وقد أشاد الوفد الجزائري بنجاحات قوات الكرامة في الحرب على الإرهاب وبسط الأمن، كما نقل البيان اتفاق الطرفين على أهمية مراجعة الاتفاق السياسي و تغيير المجلس الرئاسي ودعم الشرعية والتمسك بخيار الحوار لفض الخلافات ورفض التدخل الخارجي .
وكان الوفد الجزائري قبل لقائه المشير حفتر عقد اجتماعا مع رئاسة مجلس النواب في طبرق حيث استمع الوفد لوجهة نظر رئاسة البرلمان فيما يتعلق بالأزمة الراهنة ، وأكد عبد القادر مساهل دعم الجزائر الدائم للأشقاء الليبيين وسعيها المتواصل لتقريب المواقف بين الفرقاء وتمسكها بالحل السلمي ووحدة ليبيا الترابية .
ومن المتوقع أن يتحول الوفد الجزائري في وقت لاحق إلى العاصمة طرابلس للقاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ورئيس المجلس الأعلى للدولة لذات الغرض. معلوم أن زيارة الوفد الجزائري تأتي في سياق جهود دول الجوار من اجل التسريع بحل الأزمة وتجاوز حالة الجمود وقطع الطريق أمام دعوات التعقيد العسكري .
إلى ذلك أنهى وفد من قيادات مصراتة والبنيان المرصوص زيارة قادته إلى روسيا والشيشان إذ ذكر المتحدث باسم البنيان المرصوص محمد الغصري أن الوفد الليبي اجتمع مع نائب وزير الدفاع الروسي ونائب رئيس مجلس الدوما الروسي حيث جرى استعراض آخر المستجدات السياسية والعسكرية كما تم التطرق لجهود روسيا من اجل توحيد المؤسسة العسكرية .
الجدير بالملاحظة أن زيارة الوفد الليبي إلى الشيشان لم تسرب في شانها أية معلومات تذكر.
مجلس النواب يقترب من تعيين وفد الحوار
من جهة اخرى كشفت مصادر مقربة من رئاسة مجلس النواب ترشيح البرلمان لـ24 اسما من أعضاء البرلمان لوضعهم أمام المستشار عقيلة صالح ليختار منهم 15 شخصية لتكوين وفد الحوار ،وكان مجلس النواب فوض عقيلة صالح لتعيين الوفد المحاور .
وذكرت المصادر أسماء المترشحين ضمت كل من زياد دغيم – علي التكبالي – صالح دومة – عبد السلام نصية - صباح جمعة – محمد حماد – عيسى العريبي – فاطمة الصويعي .
ويرى متابعون بان قرب إعلان رئاسة مجلس النواب عن تشكيل وفد الحوار من شانه اعادة أمل إحياء العملية السياسية شريطة اتخاذ المجلس الأعلى للدولة لذات الخطوة خطوة تبقى رهينة وجود إرادة حقيقية لدى وفدي الحوار في تقديم تنازلات واستعداد الأمم المتحدة الراعية للحوار الليبي ضمانات من اجل إيجاد الحد الأدنى من الثقة بين الفرقاء .
وعلى الرغم من وعود أمل ومؤشرات انفراج ونقطة ضوء فان شقا من المتابعين عبر عن مخاوف من تعثر الحوار مجددا بسبب وجود شخصيات موالية للمشير حفتر مثل زياد دغيم وعيسى العريبي وعبد السلام نصية، وفي حال رشح بدوره شخصيات موالية لتنظيم الإخوان والجماعة المقاتلة فانّ الحوار سوف يفشل من جديد .وفي هكذا حال فإنّ توفير الضمانات من طرف الأمم المتّحدة وسفراء الدّول الكبرى هو العنصر الوحيد الكفيل بإنجاح الحوار . وإلا فانّه لا جدوى من استئناف جلسات الحوار وما ستراه لن يختلف عن جلسات الحوار السابقة بيانات وتصريحات جوفاء وضبط مواعيد لجلسات قادمة .
ويستند الشق المتفائل بنجاح حوار الفرقاء مجددا وهذه المرة على إمكانية ممارسة ضغوطات اكبر من الدول العظمى على الفرقاء على خلفية الوضع الأمني الخطير في الجنوب الليبي أن الوضع الراهن لا يحتمل فشلا جديدا ، وعدم ممارسة ضغوطات فعلية وفرض نجاح الحوار يعني أنّ الدول الكبرى لها أجندات وسيناريوهات ضمنها التدخل العسكري المباشر بعد توسيع الصراع في الجنوب بين الفرقاء والكرامة .