جاءت هذه المأساة ساعات بعد انتهاء خامس جولة للحوار في جنيف دون ان تفضي الى نتائج ملموسة.....ومع تواصل المعارك وفشل الهدنة فان وقوع مثل هذه المجازر وعودة المشاهد الدموية يصبح امرا متوقعا ...فمنذ تفجر الازمة السورية وقعت عشرات المجازر واستخدمت فيها الاسلحة المحظورة دوليا ....فكل شيء يصبح مشروعا امام لعنة الحروب وميزان القوى والمصالح الدولية...
وبحسب ما نقلت وسائل اعلامية فان هذا الهجوم هو الاعنف منذ مجزرة الغوطة التي اسفرت عن مئات القتلى في صفوف المدنيين باستخدام غاز السرين المحرم دوليا في اوت من عام 2013 .. والمعلوم ان محافظة ادلب تضم أكثر المناطق سكانا تحت سيطرة فصائل المعارضة السورية التي تضم الجيش السوري الحر وتنظيمات متشددة.
إطالة الأزمة
جميع الدلائل والوقائع على الارض تؤكد بان الحرب مستمرة وهناك اطراف دولية مجهولة ليس من مصلحتها انتهاء الازمة السورية ....في هذا السياق اكد الكاتب السوري زيد سفوك انه في اية مفاوضات سواء جنيف او استانة او اي مؤتمر أخر للبحث عن حل للأزمة، تحصل هناك احداث دموية على الارض بحق الشعب السوري يرتكبها الطرفان. ويضيف بان خلط الاوراق دائما يفرض نفسه بقوة من قبل اطراف دولية ، والمجازر التي تحصل واخرها مجزرة الغاز السام في ادلب تؤكد بأنه لا حل في المنظور القريب.
ويضيف الكاتب السوري ان الوضع بات خارجا عن السيطرة ..مشيرا الى ان امريكا وروسيا تقومان بتصفية حساباتهما الخاصة في سوريا مما يفسح المجال لتركيا وايران باستغلال نفوذهما وعرض خدماتهما للطرفين ليكونا الاداة لتنفيذ اي عمل كارثي يكون مساعدا في خلط الاوراق أكثر وإطالة الازمة...وقال ان جميع الاطراف الفاعلة تنتظر حتى تنال حصتها في سوريا الجديدة التي سيكون التقسيم الخيار الوحيد لإنهاء مأساة شعبها .
الاستراتيجية الامريكية
وعن الاستراتيجية الامريكية الجديدة في سوريا يرى محدثنا بان واشنطن لم تغير ابدا سياستها في سوريا بل كانت تعمل بهدوء ومن خلف الكواليس لإتمام مشروعها في الشرق الاوسط الذي تمت المباشرة بتنفيذه منذ احتلال العراق 2003. واضاف ان موقفها من الأسد واضح. فالقنصلية الامريكية المتواجدة في دمشق ما زالت قائمة ولم تغلق ، ولم تستخدم القوة لإزالته ليس بسبب تمسك الروس بالنظام والدفاع عن مصالحهم المرتبطة به ، بل لانه وخلال ستة اعوام لم يجد الامريكيون اي بديل للنظام ، فالمعارضة هم مجرد اشخاص موظفين لدى تركيا والخليج ولا يملك اي احدا منهم مقومات قيادة الدولة ، وامريكا لا تربط مصالحها وسياستها بتوابع غيرها .
واضاف :»اما من ناحية تغيير الاستراتيجية الامريكية فمن الواضح ان تسلم دونالد ترامب الرجل الاقتصادي يدل بانها باتت في مرحلة جني الثمرات مما فعلته من خلف الستار بالشرق الأوسط وكانت بداية جني الثمرات عبر المملكة السعودية التي وقعت مع الادارة الجديدة عقودا بقيمة مئتي مليار دولار ، ولا ننسى ايضا انها باتت الان صاحب استملاك معظم آبار النفط في المناطق التي تقع تحت سيطرة الاكراد في العراق وسوريا». وتوقع الكاتب والباحث الكردي السوري ان يستمر ترامب بسياسته هذه الى ما لا نهاية مشددا على ا نها تريد جني ما حصدته من سياسات خلال الاعوام الماضية «..
ومع اطالة أمد الازمة وتلطخ المشهد السوري بالدم فان اطفال سوريا هم من يدفعون ثمن هذه الحرب العبثية من ارواحهم ودمائهم ومستقبلهم ... فيما تنشغل اطراف الصراع الداخلية والخارجية بتصعيد الصراع للبحث عن مكاسب جديدة في معادلات الربح والخسارة..