وسط مخاوف من الانزلاق نحو الحرب الأهلية في ليبيا: تصعيد متبادل بين قوات الكرامة ووزارة دفاع الرئاسي

كشف العقيد محمد الغصري المتحدث باسم وزارة دفاع حكومة الوفاق عن إطلاق عملية « الأمل الموعود» لمجابهة قوات العميد بنايل التي تحاصر قاعدة تمنهنت مضيفا بان العملية سوف تجمع القوات في مرحلة اولى ،ثم وفي المرحلة الثانية تقوم بالهجوم

على قوات محمد بنايل ، فيما اعلنت غرفة الطوارئ الجوية التابعة للوفاق جاهزيتها لضرب وقصف تمركزات قوات الكرامة وقواعدها الجوية .

من جانبها حذرت رئاسة اركان مجلس النواب في بلاغ لها امس غرفة الطوارئ الجوية طرابلس من عواقب الاعتداء على تمركزات وقواعد الكرامة ،واردف البلاغ بان سلاح جو الكرامة سيكون رده قاسيا و لن يستثنى منه هدف .

معلوم بان العميد بنايل وبعد سيطرته على مدينة سبها ومطارها العسكري وقاعدة براك الشاطئ ارسل وفدا مفاوضا الى القوة الثالثة المسيطرة على قاعدة تمنهنت 30 كلم غرب سبها من أجل توفير ممر امن للقوة الثالثة و تسليم القاعدة للكرامة ، غير ان آمر القوة الثالثة جمال التريكي رفض العرض مما دفع بالعميد محمد بنايل للتصعيد والتوجه بقواته الى منطقة سمنو الواقعة على طريق تمنهنت – الجفرة وقام بقطع طريق الامداد بين الجفرة وتمنهنت .وكثف من عمليات قصف تلك القاعدة بالهاون و صواريخ الجراد ، تلاحق و تسارع الأحداث في الجنوب اعتبره المتابعون للشان المحلي ينذر بصدام مدمر بين أكبر قوتين مسلحتين في البلاد قد يفتح الباب على مصراعيه إما للحرب الاهلية أو تدخل عسكري خارجي تحت غطاء ومبرر مساندة ودعم الطرف الموالي لطرف ما في الصراع المسلح الوشيك في الجنوب .

واشار المتابعون بان نهايات الصراع المسلح ومآلاته لا احد بإمكانه تصورها سيما مع اختلال موازين القوى بين قوات حفتر والمجموعات الموالية للرئاسي .

حظوظ متباينة
يجمع المراقبون على أن المشير حفتر وخلفه رئاسة مجلس النواب استطاعا خلال الفترة الفارطة الحصول على دعم قبائل الجنوب من تبو وقذاذفة ومقارحة وغيرها، ولولا توفر تلك الحاضنة الاجتماعية لما استطاع العميد بنايل دخول عاصمة الجنوب سبها ومطارها العسكري ودفع تلك القبائل لإصدار بيانات تطالب مليشيات مصراته باخلاء تمنهنت وسبها وباقي مناطق اقليم فزان .
وحول حجم قوات الكرامة في سبها أفادت تقديرات وتقارير استخباراتية بان تعداد قوات الكرامة يقارب الست آلاف عسكري، دون احتساب المجموعات المسلحة الداعمة ومنها تجمع احرار ثوار الجنوب الذي أعلن انضمامه للكرامة الأسبوع الماضي .

اما ما يتعلق بالمجموعات الموالية للرئاسي فتنحصر في القوة الثالثة – حوالي ألف مقاتل 80 % منهم من مدينة مصراته – الكتيبة 95 مشاة و الكتيبة 116 ودرع ليبيا الأول بقيادة احمد الحسناوي المحسوب على تنظيم القاعدة واجمالي هذه الكتائب لا يتجاوز الألفي مقاتل .

وبسبب هذا الاختلال كانت الزيارة المفاجأة التي قام بها وزير الدفاع المفوض المهدي البرغثي لمصراته حيث تفقد الكلية الحربية ،واجتمع مع ضباط من البنيان المرصوص لبحث التصدي لقوات حفتر المتوسعة جنوبا ، نقلت مصادر من اقليم برقة بان البرغثي التقى ضباط ايطاليين لنفس الغرض .

وبعد إنتهاء زيارة وزير دفاع الوفاق لمصراته نفذ طيران حربي انطلاقا من قاعدة الكلية الحربية في المدينة غارات على قاعدة براك الشاطئ ،حيث أكدت غرفة الطوارئ الجوية ان القصف الجوي أصاب طائرات لحفتر ودمرها فيما أوضحت رئاسة اركان الكرامة ان الطائرات التي استهدفها القصف هي طائرات تدريب

تحاشيا للأسوأ
على خلفية التصعيد العسكري واطلاق الرئاسي لعملية – الأمل الموعود – ردا على عملية الكرامة الرمال المتحركة ناشدت مكونات المجتمع المدني في الجنوب العقلاء والاعيان بالتحرك لدرء وابعاد الحرب الاهلية ،وسيناريو التدخل الخارجي الذي لن يتاخر هذه المرة لدعم هذا الطرف او ذاك .وقد طرحت بعض المكونات المحلية فكرة التسوية بين الطرفين المتحاربين في الجنوب من أجل السيطرة على قاعدة تمنهنت مثل أن تخلي القوة الثالثة تلك القاعدة وان يجري غلقها نهائيا لكن هذا المقترح يبقى رهين ما يدور في ذهن المشير حفتر وهل يقف طموحه عند تمنهنت وخروج القوة الثالثة ام هو يخطط الى ابعد من ذلك الهدف سيما مع تصريحات لحفتر سابقة اكد فيها أنه يخطط للسيطرة على الجفرة .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115