ورغم تضارب الأنباء والمعلومات عن حقيقة ما يجري في الجنوب فإن مصادر أمنية أكدت ان قاعدة تمنهنت مازالت تحت نفوذ القوة الثالثة مع استمرار طيران حفتر قصف القاعدة ،وأهداف عسكرية أخرى وأهداف مدنية تؤكد القيادة العامة للجيش انها مستغلة من طرف المجموعات العسكرية الموالية لحكومة الوفاق.
على صلة بتلك المستجدات العسكرية المتلاحقة والخطيرة حذر الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش في تقريره الدوري امام مجلس الامن الدولي من خطر حدوث الفوضى العارمة بسبب تصاعد المواجهات المسلحة وانزلاق الوضع نحو نزاع شامل، وجدد الامين العام دعم المنظمة الاممية والمجتمع الدولي للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق و التأكيد مرة اخرى أن الاتفاق السياسي يبقى هو الإطار الوحيد للتسوية السياسية المنشودة .وكان رئيس بعثة الدعم لدى ليبيا كوبلر الذي اجتمع مع المشير خليفة حفتر الخميس صرح بأن اللقاء كان جيدا ودرس كيفية تجاوز عقبات تنفيذ الاتفاق . يشار إلى ان التصعيد العسكري الحاصل في الجنوب شكل ناقوس خطر وتهديد فعلي بنسف مخرجات الحوار السياسي، لذلك تحركت الدبلوماسية الدولية والمبعوثين الخاصين لدى ليبيا بصفة مكثفة من ذلك زيارة وزير خارجية اسبانيا الى تونس والجزائر .
زيارة مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني الى الجزائر وتونس، ثم تحولها الى موسكو مثلما كان الملف الليبي مطروحا الاسبوع الماضي على طاولة نقاشات وزراء خارجية الإتحاد الاوروبي وكذلك عند لقاء وزيري خارجية الولايات المتحدة و روسيا .حراك في مجمله اكد على ثوابت يتمسك بها المجتمع الدولي وهو ضرورة ارساء السلام والأمن في ليبيا ،وإنجاح الاتفاق السياسي ودعم المجلس الرئاسي وبالتحديد فايز السراج حيث تقبل القوى الكبرى تغيير تركيبة المجلس الرئاسي و لن تقبل بتغيير السراج .
والشغل الشاغل الآن هو الجمع بين الرئيس الرئاسي و قائد الكرامة و على الرغم من هذه العقبة أخذت الكثير من الوقت ،فإن بوادر تجاوزها بدأت في الظهور سيما بعد لقاء حفتر وكوبلر والانطباع الإيجابي الذي خرج به الأخير دون نسيان تصميم روسيا على نجاح وساطتها بالجمع بين الرجلين.
مستجدات عسكرية شرقا
فيما يتعلق بالتطورات العسكرية غرب بنغازي و درنة اعلنت القيادة العامة للجيش استجابة أهالي منطقة الثامة المتاخمة لسوق الحوت – تمركزات الارهابيين – لنداء كان أطلقه الجيش لسكان مناطق التماس مع نقاط تواجد الجماعات المتطرفة وكانت قوات الكرامة اعلنت عزمها تحرير تلك المناطق قريبا .
بعيدا عن بنغازي نفذت طائرات الكرامة الحربية ميغ 23 و 21 غارات على أهداف لمجلس شورى مجاهدي درنة على مستوى محور الفتايح مما اسفر عن تدمير آليات عسكرية وقتل من بداخلها بحسب ما جاء في بيان صادر عن الجيش ،ونبهت قيادة غرفة عمليات عمر المختار الى ان الجيش لا يتحمل أي مسؤولية عما يلحق بالمدنيين من مخاطر وما عليهم سوى اخلاء بيوتهم .
في سياق مساندة القبائل الشرقية للجيش سيرت قبائل التميمي قوافل مساعدات غذائية وطبية الى الغرفة ،ويجمع المتابعون بأن دعم قبائل شرق ليبيا للجيش قد ساهم في تحقيق نجاحات قوات الكرامة بداية من شبه تطهير بنغازي من الجماعات الارهابية وتحرير الهلال النفطي في مناسبتين .