ولقي ما لا يقل عن 17 شخصا مصرعهم في تفجير الاسكندرية و27 شخصا في تفجير كنسية طنطا بدلتا النيل ، بالإضافة الى عشرات الجرحى .وعقب الهجمات التي تبناها تنظيم «داعش» الارهابي ، اعلنت السلطات المصرية حالة الطوارئ في البلاد لمدة 3 اشهر بدا سريانها يوم امس ، كما اعلن أيضا تشكيل مجلس أعلى لمكافحة الإرهاب في وقت تزايدت فيه التهديدات الارهابية التي تستهدف بلاد الفراعنة في السنوات الاربع الاخيرة . ولا تعتبر هذه الانفجارات هي الاستهداف الأول من نوعه لأقباط مصر ودور عبادتهم، بل سبقته وقائع عدة كان أبرزها استهداف الكنيسة البطرسية بوسط القاهرة في ديسمبر الماضي ما أدى إلى مقتل نحو 29 قبطيا.
يشار الى ان مصر تحتضن النسبة الاكبر من الاقباط في الشرق الاوسط اذ عرفت على امتداد عقود باحتضانها لفسيفساء من الاديان والتوجهات الدينية والفكرية المتعددة ، وهو ماجعلها –وفق مراقبين – وجهة خصبة للتنظيمات الارهابية التي تستغل هذا التعدد الديني لخلق البلبلة وبث العنف في المجتمعات .
وتثير التفجيرات الاخيرة ومن قبلها الهجمات المتكررة التي استهدفت الاقباط في مصر وغيرها من الدول العربية والغربية ، جدلا واسعا حول تامين دور العبادة والمنشآت الحساسة في مصر والتي باتت في مرمى اهداف التنظيمات الارهابية وتنظيم «داعش» بصفة خاصة .
خطاب ديني معتدل
من جهته قال الصحفي المصري محمد ابراهيم لـ«المغرب» انّ هذا الحادث الإرهابي ليس الأول في مصر، خاصة فيما يتعلق باستهداف الكنائس في كافة أرجاء محافظات مصر ، مضيفا ان التفجيرين كانا بمثابة فاجعة على غرار ما حدث في ديسمبر الماضي من استهداف الكنيسة البطرسية بالكتدرائية على حدّ تعبيره.
وتابع ابراهيم «ماحصل ليس بجديد من ناحية الاستهدافات الارهابية لكننا لا نتعلم من الأخطاء، في كل مرة نشجب وندين، دون وجود خطة أمنية حقيقية على أرض الواقع، تكون من خلالها القدرة على مواجهة الإرهاب قبل وقوعه، وما حدث بالأمس دليل واضح على تراخي أمني جسيم».
وعن امكانية ان تخلق هذه الاستهدافات المتكررة صراعا طائفيا في مصر اجاب محدّثنا بالقول «داخل المجتمع المصري، من الصعب الوصول إلى صراع طائفي بالصورة التي يحاول الناس ترويجها، هناك خلافات، ولكنها مثل باقي الدول، فمصر لم تصل ولن تصل إلى صراع طائفي بالسلاح في الشوارع، وحتى عندما تحدث مثل هذه الاستهدافات فهي بصور فردية، يتم التعامل معها على المستوى الشعبي قبل الدولة بصورة قوية. نحن أمام أفكار يجب العمل على إصلاحها من الأساس، المشكلة ليست في جماعة متشددة تحمل السلاح في وجه المصريين، بل المشكل يكمن في كيفية مواجهة هذا قبل حدوثه، فغياب خطاب ديني واضح وووجود مفاهيم مغلوطة لدى الكثير من الشباب، يخلق معضلة واضحة في التعامل وتخلق حالة من الصراع». وتابع محدّثنا انّ تبني خطاب إعلامي يبتعد عن الكراهية، ويكون به تثقيف حقيقي للشباب، بصحيح دينهم، لا يقوم على بث العنف هو خطوة نحو حل المعضلات الامنية.
وعن تشكيل مجلس أعلى لمكافحة الإرهاب قال محمد ابراهيم ان إذا كان تشكيل هذا المجلس من كافة المؤسسات الفاعلة في الدولة وبالصلاحيات الكافية لتجاوز الأخطاء الأمنية، ووضع استراتيجية واضحة يتم تنفيذها بشكل عاجل، يمكن وقتها أن نتحدث عن النتائج التي وصل إليها ومدى فاعلية ذلك على أرض الواقع معتبرا ان المطلوب هو تفعيل دور هذا المجلس ووضع صلاحيات واضحة يتم المحاسبة عليها .
ودعا الكاتب والصحفي المصري الى ضرورة تحرك الأزهر بكل قوة، لمواجهة المشايخ المتشددين في النجوع والقرى و مواجهة الفكر بالفكر، قبل المواجهة المسلحة.