وفي سياق اخر افادت القيادة العامة للجيش في بلاغ لها بان طائرة مجهولة نفذت غارة جوية على قاعدة براك الشاطئ شمال سبها دون احداث خسائر بشرية ، معلوم ان قاعدة براك الشاطئ تقع تحت سيطرة قوات موالية للكرامة وهي إحدى الكتائب التابعة للواء 12 مجحفل بإمرة العميد محمد بن نايل .
هذا ويرى المتابعون لمسار التسوية السياسية المتعثرة بأن المستجدات العسكرية الجارية في الجنوب تهدد بنسف العملية السياسية وتعيد الأمور الى نقطة البداية بالإضافة لى انها تطيل عمر الأزمة، ويضيف المتابعون بان هذا النهج والسيناريو بات معتادا ومألوفا من طرف الفرقاء العسكريين والسياسيين، حيث كلما ظهرت بوادر اقتراب من التوافق أو حسن نوايا بادر أحد الفرقاء بالتصعيد و في هذا الاطار برز المشير حفتر وسرايا الدفاع عن بنغازي كأهم معرقلين للتسوية واستئناف الحوار .اذ يشكل استقبال المبعوث الاممي من قبل رئيس مجلس النواب واعلان البرلمان العودة للحوار السياسي بادرة حسن نية وقبل وصول المبعوث الاممي الى طرابلس قامت قوات حفتر بقصف قاعدة تمنهنت واعلنت بداية العمليات البرية و الجوية للسيطرة على القاعدة .
وبالتالي سوف يجد المجلس الرئاسي نفسه مطالبا بالرد على ما يمكن وصفه باستفزازات حفتر المتواصلة ، وبدل مناقشة شروط رئيس مجلس النواب عند لقاء السراج ومارتن كوبلر القت المستجدات العسكرية في الجنوب بظلالها على ذلك الاجتماع.
واعتبر ناشطون سياسيون من طرابلس ومصراته بان الهدف والغاية من عملية الرمال المتحركة من طرف المشير حفتر هو لا يتعدى التشويش وخلط الاوراق الاخرى لربح المزيد من الوقت حيث يدرك حفتر وممثله العميد بن نايل بان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق والمجموعات المسلحة التابعة لمصراته لن تقبل بالتفريط في قاعدة استراتيجية بحجم تمنهنت ، ويؤكد هؤلاء بان عقلاء مصراته مازالوا الى حد اللحظة يتمسكون بسياسة ضبط النفس فكما يعلم الجميع لدى مصراته قاعدة جوية –الكلية الحربية مما يسمح لها باستهداف تمركزات الكرامة شرق سرت و لو كان لدى مصراته أدنى شك في سقوط تمنهنت والجفرة بين الكرامة لبادرت بانجاز عمليات وقائية .
قوات الكرامة مشتتة
يشار الى ان اللواء 12 التابع لقوات الكرامة يحاصر قاعدة ومنطقة تمنهنت منذ شهرين وتتالت بياناته بقرب سيطرته على القاعدة لكن شيئا من ذلك لم يجر واضح جليا بان اللواء 12 لم تصله تعزيزات ولا اسلحة من القيادة العامة في الرجمة لاسباب متعددة لعل اهمها انشغال القيادة العامة بالحرب الدائرة في المحور الغربي من بنغازي ضد بقايا انصار الشريعة وتنظيم داعش أو ما يعرف بمجلس شورى ثوار بنغازي ، وايضا بجبهة درنة حيث تحاصر قوات حفتر ما يسمى بمجلس شورى مجاهدي درنة التابع لتنظيم القاعدة محاور القتال والجبهات التي فتحتها القيادة العامة سببت حالة من الانهاك والتشتت بين صفوف الكرامة والدليل على ذلك واضح.
فعند هجوم سرايا الدفاع عن بنغازي على الهلال النفطي تمكنت السرايا من السيطرة بطريقة سريعة على موانئ راس لانوف والسدرة دون قتال يذكر من الجيش كما أن الهجوم المعاكس للجيش واستعادة الموانئ تطلب اسبوعين تقريبا معطيات توحي بان قوات الكرامة لا يمكنها فتح جبهة رابعة وفي منطقة بعيدة جغرافيا عن طبرق – 800 كلم سبها اجدابيا و أن كل ما يسعى اليه المشير حفتر ليس سوى خلط الاوراق .