ليبيا ..هل يغيّر تقدم حفتر المعادلة السياسية؟

تستعد القيادة العامة للجيش التابعة لرئاسي أركان مجلس النواب للاحتفال بالذكرى الثالثة لعملية الكرامة التي توافق السادس من ماي الجاري عملية أطلقها الجنرال خليفة حفتر من أجل محاربة الجماعات المتطرفة يوم 16 ماي 2014 بدعم من مجلس النواب وتباينت يومها ردود

الأفعال بين رافض ومؤيد ..جبهة الرفض قادتها حكومة علي زيدان والمؤتمر من ضباط الجيش السابق بالانقلاب على الشرعية في حين أعلنت قبائل إقليم برقة دعم الكرامة ووفرت لها الحاضنة الاجتماعية..
ومع اقتراب تحرير بنغازي بالكامل من الإرهاب وتوسيع الكرامة جنوبا وغربا يرى مراقبون بان هذا التقدم قد غير المعادلة السياسية وأجبر المجتمع الدولي والأمم المتحدة على تغيير الموقف من الجيش وقائده المشير خليفة حفتر .فقد تحول موقف القوى العظمى من اعتبار حفتر معرقلا للتسوية السياسية إلى المطالبة بمنحه منصبا هاما ضمن المشهد السياسي القادم.

 

إذ نجد اغلب بيانات رئيس المجلس الرئاسي تطالب بإشراك حفتر في أية تسوية بل وتشيد تلك البيانات بانجازات الجيش والكرامة ودعمها في محاربة الإرهاب ، وهو ما أكد عليه بيان أبو ظبي الأخير في خاتمة لقاء السراج بمبادرة من دولة الإمارات العربية المتحدة الاعتراف بدور الجيش وقائده جاء أيضا من المجلس الأعلى للدولة ورئيسه عبد الرحمان السويحلي كما أطنب المبعوث الاممي مارتن كوبلر في الإشادة بدور عملية الكرامة، وذلك بعد لقاء جمعه بالمشير في منطقة الرجمة أين يوجد مقر قيادة الجيش.

ومن تغييرات المعادلة السياسية اشتراط رئاسة مجلس النواب ان يكون للجيش ممثل ضمن تركيبة المجلس الرئاسي الجديدة .كما تم تسجيل زيارات لسفراء عدد من الدول المعتمدين لدى ليبيا .سفير ايطاليا – بريطانيا – اسبانيا نائب وزير خارجية روسيا الوزير الجزائري المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية والجامعة العربية .أيضا تعددت الزيارات حفتر إلى دول حليفة الإمارات – الأردن – مصر – روسيا – تشاد في انتظار تلبية لدعوات تونس والولايات المتحدة الأمريكية لزيارتها.
هذا عن المجتمع الدولي وتطور علاقته بحفتر أم عن اكبر معارضيه وهم الذين يمثلون تيار الإسلام السياسي المتشدد كعبد الحكيم بالحاج وعلي الصلابي فالتزما الصمت مع وجود تأكيدات بان تلك الجماعات والقيادات المتشددة تلقت تعليمات بقبول دور سياسي لحفتر مستقبلا لتجاوز الأزمة.

فخ للمؤسسة العسكرية
في هكذا تحول وحال يرجح أنصار الجيش بان المؤسسة العسكرية وبالذات القائد العام قد نصب له فخ من خلال منحه منصب سياسي ليتم أولا إبعاده عن الجيش والميدان ، ثم بعد ذلك تدبر له مسألة إقالته وفق اطر قانونية لذلك ينصح أنصار الكرامة المشير حفتر بالحذر مما يخطط له من طرف معارضيه الذين يتظاهرون الآن بالموافقة على منحه المنصب الذي يريد لكن الإشكال يتمثل في عدم تحديد حفتر لطموحه وآي منصب بالضبط يريده.

بعيدا عن انتصارات الكرامة وتغيرات المعادلة السياسية وفي إطار المصالحة الوطنية تمكن نازحو المشاشية بالجبل الغربي من العودة لبيوتهم في منطقة العوينية بعد توقيع اتفاق مصالحة مع الزنتان . خطوة باركها المجلس الرئاسي ودعا إلى إبرام اتفاقات مماثلة بمختلف مناطق ليبيا وإنهاء معاناة النازحين في الداخل والخارج مما سوف يمكن من إزاحة إحدى اكبر العراقيل أمام التسوية السياسية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115