جدلا واسعا حول تامين دور العبادة والمنشآت الحساسة في مصر والتي باتت في...