الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب الشهر الجاري الى المنطقة والمملكة العربية السعودية التي ستكون احدى اهم محطات هذه الجولة الاولى لساكن البيت الابيض الجديد .
وبدأت المناورات بمشاركة أكثر من 7 آلاف عسكري من 21 دولة هي كالآتي الكويت والبحرين وقطر والسعودية ومصر والعراق والإمارات ولبنان وبريطانيا وفرنسا وكينيا وإيطاليا وباكستان وأمريكا وبلجيكا وبولونيا وهولندا وأستراليا واليونان واليابان، بالإضافة إلى الأردن وممثلين عن حلف «الناتو». وبمشاركة قاذفتين حربيتين من طراز «بي - بي1» تابعتين للقوّات الجوية الأمريكيّة، وذلك لأول مرة منذ سنوات . وتتضمن المناورات، التي تستمر حتى 24 ماي الجاري، عمليات حول «مكافحة الإرهاب» وتعزيز «أمن الحدود» و»عمليات البحث والإنقاذ»، وهذه الدورة من مناورات «الأسد المتأهب» هي السابعة على التوالي.
وتلعب الاردن دورا محوريا في معادلات المنطقة العربية نظرا لموقعها الاستراتيجي الهام المطل على سوريا وفلسطين ويعتبر الاردن حليفا اساسيا لواشنطن في المنطقة حيث تقود منذ عام 2014 تحالفا دوليا ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق. ولئن انطلقت مناورات «الاسد المتأهب» كعادتها كل عام إلا ان النظام السوري هاجم الاردن محذرا قوات المملكة من ان دخولها الى الاراضي سيعد تعديا يستوجب الرد. وتتزايد خشية النظام السوري من خطط امريكية جديدة خاصة بعد الضربة العسكرية المفاجئة التي وجهها الطيران الامريكي ضد قاعدة عسكرية سورية أوضحت نوايا البيت الابيض تجاه نظام بشار الاسد في سوريا .
تحالفات جديدة
من جهته قال الكاتب نصيف جاسم حسين لـ«المغرب» انّ هذه المناورات تأتي ضمن اطار سعي جدي لتكوين تحالفات امريكية عربية جديدة ظهرت بوادرها في تصريحات ولي ولي عهد السعودية ضد ايران . مضيفا انّ هذه التصريحات هي مقدمات لعمل اكبر قد تشهده المنطقة قد لا يكون توقيته قريبا جدا لكنه عمل قائم وقادم لا محالة .
وتابع محدّثنا «ثمة اكثر من بؤرة توتر تتصاعد حدتها يوما بعد يوم منها سوريا واحتمال تعرضها الى عملية عسكرية من جنوبها ليس بالضرورة لإسقاط نظامها لكن ان حصل هذا فهو نتيجة اضافية لكن لا استبعد تقسيمها كواقع عسكري شبيه بوضع الكوريتين، وهناك الجنوب اللبناني وتصفية حزب الله الذي تعتبره امريكا وحلفاؤها منظمة ارهابية وذراع ايران في لبنان وسوريا وقد بدت بوادر هذا العمل من خلال استهداف اسرائيل لما تقول انه مستودعات صواريخ لحزب الله في سوريا وهي استهدافات تكررت كثيرا».
وعن علاقة المناورات بزيارة ترامب المرتقبة الى السعودية والرسائل التي تبعث بها هذه القمة الى دول المنطقة اكّد محدثنا ان وجود مشتركات كثيرة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية التي بدأت موجة تصريحات غير مبررة تجاه ايران يبدو غرضها تهيئة الاجواء للشحن باتجاه الحرب ضد ايران تناغما مع التصريحات الامريكية .
وأضاف محدّثنا ان السعوديين يعتقدون ان عدم استعداء الولايات المتحدة بل السير على وفق ارادتها كفيل ببقائها بعيدة عن كل التحديات الامنية، وان الضامن الوحيد لبقائها في هذا الحيز الضيق هو في التناغم مع السياسة الامريكية في المنطقة وفق تعبيره.
وعن المعادلة السورية وإمكانية ان تكون الاردن بوابة لهجوم بري امريكي على سوريا اجاب الكاتب العراقي ان الهجوم البري عبر الاردن غير وارد حاليا على اقل تقدير ، مشيرا الى انّ هذه المناورات جزء من ضغط يمارس ضد النظام السوري وتهيئة الشارع الاردني وقياس مدى استجابته لهكذا احتمال . مؤكّدا ‹›انّ أي هجوم على سوريا لن يتم قبل حدوث بعض المتغيرات السياسية والعسكرية اولها الاتفاق مع روسيا على سيناريو محتمل لتجنب وقوع صدام عسكري معها فهي مازالت حليفا قويا للنظام السوري ومتواجدة بكثافة في سوريا، الامر الاخر هو تصفية نفوذ ايران في سوريا من خلال ضرب حزب الله وضرب المليشيات العراقية التي تعمل خارج نطاق الدولة وبالتعاون مع ايران وإشغال طهران بقضية اخرى تكفل حيادها او تقليل تدخلها في سوريا والحصول على دعم مالي خليجي لأي عملية عسكرية فترامب رجل اعمال يهمه كثيرا المضاربة لغرض الربح وليس الخسارة».
ايران العدو الاول
في السياق ذاته قال الكاتب المختص في الشؤون الامريكية فوزي عبد الرحيم لـ«المغرب» ان المناورات تجري في ظروف حراك ومنافسة دولية في الملف السوري ،وبداية جهود أمريكية لتشكيل تحالف عربي أمريكي إسرائيلي ضد ايران. وتابع انّ المناورات غير مرتبطة بشكل مباشر بمحاولات الاردن القيام بدور في سوريا ، مؤكّدا ان هذه المناورات دورية ومقررة مسبقا ، مضيفا ان هذه المناورات قد تحمل رمزية ورسالة اذا ربطت بالتحركات الحالية وزيارة ترامب المرتقبة للمنطقة.
واكد الكاتب العراقي انّ التحرك الأمريكي واضح، سيما وأن ترامب سيكون في السعودية و»إسرائيل» لبحث الحلف المفترض والذي يجب أن يسبقه اتفاق فلسطيني إسرائيلي يبرر للسعودية ودول الخليج وعرب آخرين تبديل الأولويات بجعل إيران العدو رقم واحد في المنطقة .
وعن امكانية ان تكون زيارة ترامب الى السعودية انتهاء الجفاء بين البلدين مقابل تنازلات قدمتها الرياض ، اجاب محدّثنا «إذا كان الجفاء هو ما كان من علاقة أيام أوباما ،فنعم ولكن العلاقة الجديدة لن تكون سهلة على السعوديين كما يبدو لهم الان،فترامب يختزن كرها واحتقارا للسعودية لكنه يريدها أن تمول بعض مشاريعه السياسية في المنطقة وخاصة موضوع إيران، فترامب سيستخدم السعودية كممول لكنه قد يتخلى عنها عند وجود فرصة لتفاهم مع إيران وهو أمر ممكن ، فإيران أظهرت براغماتية عالية رغم شعارات قادتها العدميين فهو يعرف مصالحه».