الجديد من دور بشار الاسد في المرحلة الانتقالية في سوريا.
النظام السوري الذي واجه اتهامات مباشرة بالوقوف وراء المجزرة نفى في بيان صدر امس الاول ضلوعه في المجزرة إلا ان الخارجية الروسية اكدت صباح امس ان النظام السوري قصف مستودعا للذخيرة تابعا لـ«الإرهابيين» في خان شيخون بريف إدلب شمالي سوريا، يحتوي على أسلحة كيميائية وصلت من العراق.الا انّ تقارير اعلامية تؤكد ان صعوبة انتاج غاز السارين المستعمل في الهجوم تزيد من فرضية تنفيذ نظام الاسد للهجوم .
يشار الى أن بشار الأسد وافق في عام 2013 على التخلص من مخزون غاز السارين الذي لديه، تحت التهديد بغارات جوية أمريكية، عقب هجوم كيميائي على غوطة دمشق أسفر عن مقتل 1300 شخص.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف:»وفقا المستودع يحتوي ذخيرة ومعدات، فضلا عن العثور على مصنع محلي لإنتاج قنابل محشوة بمواد سامة». ويرى متابعون للشأن السوري ان البيان الروسي حمل بطريقة ضمنية نظام بشار الاسد مسؤولية مجزرة خان شيخون التي حصدت ارواح 72 مدنيا بينهم 20 طفلا، فضلا عن 160 مصابا . إلا ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سارع باستدراك الموقف قائلا ان موقف بلاده من الأسد لم يتغير .
وعقب الهجوم تزايدت وتيرة التنديد الدولي العربي والغربي بالهجوم حيث طالبت دول اوروبية -على غرار فرنسا – الولايات المتحدة الامريكية بتوضيح موقفها من بشار الاسد في سوريا وذلك بعد تصريحات الخارجية الامريكية الاخيرة ومفادها ان ازاحة الاسد لم تعد الاولوية في سوريا. واعتبرت عدة دول اوروبية هذا التغير الواضح في الموقف التقليدي الامريكي من المعادلة السورية جعل نظام الأسد لا يخشى العقاب .
إذ قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، الأسبوع الماضي، إن مستقبل الأسد إنما هو «مسألة تخص الشعب السوري»، كما قال السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة: إن «إسقاط الأسد لم يعد أولوية بالنسبة لنا» بل الاولوية هي «محاربة الارهاب» . هذا الموقف الامريكي الجديد اثار موجة انتقادات واسعة من حلفاء واشنطن في التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا والعراق وعلى راسهم فرنسا وألمانيا وعديد الدول من الاتحاد الاوروبي التي ادانت هجوم «خان شيخون» وطالبت بتصنيفه كـ«جريمة حرب» .
وتفاديا للانتقادات التي طالت البيت الابيض وصف المتحدث باسمه امس الاول المجزرة بـ «العمل المروع من جانب نظام بشار الاسد» في خان شيخونو بـ«المشين». وقال شون سبايسر ان «من مصلحة» السوريين عدم بقاء الاسد.وبدا أن واشنطن اتخذت موقفا أكثر حزماا من الاسد بعد ايام من التصريحات المثيرة للجدل.
موقف جديد
من جهته قال الكاتب السوري خيام الزعبي في حديثه لـالمغرب» انّ الاحداث الاخيرة تؤكد أن الجانب الأمريكي -الروسي قد وضعا الكثير من العداء جانبا، والتي تضمنت اتهامات واشنطن لروسيا باقتراف جرائم حرب في حلب، واتهام موسكو لأمريكا بدعمها لجماعات إرهابية مثل «داعش» في سوريا، مضيفا ان امريكا بدأت في الحديث عن الحل السياسي في سوريا ودور الاسد في المرحلة الانتقالية وهي محاولة منها للاقتراب من موسكو لإعادة العلاقات السياسية معها، بعد أن مرت بأنماط مختلفة بين التوتر والجفاء.
وأشار الزعبي الى انّ دونالد ترامب يعرف جيدا أن هذا التقارب يصنع قوة كبيرة داخل المنطقة وأن أي تطور في العلاقات الأمريكية الروسية نحو تفاهم إستراتيجي من شأنه تحقيق أثر ايجابي بالغ علی العالم العربي والمنطقة بأكملها .
واكد محدّثنا ان اعلان واشنطن صراحة أن إزاحة الأسد لم تعد من أولويات الإدارة الجديدة، تعدّ انعطافة رئيسية للسياسة الخارجية الأمريكية التي ظلت منذ اندلاع الأزمة السورية في مارس 2011 ، تنادي بإزاحة الرئيس الأسد عن السلطة.
وأشار الزعبي الى انّ كل الظروف الميدانية والسياسية تؤكد قرب حدوث تعاون وشيك ما بين موسكو وواشنطن يتضمن شراكة لحل سياسي ومحاربة داعش لمصلحة روسيا وتقليص النفوذ الإيراني في سوريا، إضافة الى التلويح بـ»جزرة» إعادة الإعمار مدخلاً للتسوية في سوريا على حدّ تعبيره.