معلوم أن مجلس النواب طبرق كان أقال الصديق الكبير سنة 2015 وطعن الأخير في قرار الإقالة لدى محكمة استئناف طرابلس غير أن هيئة المحكمة رفضت الطعن وساندت قرار مجلس النواب.
التجاذبات والصراعات على المناصب السياسية مثلت إحدى أهم عقبات تنفيذ الاتفاق السياسي حيث اعترض مجلس النواب على المادة الثامنة من الأحكام الإضافية المتعلقة باختصاص تعيين المسؤولين بالمناصب السيادية. والجدل والصراع لم يتوقف ورافق لقاءات الفرقاء عند كل اجتماع . فخلال لقاء عقيلة صالح عبد الرحمان السويحلي في روما تمسك الأخير بمهمة اختصاص تعيين المناصب السياديه وعلى الأقل إشراكه في التعيين. وبعد العودة من روما سارعت رئاسة مجلس النواب بعقد جلسة برلمانية للتصويت على اختيار المحافظ الجديد إجراء رد عليه رئيس الأعلى للدولة باستقبال الصديق الكبير محافظ مصرف طرابلس المركزي وتأكيده على عدم اعترافه بما قد يترتب عن جلسة البرلمان. الصراع على المناصب شمل مؤسسة الاستثمار الخارجي والمؤسسة الوطنية للنفط والقيادة العامة للجيش.
يرى متابعون بان احد أسباب تعطيل التسوية السياسية بين الفرقاء إنما هو صراع على المناصب السيادية وانعدام الثقة بين هؤلاء الفرقاء ومما زاد المسألة تعقيدا هو إصرار أعضاء المؤتمر الوطني من غير المنضويين للأعلى للدولة على التواجد في طاولة الحوار مع وفد مجلس النواب
في هذا السياق أشار عضو لجنة الحوار السياسي وعضو المؤتمر الوطني السابق الشريف الوافي إلى أن مجلس الدولة غير شرعي ولابد من التحاق جميع أعضاء المؤتمر الوطني به تنفيذا للاتفاق السياسي.
وتساءل الوافي عن أسباب ودوافع تعيين رئاسة مجلس النواب وفد الحوار بـ24 نائبا سيما وان مهام وفد الحوار تتمثل في نقل وجهة رأي البرلمان وهذه مهمته بإمكان نائبين القيام بها. واستهجن الشريف الوافي المبررات التي جاءت على لسان عقيلة صالح بعد لقاء السويحلي بتأكيده انه قابل السويحلي.
حراك ديبلوماسي لإنقاذ الاتفاق السياسي
المبعوث الاممي مارتن كوبلر التقى عبد القادر مساهل الوزير المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية الذي كان أدى زيارته إلى شرق وغرب ليبيا وبحث كوبلر مع المسؤول الجزائري نتائج الزيارة وسبل تجاوز العراقيل والعقبات التي حالت دون تنفيذ التسوية السياسية المنشودة. من جانبها تتجه إدارة ترامب لتوجيه دعوة للمشير حفتر والسراج لزيارة واشنطن والجلوس وجها لوجه لإزالة الخلافات بينهما. وكانت موسكو عبرت منذ فترة عن عزمها توجيه ذات الدعوة كما سبق للرئاسة التونسية أن وجهت الدعوة للمشير حفتر لزيارتها.
والسؤال المطروح هل يلبي حفتر والسراج هذه الدعوة الأمريكية تمهيدا لإنهاء الأزمة ؟
والأهم من تلبية الدعوة هو وجود الإرادة لدى السراج وحفتر للتقارب. الواضح والجلي أن المبادرات المطروحة للوساطة لا ترضي المشير حفتر لذلك واصل القائد العام للجيش المناورة والرفض ومراهنته على تحقيق المزيد من التوسع لقواته و المزيد من التعاطف الشعبي .
من جانبها أكدت رئاسة مجلس النواب ممثلة في شخص عقيلة صالح رفضها المطلق أن يتولى رئيس مجلس الرئاسي فائز السراج منصب رئيس مجلس الوزراء كما طالب عقيلة صالح بان يكون للمؤسسة العسكرية ممثل ضمن التركيبة الجديدة للمجلس الرئاسي الذي حصل إجماع دولي ومحلي وإقليمي على أن يكون برئيس ونائبين فقط ووفق التسريبات فان علي القطراني هو من سيكون ممثلا للجيش صلب الرئاسي بشكله المقبل.
تحول وسيناريو تقليص تركيبة الرئاسي من 8 إلى 3 شخصيات يصطدم بمعارضة نواب الرئاسي وأعضائه الحاليين عبد السلام كاجمان احمد معيتيق احمد حمزة وغيرهم هؤلاء لن يقبلوا التخلي عن مناصبهم إلا دمجهم في مناصب غيرها.
المحصلة أن صراع الفرقاء على المناصب لن ينتهي ومعه سوف يتواصل تعثر التسوية السياسية حتى مع عقد القمة الثلاثية لدول جوار ليبيا ماي القادم بالعاصمة الجزائرية كما هو متوقع حسب – مصادر ديبلوماسية جزائرية –