اكدت القوة الثالثة ان القصف استهدف مدنيين وتسبب في بتر يد طفل وهو ما نفته القيادة العامة للكرامة، مؤكدة ان القصف دقيق ومركز على الأهداف العسكرية دون غيرها .
على خلفية التطورات العسكرية المتسارعة في الجنوب يرى متابعون بان حكومة الوفاق اختارت الحل العسكري مع قوات المشير حفتر وان المجلس الرئاسي يدرك بان ميزان القوة سواء البرية او الجوية هو لغير صالحه فقد بادر السراج بدعوة المجتمع الدولي للتدخل العسكري و دعم المجموعات المسلحة الموالية له ، دعوة الدعم وجهها السراج الى منظمات دولية واقليمية رغم انه يعلم ان الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي والجامعة العربية عاجزة عن تلبية الطلب بالتدخل لعدم امتلاكها قوة عسكرية فالامم المتحدة مشتتة جهودها على مستوى العالم بسبب كثرة بؤر التوتر – سوريا العراق – اليمن – شرق أوروبا – مالي و غيرها .
الاتحاد الافريقي بدوره يعاني من انتشار الارهاب و الجماعات المتطرفة في دول الساحل و الصومال ، الاتحاد الاوروبي هو الآخر مازال يعاني تبعات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي ،أما الجامعة العربية فهي اكثر عجزا من تلك المنظمات الاقليمية والدولية ، وهكذا كان من الطبيعي ان لا يصدر عن دعوة السراج اي رد فعل
إذن ما الذي يريده رئيس المجلس الرئاسي من وراء تلك الدعوة العاجلة؟.
من الواضح أن فايز السراج يعول على حلفائه ومن غير المستبعد ان تندفع إحدى الدول الحليفة لحكومة الوفاق، وبشكل انفرادي بتقديم دعم عسكري مباشر للمجموعات المسلحة الموالية للوفاق مثل تنفيذ ضربات جوية لقوات الكرامة وإرسال اسلحة وذخائر الى القوة الثالثة .
جاهزية قوات الكرامة
يشار الى ان تقارير استخباراتية تابعة للوفاق اكدت انّ القيادة العامة للكرامة تمكنت من نقل شحنات أسلحة ومدرعات الى قاعدة براك الشاطئ الواقعة تحت سيطرة العميد بن نايل ،وذلك في سياق التجهيز لأم المعارك في الجنوب حيث أن السيطرة على تنمهنت تمثل ورقة ضغط سياسية مهمة للإتحاد الأوروبي القلق من تواصل الانفلات في الجنوب الليبي الذي يسمح بازدهار تهريب البشر .
إذ لا يخفى أن الاتحاد الأوروبي سوف يتعاون مع الطرف القوي القادر على السيطرة على الجنوب ،ولن يهم الإتحاد الاوروبي من يكون هذا الطرف سواء حفتر او السراج. وطالما أن السراج فشل في بسط سلطة الدولة ووقف الهجرة فيبدو ان الرهان الأوروبي سيصبح على شخص حفتر الجدير بالتنبيه إلى أن المبعوث الدولي كوبلر طالب وبلهجة حادة السراج ببسط سلطته على الجنوب ووقف الاتجار بالبشر مهددا بملاحقة الذين يتاجرون بالبشر من طرف الجنائية الدولية.
وعلى صلة بدق طبول الحرب في الجنوب تتظافر جهود القبائل لإبعاد شبح الحرب على مناطقه فهم ليسوا طرفا في هذا الصراع المدمر والجنوب يكفيه ما يعاني من ازمات انقطاع التيار الكهربائي – التموين – انعدام السيولة من المصارف – غياب تفعيل أجهزة الدولة و مخالفات الحروب الاهلية في سبها – الكفرة – أوباري ، تهميش الجنوب من طرف الحكومات المتعاقبة على طرابلس والحكومة المؤقتة .
والسؤال المطروح هل تفلح جهود نزع فتيل الحرب المدمرة واقناع الوفاق والكرامة معا بان الحوار هو الحل ،وأن الرابح هو خاسر ام أن قرار الحرب قد اتخذته حكومة الوفاق وقيادة الكرامة بموافقة رئاسة مجلس النواب دون أن يقدر كلاهما -اي الوفاق وحفتر- المخاطر الناجمة عن هكذا عبث عسكري. الثابت أن أحد الطرفين يصر على فرض الأمر الواقع الذي حدد ملامحه وتفاصيله طرف يمكن أن يكون المشير حفتر وخلفه رئاسة مجلس النواب فبعد اعتمادهما اسلوب الممانعة والرفض لتنفيذ الاتفاق السياسي وتزايد الضغوطات الدولية لفرض الاعتراف بهذا الإتفاق والتمسك بالسراج ، هذه إمكانية اما الإمكانية الثانية فيكون فيها السراج هو الطرف المصعد عسكريا خاصة أمام توسع قوات الكرامة وسيطرتها على 85 % من مساحة ليبيا وجاهزية قوات حفتر لكسب اي حرب قادمة.