وقال جان مارك إيرولت إن الدول الأعضاء في مجموعة السبع سيطلبون من روسيا الكف عن «الرياء» فيما يتعلق بسوريا والعمل مع الدول الأخرى لإنهاء الحرب الأهلية.وأضاف للصحفيين في اجتماع لمجموعة السّبع في توسكانا «مجموعة السبع ستبلغ روسيا بوضوح شديد بأنّ هذا الرياء يجب أن يتوقف. يجب أن تتدخل بصدق وإخلاص في العملية السياسية حتى نخرج من هذا الموقف الذي وجدنا أنفسنا فيه.«وتابع أن الضربة الصاروخية الأمريكية على قاعدة جوية سورية الأسبوع الماضي فتحت «نافذة صغيرة» أمام محاولة إنهاء الصراع.
وقال إن الاجتماع لم يتطرق بشكل يذكر لمسألة تشديد العقوبات.وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون قال أمس الاول إنّ لندن ستبحث إمكانية زيادة العقوبات على شخصيات عسكرية سورية وروسية كبرى.وتابع مشددا «هذا ليس موقفا عدائيا تجاه الروس، بل هو يد ممدودة بشفافية».وأضاف «كفى الآن (...) يجب أن نوقف النفاق وندخل بشكل واضح في العملية السياسية».
والتقى وزراء خارجية الدول السبع (الولايات المتحدة وألمانيا واليابان وبريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا) الاثنين والثلاثاء في توسكانا بإيطاليا، لعقد اجتماع يهيمن عليه النزاع السوري، قبل زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى موسكو.
محاولات لإقناع روسيا
من جهته قال وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال في ختام اجتماع موسع شمل تركيا والامارات العربية المتحدة والسعودية والأردن وقطر «نريد حمل روسيا على دعم العملية السياسية من أجل تسوية سلمية للنزاع السوري» مؤكدا أن هذا هو موقف تيلرسون.
وأضاف أن الوزير الأمريكي «لديه دعمنا الكامل في مفاوضاته الأربعاء في موسكو». وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون ، إن الولايات المتحدة ستتصدى لكل من يرتكبون جرائم ضد الإنسانية، وجاء هذا التصريح خلال اجتماع لوزراء خارجية مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى بعد أيام من ضربات صاروخية وجهتها واشنطن إلى قاعدة جوية تابعة للجيش السوري بعد هجوم كيماوي مزعوم.
ويسعى نظراء تيلرسون من أوروبا واليابان للحصول على توضيحات تخص السياسات الأمريكية في ما يخض مجموعة من القضايا، لاسيما سوريا.ويحرص الوزراء الأوروبيون على معرفة ما إذا كانت واشنطن ملتزمة الآن بالإطاحة بنظام الأسد، المدعوم من روسيا. ويريدون كذلك من الولايات المتحدة الضغط على روسيا لتنأى بنفسها عن الأسد.
وأربكت الرسائل المتضاربة للولايات المتحدة حلفاءها الأوروبيين وأثارت خيبة أملهم فيما يسعون إلى دعم أمريكي كامل لحل سياسي قائم على نقل السلطة في دمشق.وقال دبلوماسي أوروبي كبير طلب عدم نشر اسمه «الأمريكيون يقولون إنهم موافقون لكن ليس هناك ما يدل على ذلك من وراء «الستار».
توافق بريطاني امريكي
من جانبه اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، خلال محادثة هاتفية الاثنين، أن هناك «فرصة» لإقناع روسيا بالتوقف عن دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت متحدثة باسم رئاسة الوزراء البريطانية، إن «رئيسة الوزراء والرئيس اتفقا على أن هناك الآن نافذة فرصة لإقناع روسيا بأن تحالفها مع الأسد لم يعد في مصلحتها الاستراتيجية».كما أضافت المتحدثة أن ماي وترامب اعتبرا أن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى روسيا الثلاثاء «تشكل فرصة لإحراز تقدم نحو حل يؤدي إلى تسوية سياسية دائمة».
وأتت المحادثة الهاتفية بين ترامب وماي بعيد ساعات على الدعوة التي وجهها وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى موسكو، لإنهاء دعمها للأسد. وكان الأخير ألغى زيارة مقررة إلى موسكو السبت بسبب دعمها للنظام السوري، بعدما أدى هجوم كيميائي مفترض على بلدة خان شيخون، التي تسيطر عليها فصائل من المعارضة السورية في محافظة إدلب إلى مقتل 87 شخصا، بينهم العديد من الأطفال.
فشل مقترح فرض عقوبات جديدة
هذا ولم يتفق وزراء الخارجية في مجموعة السبع امس،على فرض عقوبات جديدة على روسيا، بسبب هجوم كيماوي للنظام السوري، الذي تدعمه موسكو، في مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب.
وتعليقا على اقتراح من نظيره البريطاني بوريس جونسون فرض عقوبات إضافية على مسؤولين سوريين أو مسؤولين روس. قال ألفانو، في مؤتمر صحفي، «لا توافق في الوقت الراهن على عقوبات جديدة أخرى باعتبارها أداة فعالة».وكان جونسون قد تقدم لاجتماع وزراء خارجية دول السبع بمقترح لفرض عقوبات على روسيا، بالنظر إلى دور موسكو في دعم نظام الرئيس بشار الأسد على كافة الأصعدة.وجونسون كان قد قال بعد تقديم مقترح العقوبات، إن ثمة حاجة لمعاقبة ضباط في الجيش الروسي بسبب عملهم مع نظام الأسد.