بالعودة لحدث اجتماع حفتر السراج تجدر الإشارة إلى أن فائز السراج قد عاد الى طرابلس في حين لم تتأكد عودة المشير حفتر إلى طبرق، وقد أصدر رئيس الرئاسي بعد عودته بيانا اكد فيه حاجة الليبيين للحل السلمي وان عودة جميع النازحين في الخارج والداخل وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وتوحيد الجيش وعمله تحت سلطة مدنية نقاط لابد من تحقيقها لبلوغ الاستقرار السياسي.
يرى متابعون بان مضمون بيان السراج هو ذاته ما تطالب به رئاسة برلمان وعموم الشعب الليبي، لكن السؤال المنطقي هل المحيطون بالسراج في قاعدة أبو ستة البحرية موافقون على ما جاء في بيان رئيس الرئاسي سيما تيار الإسلام السياسي وبالأساس جماعة الإخوان
المسلمين والجماعة الليبية المقاتلة ؟
قد برهنت الأحداث سابقا بان السراج ينطق بما لا قدرة له على تنفيذه، وان الجماعة المقاتلة والإخوان هم من يحكم طرابلس ،والدليل على ذلك انه خلال هجوم سرايا الدفاع عن بنغازي على مناطق جنوب البلاد اصدر بيانا ثانيا أدان فيه قوات الكرامة بضغط من طرف عضوين بالرئاسي احدهما المدعو محمد زايد لعماري. ويخشى متابعون ان يضغط هؤلاء من جديد لرفض مضمون الاتفاق الحاصل في ابو ظبي .ومن مؤشرات تصاعد جبهة الرفض للقاء أبو ظبي ، جاء خطاب مفتي الديار الليبية الصادق الغرياني الذي طالب بالتصدي لأي تقارب مع المشير حفتر .
السراج هل يغادر طرابلس؟
تبعا لتوسع رفض التقارب بين رئيس الرئاسي والقائد العام للكرامة وسيطرة مليشيات ذات التوجه الإسلامي على طرابلس، يرى مراقبو الأوضاع الأمنية في العاصمة أن السراج قد يغادر طرابلس ليستقر في بنغازي .وربما اشترط على رئاسة مجلس النواب تمرير حكومته وفي الواقع فان السراج ليس الأول الذي يجبر على مغادرة العاصمة ،وقد سبقه عبد الله الثني رئيس الحكومة المؤقتة وبنغازي شعبيا ورسميا سوف ترحب بالسراج طالما انه يدعم الجيش في حربه على الإرهاب.
في الواقع أيضا يرى متابعون بانه ليس هناك ما يجمع السراج بتيار الإسلام السياسي وهو اقرب إلى التيار التقدمي ، لكن الظروف هي التي جعلته يرتمي في أحضان هذا التيار والسؤال في مثل هذه الفرضية هل يطلّق السراج تيار الإسلام السياسي وبالثلاثة وينتقل بصفة
مؤقتة إلى شرق ليبيا أين يبسط الجيش نفوذه على كامل إقليم برقة ؟
بقطع النظر عن حصول هكذا سيناريو لابد من التأكيد بان رئيس الرئاسي يكاد ينفد صبره، وهو في سباق مع الزمن حيث مضى أكثر 15 شهرا على توقيع الاتفاق السياسي ولم ينفذ بند يذكر وحتىدعوة السراج للحوار والحياد من كل الفرقاء لم يستمع اليها إطلاقا كما أن الدعم الدولي بقي في حدود التصريحات فقط .