الى ذلك تجددت المواجهات المسلحة بين مليشيات تابعة للإنقاذ و أخرى موالية لحكومة الوفاق في منطقة ابو سليم اين يوجد مقر جهاز الامن المركزي، وكانت تلك الاشتباكات انطلقت فجر الخميس الماضي لتتوقف ليوم واحد وتعود من جديد بأكثر ضراوة وتصعيدا. ولم تكن الخطورة في عودة الاشتباكات وإنما في التهديد الصادر عن مليشيات مصراته الموالية للإنقاذ التي هددت باقتحام طرابلس والسيطرة على المقرات السيادية الهامة في ظرف 72 ساعة.
اصطفاف جديد
معلوم بان المليشيات التابعة لحكومة الانقاذ تتمركز في شارع الهضبة غير بعيدة عن سجن الهضبة ،في حين تتواجد المليشيات التابعة لحكومة الوفاق في ابو سليم .وتأتي التطورات العسكرية الجديدة في إطار رفض مخرجات اتفاق ابو ظبي ومواقف بعض دول الاقليم والجوار دعم قائد الكرامة والتوافق شبه دولي حول ضرورة نزع اسلحة مليشيات طرابلس ومضاعفة جهود توحيد المؤسسة العسكرية. وكان فائز السراج كشف انه ناقش مع المشير خليفة حفتر -على هامش لقاء الإمارات العربية المتحدة -مسالة نزع اسلحة المليشيات في العاصمة اضافة الى ذلك سبق لتسريبات ديبلوماسية ان كشفت عن ملامح خطة غربية لتجريد مليشيات طرابلس من اسلحتها ، تطورات دفعت بقيادات تلك المليشيات بالتسريع بتشكيل تنظيم جديد تحت اسم «فخر ليبيا» والتهديد باجتياح العاصمة في 72 ساعة.
السؤال المطروح في هكذا مشهد ماهو موقف القوة الثالثة التابعة لمصراته والمتمركزة في قاعدة تمنهنت والمنضوية تحت لواء وزارة دفاع الوفاق وهل تتخلى عن الوفاق وتنضم لفخر ليبيا؟ نفس السؤال يتعلق بالبنيان المرصوص المتكون في اغلبه من مليشيات مصراته والذي حرر سرت من الدواعش هذا البنيان المرصوص هو الآخر انضم للوفاق ذات السؤال يتعلق بعشرات المليشيات التي انضمت للرئاسي.
للإجابة يجدر التنويه بان مقاتلي البنيان المرصوص كثيرا ما انتقدوا حكومة الوفاق واتهموها بالتقصير وعدم صرف الرواتب والإحاطة بجرحى معركة مدينة سرت، وهذا وحده يوحي بانضمام البنيان لفخر ليبيا و الانقلاب على حكومة الوفاق اما ما يتعلق بالقوة الثالثة بقيادة جمال التريكي .وبعد ان ضمنت وقف اطلاق النار حول تمنهنت وانسحاب قوات الكرامة الى قاعدة براك الشاطئ فإنها سوف تكون في الصفوف الاولى لفخر ليبيا ،وتنقلب هي ايضا على المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني .
نزع فتيل الحرب
ويرى متابعون للشأن السياسي والعسكري بان قيادات المليشيات ذات التوجه الاسلامي من اخوان وقاعدة وغيرها معتادة على الانقلاب والتخلي عن حلفاء الامس في سبيل جني مكاسب اهم ،ولا تجد حرجا في ذلك لكن الموقف المحرج حقيقة هو الذي يوجه فيه الآن رئيس الأعلى للدولة عبد الرحمان السويحلي احد قادة مصراته ، السويحلي هل يدعم ابن مدينته الغويل رئيس حكومة الانقاذ على حساب حكومة الوفاق او هل يتخلى السويحلي عن مصراته الذي يعني خسارة من أهالي مصراته و الى اي حد يثق السويحلي في السراج ليعوضه ما سوف يخسره في مصراته.بلا ادنى شك سيقوم السويحلي بتقييم الوضع والتطورات الحاصلة عسكريا وهو العارف والملم بأدق الجزئيات والتفاصيل ثم يحدد موقفه النهائي والأرجح أن المعني سيتخذ موقفا وسطا ،حيث يدعم مطالب اقالة وزير خارجية الوفاق محمد الطاهر سيالة على خلفية دعمه لحفتر وبهذا يشاطر السويحلي قيادات مصراته طلبهم في إقالة سيالة لتهدئة الاوضاع .
هذا ويجمع المراقبون على ان طرابلس مقبلة على موجة جديدة من التصعيد العسكري و الصدام بين الانقاذ والوفاق، وأن المجتمع الدولي والامم المتحدة لن تقف موقف المتفرج هذه المرة وسوف يكون هناك تدخل حازم ضد المليشيات المتمردة على ارادة المجتمع الدولي لان غير ذلك معناه انهيار الاتفاق السياسي وأن اي حرب جديدة في طرابلس سوف تكون بمثابة اطلاق رصاصة موت الرحمة على تسوية سياسية .